الموت
من منا لم تتطرق اليه فكرة الموت ولو للحظة واحدة في مخيلته على مر أيامه؟ أكيد جاءتنا هذه الفكرة وأحيانا تترآى لنا في موقف من المواقف أثناء حياتنا. فكل منا تأتيه هذه الفكرة من آن الى آخر. فبعضنا يتوقف عندها لكي يأخذ منها العبر وبعضنا لايتجشم عناء النظر فيها وكأنها غير موجودة والبعض الاخر ينظر اليها بعين الرهبة والخوف. ولكن قليل منا من نظر اليها نظرة تفكير وتأمل! نعم ان الموت في ظاهره صورة لم تتضح معالمها الينا لانها لو اتضحت سنكون حينها في عداد الاموات ولن يخبرنا احد عن شكلها او كنهها ولا حتى شعورنا أثنائها. لذلك فان النظرة منا الى الموت هي نظرة سطحية لاتمكننا من ان نقف على الموت في حقيقته. فالموت هو المجهول بعينه بالنسبة الينا . فلا يمكن باي حال من الاحوال ان نتحدث عنه الا بمقدار الوعظ والاعتبار. أما اذا حاولنا ان نلقي بعض الضوء عن الموت او كيفية حدوثه فاننا ساعئتذ سنخوض في غمار التكهنات والاقاويل والتي لاترقى باي حال عن التنبؤ بالمجهول. فهناك اسئلة عويصة تلح علي بين الفينه والاخرى الا وهي: اذا كان لنا آجالا محددة في علم الغيب واذا كان لكل سبب مسبب ولكل علة معلول فكيف نموت اثناء الحوادث...