الحد الادنى للعقل
الحد الادنى للعقل
نطاق المدرك العقلي، نطاق المدرك الحسي
المدرك العقلي هو المدرك المطلق بعد استدلاله عن طريق المدرك الحسي.
لايمكن تغيير المدرك المطلق باي حال من الاحوال لانه نتاج مشاهدة اولية وتجارب ثانوية.وبناء على ذلك فان الله خلق الخلق ووهب لهم حد ادنى من المدركات العقلية او بمعنى ادق معلومات اولية كفيلة ببناء صرح الانسان الشامخ ان حاول استغلالها بالشكل الامثل. وبمعنى اكثر دقة ان حاولنا ان نستوضح الامر جليا فاننا نقول اذا اقمنا تجربة وعزلنا الانسان عن جميع اشكال المعرفة المكتسبة من الخارج ولم نحاول اعطاءه الجزء اليسير منها فانه سوف يعرف بعلم يقيني بعض العلوم والمعارف. ابسطها معرفته بالنار والبرد وما لهم من تاثير على الحياة.
ماذا اقول، معنى هذا القول اننا لدينا حدا ادنى من المعرفة نولد به وكل منا يستغله بالطريقة الامثل بالنسبة له. وتختلف نسبة استغلال المعرفة المكنونة لدينا من انسان الى اخر وهذا هو سبب التفاوت العلمي بيننا . من هذا المنطلق نستطيع ان نجزم بالحد الادنى ولكن هل هناك حدا اقصى لمعرفتنا؟
هذا هم السؤال الذي يجب ان يواجهنا لنستكشف قدرات عقولنا على الاستيعاب والاستنباط.
ان العقل البشري في طريقة عمله يعتمد اعتماد كلي على ربط المسلمات بداخله وايضا ربط العلوم الاولية المزروعة فيه لكي يستنتج حل اعقد المسائل بداخله. وكلما زاد عقل الانسان على التخيل زادت درجته وقوته في الاستنتاج. لان الاستنتاج يحتاج قدرة على التخيل لاتتاح لكثير من الناس وهذا هو السبب الجوهري في عقول الذين يفهمون والذين لا يفهمون. وعلى هذا فالفرق الطبقي بين قدرات الناس هو فرق في القدرة على التخيل وربط المعلومات لاستخراج النتائج. ولكي نستوضح الامر ماعلينا هو النظر الى سير العلماء الاجلاء بمنظار مقرب لكي نكتشف قدرتهم في تحليل المعطيات عن طريق التخيل واصدق مثال لدينا الان هو حالة العالم القدير اينشتين عندما كان يجلس على كرسيه ويستخرج النتائج ليس بتحليل الرياضيات المعقدة ولكن بعقله الفذ وحده. ان اينشتين نفسه لم يكن متمكن من علم الرياضيات للدرجة التي جعلته يستعين باحد علماء الرياضيات ليساعده في تحويل نظرياته العلمية الى صيغ رياضية يمكن استخدامها في نظريته الجديدة.
وعلى ذلك فان ضخ افكار وعلوم جديدة في عقولنا يجعلنا نتجاوز عتبات المعرفة الاولى ويدفعنا الى الارتقاء على سلم التقدم اذا نحن استفدنا من هذه العلوم بالطريقة الصحيحة. فليس كل ما اكتسب علما عرف كيفية استغلاله فيما ينفع البشرية.
وعلى هذا فشجرة العلم تتفرع الى اغصان لانهائية وتتشعب الى شجيرات صغيرة من العلوم والمعارف.فالعلم ليس له حدود ولن يقف في يوم من الايام مادام الانسان باقي على وجه الارض لكي يحمل بين جنباته مشاعل النور.فالعلم هو النور الالهي الذي يرسله الله سبحانه وتعالى الينا ليهدينا سواء السبيل.
وتقودنا الاجابة عن السؤال الاول الى طرح السؤال التالي وهو:
اذا كان الله سبحانه وتعالى سيبعثنا بكامل اجسادنا وعقولنا فهل هناك علم في الجنة؟
وانني اقول هذا الكلام لان التفكير هو شئ لاارادي في الانسان. اي اننا نمارسه بدون وعي او ادراك ولايمكن وصف لذة التفكير او معرفتها الا لمن مارسها ويمارسها. فانها لايضاهيها اي لذة على وجه الارض مهما ان كانت. وعلى هذا الاساس فان الانسان حتما سيفكر فيما يراه ويعتوره السؤال تلو السؤال فهل من مجيب ام ان الله سينزع تفكيرنا كما ينزع الحقد والكره والغل من صدورنا قبل دخولنا الجنة باذن الله؟ هل الله سبحانه وتعالى سيجيب على اسئلتنا التي تراودنا بين الحين والاخر بدون اي مجهود يذكر من لدنا أم اننا لن نفكر مطلقا؟ وماذا يفعل الانسان بعقله في الجنة؟؟؟؟؟؟
إن هذه الاسئلة لمن أعقد المسائل التي واجهتني ولم اجد لها اجابة واني لاعتقد اني لن اجد الاجابة ابدا ويكفيني شرف المحاولة.
"وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا" صدق الله العظيم
الاسراء الاية 36
تعليقات
إرسال تعليق