أفيقوا يرحمكم الله
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) النساء
لماذا خلق الله للانسان العقل؟ لكي يتركه الى غيره يلعب به كيفما يشاء ام ان له وجه وصنعة؟ واذا قررنا بان لنا اعين نرى بها واذان نسمع بها ولسان ننطق به فلماذا غيبنا عقولنا وهي الاحق بالاستعمال؟
من اكبر المشكلات التي تقابل العالم العربي هي عدم قدرته على تخطي محنته المزمنة والمتمثلة في تخلفه عن ركب الحضارة الانسانية والتي تقدم فيها الغرب لبضع مئات من السنين . واذا سالت سائل ماهي الاسباب التي ادت الى هذه المحنة فيقول لك انهم اعملوا عقولهم واستفادوا مما قدمت لهم هذه العقول. فالاجابة معروفة والسؤال قديم فما الذي يوقفنا عن تشغيل عقولنا لكي نلحق مافاتنا ونمير اهلنا ونزداد كيل بعير؟
الذي يمنعنا عن تشغيل عقولنا اننا لانعرف كيف نشغلها او فيم نستغلها ، وهذه المشكلة لم تات من الامس القريب ولكنها اتت من قرون خلت وكان سببها اننا تحولنا الى تابعين لبعض المتبوعين لاننا اردنا ان نريح انفسنا من عناء البحث عن الحقيقة فاولينا هذا الامر الى افراد او دين او صنم لكي ياخذ بايدينا الى طريق الحق كما اوهمونا المتبوعين. فاستحال امرنا الى انعام لاتملك من امرها شيئا وضاقت علينا الدنيا بما رحبت.
ولنضرب مثلا ظاهرا للعيان فيما آلت اليه مصائرنا عندما وضعنا ديننا في يد اناس يدّعون انهم من العلماء والفقهاء وتركنا لهم مهمة حشو ادمغتنا بغث الحديث وثمينه فماذا حدث وماذا كان؟
انهار بنيان التقوى داخلنا وانهدمت اشرعة الخير وقامت مكانها اشرعة الضلال والفساد .وسبب ذلك ان الله لم ينزل القران ومعه سلاح التلميذ لكي نفك طلاسمه. فالقران ليس طلسم او تعويذة يشكل فهمها على الانسان العادي ان اراد هذا الانسان ان يفهمه ويعقله وحيدا بعيدا عن الشيوخ والملالي. ولكن نفس هذا الانسان الذي ترك مهمة فهم القران لبشر مثله لايزيد عنه قيد انملة فهما ، لن يتركه الله وسيكون حسابه عسيرا يوم القيامة وسيساله فيم استخدم عقله الذي اعطاه الله اياه . فان كان الجواب بانني اتبعت زيد او عبيد فيجزيه الله عذاب الهون.
"بعد ان ترك الانسان العادي امر البحث والتحقق والقراءة لرجال دينه ، واصبح امعة يتبع مايقوله له مرجعه الديني بانه حق ، وما يقوله له بانه باطل . وغاب عنه ان الله لن يعذره وسيحيق به وبمن تبعه عذاب النار" ابن قرناس سنة الاولين 831
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)البقرة
فالله لن يحاسب فقيهك ويتركك لحال سبيلك فالحال يومئذ عسير والكل مشغول بنفسه لكي ينجي رقبته من النار فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز.فلايغرنك بانك تسمع لهذا او تينك فلامناص الا ان تبدا بنفسك وتعرف بعقلك وتقرا وتعي ماتقراه. فلامنجي من عذاب النار الا عقلك وما سواه باطل.
فطريق المعرفة ليس شاقا كما تظن والقران ليس طلسما كما وهمت او كما قال لك الشيوخ اصحاب اللحى . فلا يمكن ان ينزل الله كلاما يصعب فهمه لانه لو صح ذلك فستقوم الحجة على الله بانه انزل طلسما صعب الفهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وماذا يقول عندها اصحاب اللسانيات الاخرى اذا انت قلت ان القران صعب الفهم؟؟؟
إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" سورة يوسف2
فلا تكن من التابعين الذين نبذوا عقولهم وجعلوها خزائن لاقوال لم ينزل الله بها من سلطان فالحق احق ان يتبع. ولا تكن من الضالين الذين استهوتهم الدعة والغفلة واقوال المتبوعين.
وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) غافر
فهذه العقلية الواهنة التي عشنا فيها وتربينا عليها وشربناها منذ الصغر كانت السبب الرئيسي في ضعفنا وارتكاننا لكل ظالم لانه لم يعد لنا كلاما نقوله او فعلا نفعله فتعاظم عندنا شعور الوضاعة وعدم الثقة بالنفس وآلت مصائرنا لغيرنا فلم نعد نفكر او نعي وظللنا ندور في حلقة مفرغة نبحث عمن ينتشلنا من الضياع ويحدد لنا مستقبلنا ويرشدنا ماذا نفعل فضاعت الحقوق وضاعت الانفس.
وما الامانة التي انزلها الله وحملها الانسان الا العقل الذي خصه الله بالنظر في ملكوت السماء والارض لمعرفة الله والتعرف على اياته والايمان به. فكيف لنا ان نقدر الله حق قدره ونحن لانستطيع ان نستعمل عقولنا؟
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 190، 191]
فمعنى الضلال ان الانسان لايعقل الامور فيضل السبيل اي هو في درجة ادنى من الكفر لذلك قد نرى من آمن بالله ثم ضل الطريق القويم بفعل اتباعه لهواه او انصياعه لشيعته الذين لايقلون عنه ضلالة ولايعلمون انهم على غير هدى الى ان ياخذهم الله جميعا اخذ عزيز مقتدر
ض ل ل ضَلَّ الشَّيْءُ ضاعَ وهَلَك يَضِل بالكسر ضَلاَلاً. والضَّالَّة ما ضَلَّ من البَهيمة للذَّكَر والأُنْثَى. وأرْضٌ مَضِّلَّة بفتح الضاد وكسرها وفتح الميم فيهما أي يُضَلُّ فيها الطَّرِيق. وفلانٌ يَلومني ضَلة إذا لم يُوَفَّقْ للرَّشَاد في عَذْله. ورجُلٌ ضِلِّيلٌ ومُضَلَّل أي ضَالٌّ جِدّاً. والضَّلال ضِدّ الرَّشَاد وقد ضَلَّ يَضِلُّ بالكسر ضَلالاً وضَلالة قال اللهُ تعالى (قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فإِنَّمَا أَضِلُّ على نَفْسِي) فهذه لغة نَجْدٍ وهي الفصيحة. وأهل العالية يقولون ضَلِلْتُ أضِلُّ بالكسر فيهما. وأَضَلَّه أضاعَه وأهْلَكه. ابن السِّكِّيت أضْلَلْتُ بَعيري إذا ذَهبَ منك. وضَلَلْتُ المَسْجِد والدارَ إذا لم تَعرِف مَوْضِعَهُما وكذا كُلُّ شَيءٍ مُقِيم لا يُهْتَدَى له. وفي الحديث (لَعَلِّي أضِلُّ اللهَ) يريد أَضِلُّ عنه أَي أَخْفَى عليه من قوله تعالى (أَئِذَا ضَلَلْنا في الأَرض) أي خَفِينا. مختار الصحاح
وكونك لاتنتبه الى صحيح الامور ليس مدعاة لنجاة رقبتك من النار لان الله اعطاك كل مقومات المعرفة ولم يستثني منها ويرفع القلم عنها الا مختلي العقول ومن لم يبلغ الحلم والنائم. واذا دققت النظر جيدا في هذه الحالات تجدها جميعا ان فساد العقل هو القاسم المشترك بينهم جميعا. فالعقل هو الحكم بينك وبين حكم الله واذا لم تستغل عقلك لمعرفة صحيح الايمان فلا تسألن يومئذ عن النعيم. فانتبه يا اخي لما حولك واعلم ان الله سيحاسبك انت وليس الشيخ الذي تتبعه والذي لايملك مفاتيح الهداية فالهداية لله وحده . وماعليك الا ان تقرا القران بتدبر بدون النظر الى اقوال التابعين او من تبعهم وتفهم معنى الايمان الذي اراده الله لعباده ولاتقحم نفسك في مغالطات من يلبسون العمة والجبة والجلباب. فان الدين انزله الله لنا ولم يضع بيننا وبينه اصحاب العمائم لكي يتوسطوا لنا عند الله وما هم بفاعلين.
{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) }القصص
واذا اردنا توسيع دائرة النقاش لكي نتبين ماهي علاقة هذا القول بتخلف امتنا الاسلامية ، فاقول لك ان هذا متعلق بذاك فالعقل واحد في الحالتين وهو القاسم المشترك في طريقة التفكير الاحادية الجانب والتي لاتخلو من نفس الافكار السلبية عن النمطية والتبعية للغير. فلا ننفك نمجد في صاحب المقام العالي وندعوه بما ليس فيه ونتبعه في كل مايقوله ولانستطيع ان نرد عليه الحجة بالحجة ونعتقد انه يملك مفاتح الغيب وانه سوف ينقذنا من كل الهموم والاثام وتركنا له الحبل على الغارب لكي يبعثرنا يمنة ويسرة واضمحلت عقولنا او كادت حتى لترى في بعض الاحيان اقوام تتكلم، اجسادها مثل اجساد البغال وكلامها مثل احلام العصافير لايفقه من قوله شيئا. فالدعوة موجهه للجميع لانستثني احدا بان عليهم ان يستنطقوا الحجر والشجر لكي يعرفوا ويتعلموا بانفسهم وليس بانفس وليهم . وهذه ليست دعوة للفرقة ولكنها دعوة للعلم ، والعلم وحده كفيل على لم الشمل لانه علم الله الذي ينزله على عباده . وما علم الله الا ابتغاء رحمته واتقاء عذابه . حينها سنعلم اننا لانعلم شيئا فنتعلم اكثر فاكثر فنفيد دنيانا ونستفيد.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
لماذا خلق الله للانسان العقل؟ لكي يتركه الى غيره يلعب به كيفما يشاء ام ان له وجه وصنعة؟ واذا قررنا بان لنا اعين نرى بها واذان نسمع بها ولسان ننطق به فلماذا غيبنا عقولنا وهي الاحق بالاستعمال؟
من اكبر المشكلات التي تقابل العالم العربي هي عدم قدرته على تخطي محنته المزمنة والمتمثلة في تخلفه عن ركب الحضارة الانسانية والتي تقدم فيها الغرب لبضع مئات من السنين . واذا سالت سائل ماهي الاسباب التي ادت الى هذه المحنة فيقول لك انهم اعملوا عقولهم واستفادوا مما قدمت لهم هذه العقول. فالاجابة معروفة والسؤال قديم فما الذي يوقفنا عن تشغيل عقولنا لكي نلحق مافاتنا ونمير اهلنا ونزداد كيل بعير؟
الذي يمنعنا عن تشغيل عقولنا اننا لانعرف كيف نشغلها او فيم نستغلها ، وهذه المشكلة لم تات من الامس القريب ولكنها اتت من قرون خلت وكان سببها اننا تحولنا الى تابعين لبعض المتبوعين لاننا اردنا ان نريح انفسنا من عناء البحث عن الحقيقة فاولينا هذا الامر الى افراد او دين او صنم لكي ياخذ بايدينا الى طريق الحق كما اوهمونا المتبوعين. فاستحال امرنا الى انعام لاتملك من امرها شيئا وضاقت علينا الدنيا بما رحبت.
ولنضرب مثلا ظاهرا للعيان فيما آلت اليه مصائرنا عندما وضعنا ديننا في يد اناس يدّعون انهم من العلماء والفقهاء وتركنا لهم مهمة حشو ادمغتنا بغث الحديث وثمينه فماذا حدث وماذا كان؟
انهار بنيان التقوى داخلنا وانهدمت اشرعة الخير وقامت مكانها اشرعة الضلال والفساد .وسبب ذلك ان الله لم ينزل القران ومعه سلاح التلميذ لكي نفك طلاسمه. فالقران ليس طلسم او تعويذة يشكل فهمها على الانسان العادي ان اراد هذا الانسان ان يفهمه ويعقله وحيدا بعيدا عن الشيوخ والملالي. ولكن نفس هذا الانسان الذي ترك مهمة فهم القران لبشر مثله لايزيد عنه قيد انملة فهما ، لن يتركه الله وسيكون حسابه عسيرا يوم القيامة وسيساله فيم استخدم عقله الذي اعطاه الله اياه . فان كان الجواب بانني اتبعت زيد او عبيد فيجزيه الله عذاب الهون.
"بعد ان ترك الانسان العادي امر البحث والتحقق والقراءة لرجال دينه ، واصبح امعة يتبع مايقوله له مرجعه الديني بانه حق ، وما يقوله له بانه باطل . وغاب عنه ان الله لن يعذره وسيحيق به وبمن تبعه عذاب النار" ابن قرناس سنة الاولين 831
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)البقرة
فالله لن يحاسب فقيهك ويتركك لحال سبيلك فالحال يومئذ عسير والكل مشغول بنفسه لكي ينجي رقبته من النار فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز.فلايغرنك بانك تسمع لهذا او تينك فلامناص الا ان تبدا بنفسك وتعرف بعقلك وتقرا وتعي ماتقراه. فلامنجي من عذاب النار الا عقلك وما سواه باطل.
فطريق المعرفة ليس شاقا كما تظن والقران ليس طلسما كما وهمت او كما قال لك الشيوخ اصحاب اللحى . فلا يمكن ان ينزل الله كلاما يصعب فهمه لانه لو صح ذلك فستقوم الحجة على الله بانه انزل طلسما صعب الفهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وماذا يقول عندها اصحاب اللسانيات الاخرى اذا انت قلت ان القران صعب الفهم؟؟؟
إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" سورة يوسف2
فلا تكن من التابعين الذين نبذوا عقولهم وجعلوها خزائن لاقوال لم ينزل الله بها من سلطان فالحق احق ان يتبع. ولا تكن من الضالين الذين استهوتهم الدعة والغفلة واقوال المتبوعين.
وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) غافر
فهذه العقلية الواهنة التي عشنا فيها وتربينا عليها وشربناها منذ الصغر كانت السبب الرئيسي في ضعفنا وارتكاننا لكل ظالم لانه لم يعد لنا كلاما نقوله او فعلا نفعله فتعاظم عندنا شعور الوضاعة وعدم الثقة بالنفس وآلت مصائرنا لغيرنا فلم نعد نفكر او نعي وظللنا ندور في حلقة مفرغة نبحث عمن ينتشلنا من الضياع ويحدد لنا مستقبلنا ويرشدنا ماذا نفعل فضاعت الحقوق وضاعت الانفس.
وما الامانة التي انزلها الله وحملها الانسان الا العقل الذي خصه الله بالنظر في ملكوت السماء والارض لمعرفة الله والتعرف على اياته والايمان به. فكيف لنا ان نقدر الله حق قدره ونحن لانستطيع ان نستعمل عقولنا؟
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران: 190، 191]
فمعنى الضلال ان الانسان لايعقل الامور فيضل السبيل اي هو في درجة ادنى من الكفر لذلك قد نرى من آمن بالله ثم ضل الطريق القويم بفعل اتباعه لهواه او انصياعه لشيعته الذين لايقلون عنه ضلالة ولايعلمون انهم على غير هدى الى ان ياخذهم الله جميعا اخذ عزيز مقتدر
ض ل ل ضَلَّ الشَّيْءُ ضاعَ وهَلَك يَضِل بالكسر ضَلاَلاً. والضَّالَّة ما ضَلَّ من البَهيمة للذَّكَر والأُنْثَى. وأرْضٌ مَضِّلَّة بفتح الضاد وكسرها وفتح الميم فيهما أي يُضَلُّ فيها الطَّرِيق. وفلانٌ يَلومني ضَلة إذا لم يُوَفَّقْ للرَّشَاد في عَذْله. ورجُلٌ ضِلِّيلٌ ومُضَلَّل أي ضَالٌّ جِدّاً. والضَّلال ضِدّ الرَّشَاد وقد ضَلَّ يَضِلُّ بالكسر ضَلالاً وضَلالة قال اللهُ تعالى (قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فإِنَّمَا أَضِلُّ على نَفْسِي) فهذه لغة نَجْدٍ وهي الفصيحة. وأهل العالية يقولون ضَلِلْتُ أضِلُّ بالكسر فيهما. وأَضَلَّه أضاعَه وأهْلَكه. ابن السِّكِّيت أضْلَلْتُ بَعيري إذا ذَهبَ منك. وضَلَلْتُ المَسْجِد والدارَ إذا لم تَعرِف مَوْضِعَهُما وكذا كُلُّ شَيءٍ مُقِيم لا يُهْتَدَى له. وفي الحديث (لَعَلِّي أضِلُّ اللهَ) يريد أَضِلُّ عنه أَي أَخْفَى عليه من قوله تعالى (أَئِذَا ضَلَلْنا في الأَرض) أي خَفِينا. مختار الصحاح
وكونك لاتنتبه الى صحيح الامور ليس مدعاة لنجاة رقبتك من النار لان الله اعطاك كل مقومات المعرفة ولم يستثني منها ويرفع القلم عنها الا مختلي العقول ومن لم يبلغ الحلم والنائم. واذا دققت النظر جيدا في هذه الحالات تجدها جميعا ان فساد العقل هو القاسم المشترك بينهم جميعا. فالعقل هو الحكم بينك وبين حكم الله واذا لم تستغل عقلك لمعرفة صحيح الايمان فلا تسألن يومئذ عن النعيم. فانتبه يا اخي لما حولك واعلم ان الله سيحاسبك انت وليس الشيخ الذي تتبعه والذي لايملك مفاتيح الهداية فالهداية لله وحده . وماعليك الا ان تقرا القران بتدبر بدون النظر الى اقوال التابعين او من تبعهم وتفهم معنى الايمان الذي اراده الله لعباده ولاتقحم نفسك في مغالطات من يلبسون العمة والجبة والجلباب. فان الدين انزله الله لنا ولم يضع بيننا وبينه اصحاب العمائم لكي يتوسطوا لنا عند الله وما هم بفاعلين.
{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) }القصص
واذا اردنا توسيع دائرة النقاش لكي نتبين ماهي علاقة هذا القول بتخلف امتنا الاسلامية ، فاقول لك ان هذا متعلق بذاك فالعقل واحد في الحالتين وهو القاسم المشترك في طريقة التفكير الاحادية الجانب والتي لاتخلو من نفس الافكار السلبية عن النمطية والتبعية للغير. فلا ننفك نمجد في صاحب المقام العالي وندعوه بما ليس فيه ونتبعه في كل مايقوله ولانستطيع ان نرد عليه الحجة بالحجة ونعتقد انه يملك مفاتح الغيب وانه سوف ينقذنا من كل الهموم والاثام وتركنا له الحبل على الغارب لكي يبعثرنا يمنة ويسرة واضمحلت عقولنا او كادت حتى لترى في بعض الاحيان اقوام تتكلم، اجسادها مثل اجساد البغال وكلامها مثل احلام العصافير لايفقه من قوله شيئا. فالدعوة موجهه للجميع لانستثني احدا بان عليهم ان يستنطقوا الحجر والشجر لكي يعرفوا ويتعلموا بانفسهم وليس بانفس وليهم . وهذه ليست دعوة للفرقة ولكنها دعوة للعلم ، والعلم وحده كفيل على لم الشمل لانه علم الله الذي ينزله على عباده . وما علم الله الا ابتغاء رحمته واتقاء عذابه . حينها سنعلم اننا لانعلم شيئا فنتعلم اكثر فاكثر فنفيد دنيانا ونستفيد.
اللهم بلغت اللهم فاشهد
تعليقات
إرسال تعليق