نخنوخ والاخوان(قصة)
يحكى أن في قديم الزمان وسالف العصر والاخوان، كان هناك رجل اسمه نخنوخ بدأ حياته بحراسة الخمارات والعبث بصدور العاهرات الجوخ. وكان يفرض الاتاوات على اصحاب المتاجر فازداد المال في جيبه المنفوخ. فشرع في بناء قصره المنيف ودججه بسلاحه العنيف وبنى اسوار واسلاك ووضع فيها الحيوانات المفترسة التي تاكل الجيف. فجذب لقصره كل خارج على القانون وحريم ومجون وباع نفسه للشيطان ومرت السنون.
الى ان اتى يوم سمع به القائد سخسوخ فامر جنوده بان يحضروه بين يديه ويسلمونه اليه. فذهب الجنود لتنفيذ اوامر القائد الهمام والقبض على نخنوخ وكل من معه بداخل القصر وتحريز الاموال والخمور والسلاح وعلى كل دليل ادانة لاح. وما ان وصل الجنود الى بوابة القصر حتى طرق قائد الجند الباب فصدع سريعا بالايجاب، فامره رئيس الجند ان يفتح لهم الباب لكي يقبضوا عليه ويربطوه من خلف يديه. فضحك نخنوخ لفعلهم وظن بان الامر ليس من عندهم. فاسرع الى تليفونه المحمول ليكلم صديقه الدلدول ويسأله ، هل في الامر خطأ ما ام انه فعلا المطلوب. ولما لم ياتي رد من صديقه علم بان الامر قد دبر له في الخفاء لطمس معالم الحقيقة الغراء. ولكنه مع ذلك لم يقاوم الجند وسلم نفسه وهو باسم طواعية لانه يعلم علم اليقين بانه لن يلبث في السجن المهين. ولن يغدوا طويلا حتى يخرج الى عالمه المشين. وذلك بسبب مايملكه من ادلة ادانة لكل نظام آت وكان. ويبدو ان الامر لم يعجب نخنوخ فهدد باخراج اوراقه وفضح كل واحد ساعد في الدم اهراقه. فوصل هذا الكلام الى امير البلاد وصاحب العرش والعباد وخاف على مركزه الذي احتله مؤخرا فطلب من مساعده وكان اسمه البلطجي ان يتحاور مع نخنوخ بالحسنى ويطلب منه مغادرة البلاد حتى يستقيم الملك ويهنأ العباد. ولكن نخنوخ لم يرضى بالامر، فكيف يذهب الى بلاد لا يعرفها ولغات لا يفهمها. فاصر نخنوخ على موقفه بعدم مغادرة البلاد والتلويح بامر القتل والجهاد وفضح كل من سعد ورعد وسعاد. ولما لم يجد البلطجي بد من الرضوخ لامر نخنوخ ، طفقت الى ذهنه بان يدعي ان نخنوخ رجل صالح البال وكثير الاعمال وانه حدث خطأ بالقبض على نخنوخ حتى يخدع الشعب المريض الواقع في ظلمات الجهل المديد. وبعد ان اتم البلطجي خطته ذهب الى امير البلاد ليطمئنه بان الامر قد استتب له ولم يعد هناك خوف من نخنوخ . وخرج نخنوخ من الحبس سريعا واستعاد كل ثروته وكنوزه وحصنا منيعا. واستمر في نشاطه وزاد نفوذه بعد ان استعان به امير البلاد في بسط سيطرته و تهديد العباد. فضحك نخنوخ في النهاية وقال، عجيب امر السلاطين يقحمون كل فساد باسم الدين وهم عن حسن الخلق بعيدين فكيف يوهمون الناس بانهم رسل قد جاؤوا بالحق المبين؟؟
تعليقات
إرسال تعليق