دولة فلسطين ، سيناء سابقا
اذا ركبنا آلة الزمن وتحركنا بها عشرين عاما الى الامام، فسنجد ان هناك اجتماع في الامم المتحدة لمناقشة مشروع قرار قيام دولة فلسطين على ارض سيناء. وهذا المشروع قد تقدمت به حكومة حماس برعاية امريكية وتوصية اسرائيلية ورغبة مصرية. فبعد ثورة 25 يناير عام 2011 وبعد استيلاء الاخوان على الحكم في مصر كانت قضية فلسطين و انشاء وطن قومي لهم على غرار الوطن القومي لليهود هي الشغل الشاغل للحكومة المصرية. فاخواننا في غزة لم تعد الارض تتسع لهم، لهذا قد صدر قرار من الحكومة المصرية باعطاء سيناء وطن للفلسطنيين يعيشون فيه بسلام بجانب اخوانهم المصريين. وقد طمأنت الادارة الامريكية الحكومة المصرية بانها سوف تقدم لمصر دعم مادي قد يتجاوز الثلاثين بليون دولار لكي تبني لهم مساكن تأويهم. وبالفعل صدر القرار وسط تصفيق حار من الاخوة العرب والعجم اجمعين. وبعد ان كان تعداد سكان مصر مائة مليون صار بين يوم وليلة يناهز المائة وعشرة مليون بعد ترحيل سكان القدس الشرقية الى فلسطين الجديدة. اما على الجانب الاخر في الضفة الشرقية فقد آثر سكانها الفلسطنيين على البقاء هناك تحت الرعاية الاردنية. وكانت من توابع هذا القرار ان تكاليف اقامة هؤلاء الناس قد اصبحت من صميم الميزانية المصرية المجهدة من الديون والفوائد.
وبعد ان وطن الفلسطينيين في سيناء. بدأوا في مطالبة الحكومة المصرية بتوفير موارد دخل ووظائف حتى يستطيع سكان سيناء الجدد العيش بسلام. وضمن بعضهم الجنسية المصرية التي تخول له الترشح في انتخابات البرلمان والرئاسة كمان. بالاضافة الى انهم كانوا يتمتعون بحالة من حالات الاستقلال في سيناء الامر الذي دفع الحكومة المصرية الى الموافقة على ان يكون لهم امن خاص متمثلا في كتائب حماس المسلحة والتي اوكل لها مهمة حفظ الامن داخل سيناء. وبعد ان كان مسموحا للمصريين بالتجوال بحرية داخل اي منطقة في سيناء اصبح عليهم ان يحصلوا على تصاريح للمرور فيها من حكومة حماس. ونتيجة ضعف الموارد المصرية الموجهة الى سيناء اضطرت الحكومة المصرية تحت ضغط من حكومة حماس ان ترضخ للمطالب المنادية باستغلال المناطق السياحية على ان تدفع حماس جزء من ايراداتها الى الحكومة المصرية. فاستقلت حماس باستغلال موارد سيناء بدون ادنى اعتبار للمصريين. وبعد ان كانت شرم الشيخ جزء من الارض المصرية اصبحت جزء من الارض الفلسطينية.
ثم توالت الايام ولم تستغل الاموال المدفوعة في هذا المشروع الاستغلال الامثل فتبخر مجمل الثلاثين بليون في متاهات الحكومة المصرية ولم يعد الشعب المصري غنيا كما وعدوه. بل الانكى ان المصريين قد ضاقت عليهم الارض بما رحبت اذا اخذنا في الاعتبار ان جزء من مياه النيل والوقود قد صار يذهب للاخواننا الفلسطنيين.
وقد اكتمل مشروع الشرق الاوسط الكبير كما توعدت به كوندليزا رايس وطبقوه بحذافيره من كانوا يؤمنون بالله واليوم الاخر.
واستطاعت اسرائيل ان تعيش بسلام بعد ان زحزحوا الفلسطنيين من الجنوب بما كانوا يسببون لها من صداع مزمن.
فهنيئا لكم سيناء وهنيئا لنا الفقر والمذلة. فبئس ما كان القوم يصنعون.
تعليقات
إرسال تعليق