نظرية البحث عن المجرم
هناك حالة او
مفارقة تحدث دائما في اماكن العمل الكثيرة ولا تكاد تخطئها العين . هذه الحالة
يمكن ان ترقى الى مستوى النظرية من كثرة ما نشاهدها تتكرر امامنا. ولكي نوضح ماهي
هذه النظرية التي شغلت بال الكثيرين واوقفتهم عن العمل في بعض الاحيان او حتى
فلتوا من العقاب في احايين كثيرة. علينا ان نضرب المثل قبلا ، ومن ثم نتطرق اليها
حثيثا لكي تكتمل الصورة.
علينا ان
نتخيل ان هناك شخص ما ارتكب خطأ دون قصد او عمد مع سبق الاصرار والترصد ، كأن يكون
موظف صغير كسر زر تشغيل طابعة المكتب ونسي او تناسى ان يبلغ بالعطل الحادث وذهب
لحال سبيله. ثم جاء موظف بعده فاكتشف العطل وقام بابلاغ المدير المسؤول . وكان رد
فعل المدير ان هاج وماج وبدأ بالبحث لتوه عن المجرم الذي كسر رز التشغيل ولم يبلغ
عنه . وبالطبع لم يجد الفاعل في هذه الماساة ولم يعترف احد بالجرم المشهود .
النظرية تقول
، في المستويات الادارية العليا ، "اذا تقمص المدير او المشرف
الاداري دور الباحث عن المجرم حتما ستسود
روح السلبية واللامبالاة بين الموظفين وذلك بسبب عدم اقدامهم على اي عمل خلاف ما يقومون به فقط " .
لايجب علي اي
شخص في موقع المسؤولية ان يوبخ موظفيه لمجرد ارتكاب الاخطاء . لان الاخطاء تقع
بالضرورة في اماكن العمل . هذا الاسلوب العنيف من جانب الاداري تجعل موظفيه ليس
لديهم اي حس للمبادرة وذلك خوفا من العقاب او التهديد. وبالتالي سيحدث نتيجة لذلك
ان تجد الموظفين تمر مثلا من امام مشكلة حادثة ولا يعيرونها اي انتباه لان لديهم
انطباع بان تدخلهم يمكن ان يجعلهم تحت طائلة المسؤولية والتي سيتبعها عنف من جانب
المدير .
روح السلبية
هذه هي وليدة مكان العمل هذا وقد لا نجدها في اماكن اخرى تتبع انظمة ادارية مختلفة
. ويمكن ملاحظة هذه الروح عندما تسمع كلمات شائعة جدا مثل " يا عم ملكش دعوة
، انشالله تولع ، كبر دماغك ، انت ايه اللي خلاك تتدخل " .هذه الكلمات تنبئ
بروح اللامبالاة المسيطرة على المكان والتي تجعل مكان العمل هذا من اسوأ الاماكن
واكثرها انغلاقا . وتجعل الموظفين فيها لا يقومون بدورهم الكامل خوفا من تبعات
سقطاتهم .
فالمدير هذا
خلافا لاضاعته الوقت في البحث عن المجرم ، لا يعلم ايضا انه يدفع المحيطين به الى
الكذب خوفا من العقاب. هذه السياسة من جانب المدير هي السبب في هذه النظرية . فاذا
تم تغيير هذه السياسة واحلال روح الثقة وعدم الخوف من الاعتراف سيتبدل الواقع وتحل
روح المبادرة من جديد. ولكن للاسف لا نجد من يفعل ذلك ..
فالافضل
لاماكن العمل بث روح الطمأنينية
والمبادرة وتشجيع الجميع على تحمل
المسؤولية وعدم الخوف من العقاب.
تعليقات
إرسال تعليق