تربت يداك
كان يجلس بجانبي
رجل في العقد الرابع من العمر . ينتظر دوره لتخليص بعض اوراقه في المصلحة الحكومية
. وكان يوما حارا مثل بقية ايام فصل الصيف في هذا الزمان. ويبدو من جلسته انه بدأ
يتململ من طول الانتظار ولا يعرف في اي اتجاه ينظر ، حتى تلاقت اعيننا فاعقبها
بابتسامة خفيفة قبل ان يبدأ حديثه التالي...
-
ممكن اسألك سؤال ؟
.. اتفضل .
-
لي صديق يعمل في دولة عربية ، هو في العقد
الرابع مثلي ، قرر ان يتزوج ويأخذ زوجته معه لكن اهل العروسة وضعوا له بعض الشروط
ولا يعرف هل هذه الشروط طبيعية ام مجحفة . وهل هذه الشروط هي من عادات هذه
المحافظة ام لا .
.. وما هي هذه الشروط ؟
-
انهم يريدون منه ان يوقع على وصل امانة على
بياض . وهو خائف ولا يعرف ماذا يقرر.
.. قل لصديقك لا يوقع
على هذا الايصال مهما ان كان ، وان كان ولابد فليحدد قيمة معينة ان كان متمسك بهذه العروس ، وليكن خمسون الفا مثلا .
اما ان يوقع على ايصال امانة بدون رقم محدد فلهو الخسران المبين . لانهم قد يسجنوه
به حتى ولو لم يفعل شيئا . والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. ولكن قل لي لماذا
هو متمسك بها واهلها لا يأتمنوه عليها ؟
-
لانها ذات دين ، فهي حافظة لنصف القرآن .
.. انظر يا اخي ، سأقول
لك كلمتين ضعهم امامك ما حييت ......
الرجل بعد الزواج لا ينظر في دين المرأة ، انما ينظر الى
جسمها ، ويأكل مما تصنع يداها ، وينام على فراشها ، ويشم ريحها وعطرها ، ويريد
منها غير الدين . فدينها لنفسها وليس له ، والمرأة التي تترك زوجها ورغبته في سبيل
الدين ليس لها ان تتزوج وعليها ان تترهبن . فما ذنب الرجل ان ينتظر زوجته بالساعات
لكي تنهي صلاتها او قيامها او تهجدها . ما ذنب الرجل ان ينتظرها وهي تقرأ القران .
ما ذنب الرجل حين تتركه بدون طعام بسبب صيامها . ما ذنب الرجل ان ارادها وابت او
امتعضت . والله لهناك الف عذر وعذر حين يخون الرجل زوجته بسبب اهمالها له . ما ذنب
الرجل حين لا تتجمل حتى لا يبطل الطلاء وضوءها .
فالمرأة التي لا تتعلم الطبخ ولا تجيد التبرج لزوجها ولا
تدري كيف تغوي زوجها لم تتربى ولم يربيها اهلها . وكل من يقول على ابنته انها
متربية احسن تربية وحافظة القرأن وتصلي وتصوم لا يدري انه لم يربي ابنته نهائيا
.فالتزام البنت عادات مجتمعية مورثة ، فهو ان تركها لحالها فسوف تتعلم الحلال والحرام
ايضا من تلقاء نفسها بدون تدخل من احد . اما كيفية اعداد الطعام محتاج معلم ،
وكيفية التبرج فن يحتاج تعلم وبدونهما لن تستطيع ان تسعد زوجها وسيكون نكبة عليها
طيلة العمر .
فقل لصاحبك ان يتأكد من قدرتها على الطبخ وهل تتبرج له
ام لا ، فهذا هو الاهم من حفظها لكتاب الله . فكما تعطي الله حقه يجب عليها ان
تعطي زوجها حقه بدون نقصان حتى لا يكرها زوجها ويكره ما تفعله حتى ولو كان حفظ
القرآن ..
وكما قال الرسول الكريم ، تنكح المرأة لاربع وليس لواحدة
فلماذا نتمسك بذات الدين ونترك الباقي وهو محلل لنا ايضا .. فكلمة تربت يداك لها
معنيين ، فاما ان تسعد او ان يكون بيداك التراب .. فلا تكن ممن مسكوا التراب فقط.
تعليقات
إرسال تعليق