الفرصة
من منا لم يحلم بان تاتيه الفرصة؟ من منا لم يحلم بان يحقق ذاته ويرى نتيجة مجهوده في مرآته؟ من منا لم يبكي ويحزن ، وييأس ويلعن الظروف والايام التي لم تساعده في تحقيق طموحه واهدافه؟ من منا لم يذق طعم الفشل والسقوط في طريق سار فيه فتكالبت عليه الهموم والاحزان حتى واتته فكرة انهاء حياته؟ من منا لم يعلق فشله بالقدر والمكتوب حتى يهون على نفسه مرارة الايام والاحداث؟
الكثير
والكثير .........
ولكن السؤال
الاهم من كل ما سبق هو ، هل تأتي الفرصة مصادفة ام اننا نخلقها ؟ هل تأتي علينا
مثل الشهب فلا نتعرف عليها ولا تكاد تراها اعيننا ام انها تقف احيانا في وجوهنا
ولكنها من كثرة سطوعها لانستطيع ان نراها؟ واذا كانت تاتي مصادفة كيف نعرف كنهها
وماهيتها وكيف نحدد اهميتها؟ وكيف لي ان اضع يدي عليها وأستغلها ايما استغلال حتى
اصل الى ما اصبو اليه؟ واذا لم تكن تأتي مصادفة كيف نخلقها ونجعلها ظاهرة للعيان
حتى نتمكن منها ونخضعها رغما عنها ونجعلها بمنأى عن ايدي وأعين الاخرين؟
إني أرى
الفرصة مخلوقة وليست وليدة مصادفة الا ما ندر. وما ندر هذا لا يمكن ان يحقق الا ما
احتوته الفرصة من مردود. الفرصة مخلوقة وليست ضرب من الحظ يختار البعض ويجانب
الاخرين. الجميع لديهم الفرصة لخلق فرصتهم ولكن الذي يفرق في النهاية بينهم هو ان
بعضهم يخاف ان يوقع نفسه في المجهول ظنا منه بان ما سيفعله قد يعرضه للخسارة لا
المكسب. اما الاخرون فانهم يذهبون الى ابعد مدى فيجدون الكنز يعلوه التراب لم
تمسسه يد عابث او مخبول او متكاسل لم تعلمه الايام الا ان ما عليه هو ان يستلقي
على ظهره منتظرا الفرج والمكتوب.
ولا سبيل
لضربات الحظ في هذه الحياة ، ولكن السبيل لما لديهم القدرة على صنع حياتهم
بايديهم. فهناك الكثيرين ممن يمرون على الاشجار دون ان تلفت نظرهم اي شئ فيها ،
ولكن البعض يتوقف عندها ليلتقط منها ثمرة او زهرة. هؤلاء هم من ينجحون وهؤلاء هم
اصحاب المقادير.
اصحاب الفرص
هم من يجعلون انصافها كمالا ويضيفون الى حياتهم ودنياهم جمالا. ولعلك تتساءل ، كيف
اعرف ان ما اشاهده الان كونه فرصة من عدمه؟ واذا اردت ان تعرف الاجابة فما عليك
الا ان توجه ناظريك الى من اخذها منك واستطاع بثاقب عينيه ان يخفيها عنك. لتبقى
وحيدا تناجي النجوم وتقول في النهاية ياليتني فعلت كذا وكذا فتصبح من النادمين. الحياة
مقامرة وطموح وشق الصعاب طريق الفرص والجموح.
فلا تقعد
منتظرا الفرج ياتي اليك ولا تعتقد ان الياناصيب سيرمي اوراقه عليك ولكن الجد كل
الجد هو ان تدرك ان اختيارك لرقم الحظ السعيد هو الفرصة . فما عليك الا ان تكون
متحفزا لكل موقف في الحياة تؤمن بداخلك وشعورك ان وراءه السعادة والنجاة. والقي
بكل ثقلك عليه ، فان فزت فقد ربحت وان لم تكن لم تضيرك المحاولة. بل على العكس
ستثقل خبراتك وتجعلك اقرب من ذي قبل في اصطياد غيرها. فالعب على رقم الحظ بقلب جرئ
ولا تخف من مغبة خسران او فقد فئ.
وليكن في
معلومك ان الفرصة لا تاتي بنفسها وتقول لك ها انا ذا ولكنها تاتي متنكرة تحاول ان
تحتال عليك لذلك تعلم ان تكشف الاعيبها وهيئ نفسك لفك طلاسمها. فانها احيانا تكون
على مرمى حجر منك ولكنك تتعثر فيها وتنكب على وجهك بدلا من ان تلتقطها. فحاذر
لخطواتك وانظر امامك وتيقن من انها اتية اتية طالما وضعت في عقلك استحضارها. فهي
كالارواح تلبي من يطلبها. فضع في عقلك دائما استحضارها ولا تتغافل عنها بعد
قدومها.
فما الحياة
الا فرصة ، اما ان تكون او لا تكون.
تعليقات
إرسال تعليق