كلمة للاخوان
ما سأكتبه الان حقيقة هو توثيق لما رأيته أمس من مظاهرات عارمة في اسكندرية بالخصوص وفي مصر على العموم. وهو وان كان كلمة اكتبها لكي اتذكر بها هذه الجحافل ولكنني في الوقت ذاته اوجهها للاخوان ومن على نهجهم. وحتى لا يظن احد او يتخيل ان ما اكتبه غير صحيح احب ان انوه انني كنت من ضمن المشاركين في هذه المظاهرات ووثقتها بالصور الدالة على ذلك. فان ما رايته امس كان مشهدا يشيب له الولدان ولا يستطيع اي انسان ان يمتلك ناصية امره عندما يراه حتى انني بكيت كما بكى غيري الكثير. فالاطفال والشيوخ والشباب لم تكن صرخاتهم الا بتحيا مصر. ولم تكن النساء العجائز يمنعهن ضعفهن من السير وسط الافواج القادمة من كل مكان. حتى انني سرت مثل الجميع مسافات لم اقطعها وانا في ريعان الشباب. وادركت بالتجربة ان العزيمة والارداة والتصميم يقهرون المستحيل. فاثبتنا جميعا ان التوحد هو قيمة هذا الشعب في المحن وان الغريب عنا لابد له من الرحيل سواء آجلا ام عاجلا.
والذي يظن ان من خرج امس على الرئيس هم
فلول او موالين للنظام السابق او مخربين فعليه ان يقول ان الشعب المصري جميعا فلول
او مخربين. وان اصر على قولها فهو اما مجنون او به علة تمنعه من الرؤية الصحيحة
ونحمد الله على كشفها في هذا الوقت حتى لا يأخنا معه الى غيابت المجهول.
من هنا احب
ان اسجل ملاحظة على طبيعة ونفسية الشعب المصري لم اجدها في بقية الشعوب ، الا وهي
طبيعة الفراسة فيه. ادركت ان الشعب المصري به صفة الفراسة او ما نطلق عليها احيانا
الحداقة بالعامية. وهي صفة تساعده دائما على كشف الخونة والمزورين بدون اي دليل .
وهي بالفعل متأصلة فيه وموجودة في جيناته. بمعنى اخر ، لا يمكن خداع هذا الشعب
بالكلام المعسول او الشعارات البراقة. فهو يكشف الحقيقة بمجرد نظرة واحدة على
الاحداث. وبرغم انه احيانا كثيرة يتكاسل في الدفاع عن حقه لكنه يظل دائما منتظرا
الفرصة للتعبير والتصريح بان ما يشهده من كذب وضلال. وما حدث بالامس هو هذه النقطة
بالضبط. ومع انني لا ادعي بقدرتي على قراءة الغيب الا انني توقعت هذه الجحافل وهذه
الاعداد من البشر. فالشعب المصري الذي صمد
في وجه الظلم طيلة عقود او قرون قرر ان يخرج عنوة وبالقوة في وجه كل خادع او منافق
او متاجر بالدين. ويخطئ من يعتقد ان هذه الجموع قالت قولها وعادت ادراجها ولكننا
من هنا نحب ان ننصح الاخوان ان هذه بداية وليست نهاية. فان كان لكم في العقل حكمة
فالاولى لكم ان تنسحبوا من المشهد وكفى الله المؤمنين شر القتال . اما ان ركبكم
الغرور وتماديتم في غيكم فلا تلومن الا انفسكم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب
ينقلبون. فالشعب الذي خرج امس هو نصف من سيخرج غدا. وان غدا لناظره قريب.
ولكم في
القصاص عبرة يا اولي الالباب.
تعليقات
إرسال تعليق