جيش محامين
في حوار دار بين موظف ومدير شئون العاملين بالمصلحة :
سأل الموظف
مدير شئون العاملين " لماذا لا تعطوني شهر مكافاة عن كل سنة خدمتها في
المصلحة ؟ هذا هو قانون العمل "
فرد عليه
المدير بتعجب " انك لم تقرأ العقد جيدا ، فان عقدك يقول انك تأخذ مكافأة شهر
واحد لان عقدك سنوي وليس مفتوح "
اندهش الموظف
من كلام المدير وظن انه يتلاعب به " ازاي الكلام ده ، انا بقالي 8 سنين هنا
يعني ليا 8 شهور مكافأة وليس شهر واحد "
بدأ الغيظ
يعلو على وجه المدير مما جعله يدير الكرسي الذي يجلس عليه وينظر للموظف شذرا
" انا زي ما بقولك كده ولو مش مصدق روح بص على العقد بتاعك وانت تعرف.
تسرب الشك
لنفس الموظف مما حدى به الى ان يقول " مش معقول ، انا ما شوفتش البند ده ،
ازاي يعني افضل 8 سنين شغال وبعدين اخد شهر واحد . انا مش حسكت "
المدير
" اعلى ما في خيلك اركبه " ما فيش حاجة تقدر تعملها ، انت ماضي على العقد اللي بيقول انك تاخد شهر
واحد عن كل سنة ، وعقدك عبارة عن سنة واحد ويجدد تلقائيا ، يعني مالكش حاجة غير
كده"
تماسك الموظف
حتى لا يفتح كرش مدير شئون العاملين ثم اردف " انتوا نصابين "
المدير
" لم لسانك يا جدع انت ، وبعدين انت مفكر ايه ، انت لو فكرت تعمل اي حاجة
احنا عندنا شئون قانونية وفيها جيش محامين "
الموظف
" انت بتهددني بجيش المحامين بتاعك ؟ ومين قالك اني حروح ارفع قضية عليكوا؟
"
المدير"
اللي انت عايز تعمله اعمله "
الموظف
" ماشي حنشوف "
وبعدها خرج
الموظف من مكتب مدير شئون العاملين بالمصلحة والشرر ينطلق من عينيه ولم يعد يرى
امامه الا الخراب والدمار ومشاهد القتل التي يراها كل يوم على قناة الجزيرة . وبعد
ان سار قليلا في الشارع ، استجمع قواه وبدأ في التفكير كيف يتغلب على جيش المحامين
الموجودين داخل وكر الافاعي ، فخطرت بباله فكرة شيطانية كالتي تأتي لك عندما تريد
التخلص من حماتك ، فلم يتردد وسار الى اقرب محل يبيع المنظفات ثم اشترى بعض
الادوات واتجه الى بيته . وبعد ان دخل البيت بدأ في تركيب وخلط بعض المواد ووضعها
داخل زجاجات صغيرة ثم احكم غلقها واستراح على الاريكة يفكر فيما هو مقبل عليه ، فاتاه
شيطانه من فوره يخاطبه..
الشيطان
" نعم الفكرة التي واتتك ، فانك لن تحصل على شئ منهم بسبب جيش المحامين الذين
يقلبون الحق باطلا والباطل حق ، فلا مفر من ان تأخذ حقك بدراعك او انك تؤذيهم بقدر
ما لك عندهم "
فنام الموظف
واستيقظ في الصباح الباكر ، ثم حمل معه ما استطاع من الزجاجات التي تحتوي على
السوائل التي صنعها واتجه الى صوب الشركة التي اكلت حقه كما يزعم . وبعد ان وصل
امام الشركة مباشرة ، ارتدى قناع اسود كان قد احضره لهذه المهمة ، وبعد ان اطمأن
ان لا احد يراه ، القى كل الزجاجات على السيارات المركونة امام الشركة والتي تخص
العاملين بداخلها ، ثم قذف عليهم عود ثقاب مشتعلا ، فانفجرت النار واطاحت بكل ما
حولها ، فجرى الموظف بأقصى سرعته مبتعدا عن النار وهاربا في الوقت ذاته من امام
الشركة حتى لا يراه احد. وبعد ان اطمئن انه ابتعد بقدر كاف ، خلع القناع وسار
الهويني . ثم جلس على اقرب قهوة يستريح مما فعله وطلب قهوة . وبعد ان شربها مشى في
طريقه بعد ان اخذ حقه كاملا مكملا . صحيح انه لم يدخل اي شئ الى جيبه ولكنهم في
الوقت ذاته خسروا ما يقابل مكافأته ويزيد .
هكذا تستطيع
التغلب على جيش المحامين ، فالباطل لا يمكن ان تقابله بالحق ولكن لكي تتغلب عليه فما
عليك الا ان تستعمل الباطل مثلهم.
تعليقات
إرسال تعليق