المشاركات

حماقات اوفر 18 ( قصة شيطانية )

صورة
وقفت امام مرآتها تنظر الى الخطوط التي علت وجهها مؤخرا. خفق قلبها قليلا من فكرة انها ستتخطى الخمسين بعد عامين. لم يخطر في بالها انها كبرت وان العمر قد مر من امام عينيها وهي لم تحقق ما كانت تأمل به. ظلت تحدق في المرآة وتعدل من شعرها الاسود الذي ينسدل على وجنتيها. وطافت في ارجاء الغرفة مضطربة من السكون بعد ان كان صوت ابنتها يؤنسها في وحدتها. ابنتها التي زفتها بالامس فقط الى عريسها . ظلت تردد كلمة " اصبحت وحيدة" حتى ان دوي الصدى قد ازعجها وقض مشاعرها. مرت عشرة اعوام على وفاة زوجها واخلصت الى ابنتها طيلة هذه الفترة ولكن حياة الانسان تتغير بين الحين والاخر وعلينا تقبل هذا الامر فلا شئ يدوم الى الابد. اثناء الزفاف شعرت بغيرة من عريس ابنتها بسبب انه اخذ منها اعز ما تبقى لها من رائحة زوجها. ولكنها ادركت سريعا ان هذه هي سنة الحياة وان لاشئ يغدو كما كان بالامس. رضخت اخيرا لتقلبات الزمن وبكون وحدتها ستكون هي الصديق من الان فصاعدا. مسحة الحزن على وجهها لم تخفي جمالا اخاذا طمرته صروف الحياة ، حتى ان بعض الصبيان كانوا يلقون اليها كلمات الغزل وهي تتعجب من تصرفاتهم. لم تكن تشعر بأي رغ

ياكش تولع

صورة
المشهد / نهار خارجي موقف محطة مصر ميكروباصات تقف وراء بعضها وتسد مدخل الموقف وتعيق حركة سير السيارات ويزدحم المكان عن اخره، فيتقدم ضابط شرطة برتبة نقيب يحاول ان يبعد هذه الميكروباصات عن المكان حتى يفك عقدة المرور في المنطقة فيتجه الى اول ميكروباص وينهر سائقه ويأمره ان يتحرك الى الامام ليسمح بمرور السيارات وفي نفس الوقت ، تمنع الركاب تحرك الميكروباص بسبب تدافعهم على الباب. فيسير ببطئ محاولا طاعة اوامر الضابط ومتجنبا في الوقت ذاته ان يوقع احد الركاب المتدافعين. فيرتفع صوت الضابط ويكرر اوامره للسائق فيرد عليه السائق مستهجنا بانه يقدره ويحترمه ، فيعقب عليه الضابط بان عليه ان يحترمه غصب عنه. فيركن السائق السيارة وينزل منها محاولا الاحتكاك بالضابط . فيتركه الضابط ويسحب القوة التي معه وهو يقول في نفسه ( ياكش تولع ). المشهد / ليل داخلي ، محطة كهرباء سيدي كرير. وردية ليلية : تقدم المهندس الجديد الذي لم يمر عليه اسبوع في العمل لمتابعة سير الوردية وتوجه الى مكتب كبير المهندسين ليتعرف على التعليمات والصيانات الواجب اجراؤها هذا اليوم. فيقابل كبير المهندسين ويجلس معه ليناقشه في امور

عمرو خالد ( بيصلح تانجو )

صورة
كثيرا ما نربط بين مشهد معين رأيناه في افلام السينما بموقف مر علينا عابرا على سبيل الفكاهة او الدعابة واحيانا على سبيل التهكم. وعادة يكون هناك بعد كوميدي للموقف او تراجيدي. وكل منا يجمح بخياله لاسقاط افلامه على مواقفه كل بما يترآى له. واطرف ما لفت نظري هو صورة ( للفنان ) عمرو خالد وهو ممسك بيد احدى السيدات وهي تتمايل على انغام الموسيقى على ما نعتقد. فالصورة توحي ببهجة الموقف والشمس تداعب الاجساد فتلقي ظلالا على الارض. وعند رؤيتي لهذه الصورة ، تذكرت الفنان عزيز عثمان في فيلم لعبة الست وهو يأمر افراد فرقته بان ( يصلحوا تانجو ) قبل ان يغني اغنيته الشهيرة ( بطلوا ده واسمعوا ده ). والذي دعاني الى هذا الاسقاط هو ان الفنان عمرو خالد اصبح ( بيصلح تانجو ) في جميع المواقف. فتارة يصلح تانجو في الدين وتارة في السياسة وتارة اخرى في الفن واخرى في المجتمع. واصبح التانجو لديه صنعة وحرفة مثله مثل السباك والحلاق ، ولكنه فاقهم جميعا بما امتلك من مؤهلات تجعله دائما التواجد في جميع محافل التانجو. ونحن لا ننتقد تصليحه فكل انسان حر فيما يفعل ولكننا ننتقد تصليحه الذي لا يقدم او يؤخر. فهو لا يكاد يستطيع ا

نيويورك ماريا وترابها زعفران

صورة
عنوان هذا الموضوع منحول نصا من تعليق ذكره احد الصحفيين والذي لديه مقال يومي في جريدة يومية. والذي لفت نظرنا في عنوان المقال ان صاحبه يقضي اجازة في نيويورك ويستمتع بامريكا اشد ما يكون الامتاع. فنجده تارة يشاهد فيلما يذكره وتارة اخرى يذكر احدى الاماكن التي زارها. ونحن لا نستطيع ان نكتم مشاعرنا بالحسد الذي نكنه له. فهو صحفي مشهور وعالم بخفايا المحشي وطرائق اسماك الشعور. وما نتعجب له من مقالاته التي لا ينقطع سيل ذكر الطعام فيها ، انه ينتقد بعض الشخصيات التي تحمل الجنسية الامريكية ويحتقر فيها سعيها الى الشهرة والمجد ويلتقط نقيصة من هنا وريب من هناك في هذه الشخصيات. ولعل دهشتنا قد جاءت بسبب انه هو نفسه يحمل الجنسية الكندية والتي تخول له الدخول الى الاراضي الامريكية بدون تأشيرة او استئذان. وبعد تدقيق وتمحيص في نفسية هذا الصحفي نجده يشابه كثيرا الذين يأكلون على موائد معاوية ويصلون خلف علي. فهم يقنعون انفسهم بتقواهم ورشدهم ويعطون الحق لانفسهم في النقد والعتاب الى اي انسان ومن ناحية اخرى لا يتوانون في الترويح عن انفسهم في نيويورك او باريس ويأكلون الطعام على موائد اوباما. وربما ما دفعه الى

باحث في شؤون البطيخ

صورة
هناك تنوع في الاراء داخل المنظومة الحياتية المصرية يدهش المراقب المتفرس للمشهد العام ، فمن جهة يشعرك هذا التنوع بوجود مجتمع مثقف مطلع عالم ببواطن الامور وخفايا المأثور ومن جهة اخرى تتعجب لعدم وجود توافق عام او شبه توافق للاحداث التي تشغل الراي العام. فكل راي تجده منفصل على حدة ولا يماثل اي راي اخر وكان الحدث الواحد له الف تعريف او مدلول. ولوهلة قد يخدعك هذا التنوع اذا اخذنا في الاعتبار ان اصحاب الراي جلهم او معظمهم ممن يحملون شهادات عليا قد يفوق تعدادها اذا حصرناها الشهادات العليا الممنوحة لمواطني دولة مثل انجلترا او فرنسا مثلا ولكن العجيب في الامر ان هذه الدول متقدمة جدا ونحن في الدرك الاسفل من الدنيا. فكيف حدث هذا الفرق ومن اين اتى؟ الفرق الذي حدث هو ان هذه الشهادات لم تسعف اصحابها لترتقي بهم في سلم الحياة لوجود عوائق كثيرة تمنعهم من تحقيق اهدافهم فاتجهوا مدفوعين بغريزة البقاء الى محاولة ايجاد سبل لنشر افكارهم ومقترحاتهم لنهضة الامة. فبدل ان يكونوا هم عنصر فاعل في المجتمع بما تحصلوا عليه من العلم تركوا هذه المهمة واتجهوا الي النصح ايمانا منهم بان ما يفعلونه هو عين الصواب. واص

الحكم السنية في البطاطس المهرية

صورة
هناك أكلة تسمى ماش بوتاتو ، وهي عبارة عن بطاطس مسلوقة ومهروسة مع قليل من الزبدة ويضاف عليها ملح واحيانا قليل من التوابل. وهي تقترب من البطاطس البيوريه الفرنسية. وكل من اكل الماش بوتاتو يعلم طعمها اللذيذ. فهي وان كانت بسيطة التحضير ولكنها غنية الطعم والتوقير. وهنالك ، فليس كل مهروس سيئ ولكن احيانا يكون له اختلاف في الطعم عن اكله صحيحا. فاذا اسقطنا شكل هذه البطاطس المهروسة على الواقع الذي نعيشه نجده قد يكون مشابها قليلا طريقة البطاطس المهروسة. فجل ما يحدث يقترب من العك، ولا نقصد بالعك القبيلة التي كان غراباها يحجون الى البيت قبل الاسلام ولكن نقصد منها ان نشبه الاحداث الجارية بانها مهروسة ومعجونة على نار هادئة. فنجد احيانا من ينقد الاوضاع الحالية بالسوء وان الناس لم تعد تتقن عملها، ولكنه وياللعجب لا ينظر الى نفسه ويكتشف انه مشارك في هذا العك. وتحضرني واقعة حدثت بالفعل عندما كنت دارسا في احد المعاهد العليا، انه ذات صباح دخل المحاضر وكان يعطينا مادة – ما فيش داعي لذكر اسمها – فانطلق يشرح قرابة النصف ساعة ثم عرج ليتحدث في موضوع الثورة والاخوان وما فعلوه بها. وكان سبب ذلك ان احد الدارسي

حل هذه المسألة ولك جائزة

لو ان عمرك الان عشرين سنة يعني انك ظهرت الى الحياة سنة 1992 واذا علمنا ان في هذا العام كان تعداد مصر يقدر بحوالي 55 مليون نسمة تقريبا فيمكننا اعتبار ان المجتمع كان منقسم الى رجال وسيدات بالتساوي فسيكون عدد الرجال يقدر بحوالي 27 مليون تقريبا. واذا افترضنا ان الشباب او الذين في سن الزواج كان يقدر بنص عدد الرجال يعني حوالي 13 مليون ويقابلهم نفس العدد من الفتيات المقبلات على الزواج. واذا قلنا ان والدك ووالدتك لم يكونوا اقارب فسيكون عندها احتمال التقائهم ببعض يساوي نسبة تقدر بحوالي واحد على 13 مليون. واذا قلنا ان الرجل يقذف من الحيوانات المنوية ما مقداره 50 مليون حيوان منوي تقريبا ينقسمون الى كرموسومات انثوية وذكرية. وبالتالي سيكون احتمال التقاء الحيوان المنوي المتسبب لوجودك واحد الى 50 مليون فاذا قمنا بعملية حسابية لتوضيح المراد فسيكون شكلها كالتالي: احتمالية التقاء والديك = 1/ 13000000 احتمالية تلقيح الحيوان المنوي المتسبب لوجودك = 1 / 50000000 اذا احتمالية انجابك وظهورك للحياة = 1 / 650000000000000 = صفر (1) واذا كان الله قد حكم بوجودك في الحياة فهذا معناه ان احتمالية وجودك بالنس