شعب للبيع
كتبت هذه المقالة منذ أربع سنوات..
اذا كان الزمن هو البعد الرابع في النظرية النسبية فهو ايضا البعد الرابع في النظرية المصرية. منذ خمسة وعشرين قرنا من الزمان تقريبا كانت هناك دولة مصرية خالصة سواء كانوا حكاما او محكومين. ومنذ خمسة وعشرين قرنا ايضا اختفت الدولة المصرية وحلت مكانها نموذج لدولة. لا هو دولة ولا هو قبيلة هو شئ بين هذا وذاك. منذ هذا الزمان ومصر دولة تحت الاحتلال سواء كانوا من الفارسيين او الرومان او الطليان او او او. وانني لا ادري كم حكما اجنبيا حكم مصر ولا اريد ان ادري. ولكنني استطيع ان اخمن اذا قسمنا خمسة وعشرين قرنا على متوسط حكم للاحتلال خمسين سنة فان الناتج يساوي خمسين محتل. اي ان الدولة المصرية لاتستطيع ان تتحمل اكثر من 50-60 سنة من حكم المحتل واذا طبقنا هذه الفرضية على الحكم الان فاننا سنقول ان الحكم الديموقراطي الذي يحكمنا الان سوف يتغير في خلال عشر سنوات الى حكم اخر الله اعلم به قد يكون بيرقراطي او ارستقراطي او اي حكم فيه قراطي والسلام.وانني بالصدفة قد قابلت السيد قراطي صاحب هذه النظريات التي ارقتنا في مضاجعنا ووجدته رجل طيب لايعلم عن استخدام اسمه اي شئ وقد اكد لي انه سيقدم شكوى في مجلس الامن بسبب استخدام اسمه بدون علمه. واكد لي ايضا انه لن يتنازل عن التعويض المادي. ولكني سألته وكيف ستأخذ حقك من هذه الدول التي تستخدم اسمك مع العلم بان الدول التي تستخدم اسمك معظمها من الدول الفقيرة التي ليس لديها مال تعطيه لشعبها قبل ان تعطيه اليك. فقال لي وكيف ذلك وهل توجد دول فقيرة توجد بها ديموقراطية؟
فقلت له نعم الدول التي نعيش فيها تقول لنا هذا وتقول لنا اكثر من هذا بانه يوجد حرية وعدالة اجتماعية. فنظر الي باندهاش وقال من هي الحرية والعدالة الاجتماعية التي تتحدث عنها وكم عمرها واوصافها؟
اكيد الدول التي تعيشون فيها سوف تدفع الكثير في مقابل التعويضات الضخمة التي ستطلبها الحرية والعدالة الاجتماعية.فقلت له وما الفرق الان. انها تدفع كل يوم منذ خمسة وعشرين قرنا. فقال لي ولكن من اين ستاتي بالمال؟ فقلت له ان الايام ستنبئ لك. فقط عليك ان ترفع قضيتك الى مجلس الامن وسترى بنفسك ما سيحدث. ومرت الايام وحكم مجلس الامن بان تدفع هذه الدول الى السيد قراطي والسيدة الحرية والعدالة الاجتماعية تعويضا ضخما عن كل يوم تم فيه استخدام اسمائهما فيه. وحدد مجلس الامن ميعادا للدفع لايتم تجاوزه والا سوف يبعث الشرطي لكي يقبض على هذه الدول ويضعها في السجن. ولكن ماذا فعلت هذه الدول ؟
اقامت مزادا عالميا حضره الكبار والصغار وبدات في بيع افراد الشعب. الفرد يساوي الف سحتوت. وبعد ايام انتهى المزاد ولم يبقى من المزاد الا الشيوخ والمعاقين والعجزة وتم تسديد الدين بالكامل الى السيد قراطي والسيدة الحرية والعدالة الاجتماعية !!!!!!!!!
تعليقات
إرسال تعليق