مبروك وبلبل
في فيلم مبروك وبلبل والذي قام ببطولته الفنان يحيى الفخراني بجانب الفنانة دلال عبد العزيز، صورت المخرجة ساندرا نشأت حالة الارتباط العاطفي بين انسان بسيط ذو امكانيات عقلية محدودة وفتاة لعوب اوقعها حظها العاثر معه. وتدور رحى الفيلم الى ان ينتهي نهاية سعيدة بزواج مبروك وبلبل. فاذا حاولنا اسقاط هذا الفيلم على ما حدث في محاكمة مبارك والحكم الذي صدر ضده هو و حبيب العادلي وزير داخليته لوجدنا بينهم ارتباط يكاد يصل الى حالة مبروك وبلبل. فالاثنان قد حكم عليهما بنفس الحكم وهما وحدهما من طالتهما معظم الاتهامات. ويكاد الاثنان يقتسمان نفس الهيئة في الجدية والحزم. لذلك فحبيب العادلي بقى في منصبه منذ العام 1997 ولولا الثورة لبقى الى ما شاء الله. ومن الغرائب المنشورة على صفحات الجرائد ان حبيب العادلي ظل على ولائه لمبارك حتى وهو في القفص وظل يناديه بالرئيس احتراما وتبجيلا. فحبيب العادلي رأى من بركات مبارك ما رأى عندما كان في الحكم ، فهو القائد الاعظم الذي لا تنكسر له همة ولا يلين له عزم. فإستخلص حبيب العادلي من شخصية مبارك العلو والسمو والارتفاع بما له من مقاربته اياه. ولكن الصدمة التي سببتها الثورة لدى حبيب ومبارك لم تزل في مرحلة عدم التصديق الى الان. فتشبث الاثنان ببعضهما جيدا علهما يجدان الدفء والامان. فانظر في وجوههم لترى بنفسك علامات الدهشة وليس علامات الندم او الضيق. فحالتهما هذه تكاد تكون حالة مرضية لن تلبث الا ان تتحول الى الجنون اذا لم ينتبها لذلك. حتى ان مبارك ذات نفسه قد ردد بان ماحدث له لايعدو عن كونه مؤامرة قد دبرت باتقان. وبالرغم انه لايعلم من دبر هذه المؤامرة له، فلم يكلف خاطره ليسأل بعضا من اتباعه من هو العقل المدبر لهذه المؤامرة. وهذا دليل واضح على انه لن ولم يصدق الى الان ان هناك ثورة حدثت واطاحت به من كرسي الحكم بعد ان كان ملئ السمع والبصر. فمبارك وحبيب لم يزالا يشكان بان هناك من اوقع بهما بدليل قد يتخذونه لنفسيهما وهو انهما وحدهما قد حكم عليهما دون غيرهما. وهذا قد يقارب الصواب في جزء منه ولكن هما لايستطيعان ان يدركا بان ماحدث قد حدث ولا يمكن الرجوع فيه. فهم اصبحوا جناة من وجهة النظر الجنائية وقاتلين من وجهة نظر الناس وكبش فداء من وجهة نظر المؤتمرين. وسيصبحوا ارقاما في سجل المحبوسين. وبدلا من ان يهنأوا ببعضهما على فراش الحياة الرغيدة ، وقع عليهم القول بان يناموا وفي بطنهم عصيدة.
فمرحا بمبروك وبلبل في سجن طرة.
تعليقات
إرسال تعليق