المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٠٩

صرخة مكتومة تهز ارجاء النفس

يقترب الشاب من باب مسكن حبيبته التي تقطن فيه.هو يعلم انها بمفردها الان لان والدتها لم تاتي بعد من العمل. يشتعل نارا كلما اقترب ويزداد صوت ضربات قلبه قوة وارتفاع. يسير ببطئ حتى لايسمع احد من الجيران صوت وقع اقدامه. يقترب اكثر فاكثر الى ان يقف امام الباب مباشرة. يكاد صدره يحترق نارا من قوة لهاثه واضطرابه. ترتعش يداه وهو يرفعها لكي يطرق جرس الباب. يتصبب عرقا مع ان الوقت شتاء قارصا. تاخذه قليلا من الشجاعة ثم يطرق الجرس مرة واحدة وينتظر الرد من الداخل. لايستطيع الانتظار فقد كان جسمه كله يرتعش. ياتي صوتها جميلا ناعما وتقول من بالخارج. لايكاد يصدق ان بينهما هذا الباب فقط .لايستطيع ان يقول لها انه حبيبها ويجب ان تفتح الباب. استجمع قواه وكلمها وعرفها بنفسه ففتحت له الباب مشدوهة تاخذها الدهشة ولاتعرف ماذا تقول. سالته ماذا يريد فقال لها انه يريد ان يقابل والدتها. وقبل ان يتلقى الرد دفعها بقوة الى الداخل واغلق الباب. استهجنت فعلته هذه وبدات في عتابه ونهره وحثه على الرحيل ولكنه لم ينصت اليها . فقد عقد العزم على فعلته . يجب ان يتمها الان قبل ان تاتي امها وقبل ان تفسد خطته. قرر ان يطفئ ناره الموقدة و

حوار مع زميلي المنافق

دار بيننا الحديث وأنا أقود سيارتي على نحو مفاجئ وقد إتخذ منحى غريب من العنف والشدة. فلم أكن أتوقع أن هناك عقولا مغلقة تحوي أفكارا ومعتقدات لايمكن زحزحتها أو حتى الاقتراب منها .وإنني على ما أعتقد قد ناقشت بعضا من هذه الافكار والمعتقدات في تدوينة سابقة ولعلها تدوينة وثنية التفكير. ولكنني اكتشفت اليوم أن المشكلة لاتكمن في المعتقد بحد ذاته بقدر ما تكمن في الشخص نفسه الذي يحوي هذا المعتقد. فان عقولا قد تحجرت ولايمكن أن ينالها بعضا من الرطوبة والليونة بسبب عدم تبصرها وجفاف منابع الفكر لديها. إننا نمر أحيانا ببعض الافكار التي تترسب بداخلنا ونكاد نسلم بها تسليما أعمي بدون إعمال العقل ودون الوقوف على أسبابها ولعل الجانب الديني من أهم التسليمات التي نتخذها بدون الاقتراب منها أو حتى التفكير في أسبابها . وذلك بسبب خوفنا المطلق من ان نقتنع بفكرة أو رأي قد يخالف ما آلفناه. ولا أقول بأنني سأحرم حلالا او أحلل حراما ولكني أحاول الاقتراب من هذه الصفة الغريبة في البشر الذين لا يكلون يدافعون عن أفكارهم التي إتخذوها أصناما لايمكن تحطيمها. إن الانسان عند تعمقه في الحياة وإستجلائه لمكنونات الكون والوجود يكتش