المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٢

بركات فلسفية

صورة
في احدى ليالي الشتاء الباردة ، قامت من النوم لتصلي ركعتين بعد ان ايقظها كابوس كادت ان تختنق منه وهي نائمة. توضأت ثم ارتدت اسدال الصلاة الذي اشترته مؤخرا لكي تكتمل طقوس الصلاة. وبعد ان انتهت من الطقوس ، اقتربت من المصحف الموضوع على المكتبة ثم ازاحت بعض الغبار من عليه وهمت بالقراءة بصوت تملأه الهمهمات. ظلت على هذه الحالة قرابة النصف ساعة الى ان هدأت نفسها ثم عادت ادراجها الى السرير حتى تستطيع القيام بالصباح وتذهب الى العمل. وضعت رأسها على الوسادة واغمضت عينيها ونااااااااامت. رن جرس الهاتف المضبوط على الساعة السابعة صباحا في ذاك اليوم. فقامت من النوم بعد ان استطاعت ان تتغلب على شعور قلة النوم الذي كانت تعانيه. فاتجهت صوب الحمام وغسلت وجهها وتوضأت ثانية لكي تصلي ركعتين قبل النزول. وبعد ان اكملت مشهد الصلاة ذهبت الى المطبخ سريعا لتحضير كوبين من الشاي لاطفالها الصغار وقامت بعمل ساندويتشين من المربى واعطتهما لاولادها الذاهبين الى المدارس. تنزل مسرعة على درجات السلم حتى تلحق الحافلة التي تقلها الى عملها. وتصعد درجات سلمها وتجلس بالقرب من احدى زميلاتها في العمل. وما ان ينتهي الحديث بي

ميرامار ( قصة قصيرة )

صورة
بعد أسبوع عمل شاق ، وصلت ميرامار الى المحطة تنتظر الحافلة التي سوف تأخذها الى بيتها. كانت الساعة في المحطة تشير الى الثانية بعد الظهر. دخلت الى المحطة وجلست على اول كرسي وجدته ووضعت شنطتها على حجرها واعتدلت في جلستها حتى تريح ظهرها المجهد من كثرة الوقوف. سرحت ببصرها الى العابرين تتطلع الى وجوه الناس المارة امامها. لم تعبأ كثيرا بما تشاهده فهي لم تعد تشغل بالها بقسمات الوجوه. كان منزلها يبعد مسافة كبيرة عن عملها لذلك استحسنت ان تؤجر منزلا مشتركا مع احدى زميلاتها في العمل لكي توفر عناء السفر الى بيتها يوميا. كانت المحطة تعج بالمسافرين يوم الخميس، واصوات الباعة الجائلين تعلو وتنخفض. لم تعد تشتري الصحف كما كانت تفعل في الماضي، لذلك كانت تسليتها الوحيدة هي ان تدير اصبعها على شاشة تليفونها لتتفحص الايميلات ورسائل الغزل التي تاتيها بين الحين والاخر من المحبين والمغرمين وعاشقي الكلام وأصحاب الالف وجه. مشاعرها باتت باردة بعد ان كانت دافئة واحاسيسها اصبحت صلبة من ترهات الزمان. لم تلحظ ان الساعة اقتربت من الثالثة ولم تأت الحافلة بعد. وبدأ الضجر يتسرب الى نفسها ولكنها اعتادت على هذه الامور

زفرات ساخنة

صورة
أصوات زفراتها كأنها هدير بركان يكاد ينفجر فيطيح بما تبقى من كياني. كلامها المعسول يذيب الصخر فتتبخر كل نفس وإنسان. همساتها تخترق حاجز النفس البشرية فتغوص في اعماق وجداني محركة كل الانفعالات الكامنة الراكدة لتهزها كما تهز الرياح امواج البحر. كنت واقفا على الشاطئ أرقب الاصداف المتلالئة وهي تتقلب تحت الامواج ، فأقتربت مني تتمايل بجسدها الأخاذ ، لم تبادر بالكلام ولكن البسمة ظلت تعلو وجهها مشرقة ، تلوح بها في الافاق. لم أكن اتمنى ان ارى منها الا تلكم البسمة، ولكنها اعطتني ما يفوق طاقة أي انسان. فقالت لي أفتح يديك ، فمددتها وانا لا ادري احلم ذلك ام علم. وما ان رفعت يدي حتى سكبت فيهما سائل مثل العسل يكاد لونه يضيئ ولو لم تمسسه نار. فأخذتني صاعقة وارتجف كياني وانفتح امامي باب مسحورا . لم اشعر بنفسي الا وانا اعبر الباب كان شيئا يجذبني اليه. وما ان تخطيت عتبة الباب حتى رايت ظلالا تتغير الوانها باستمرار وتتذبذب بين الاحمر والقاني . واشجارا تحمل فراشات كأنها قبس من نور. وقبل ان امد يدي لامسك احدى هذه الفراشات أتاني صوتها ثانية لتدعوني لادخل الى مخدعها. فركضت خلفها ولم ادري هل انا في دنيا الو

مرسي بين مطرقة الاخوان وسندان الشعب

صورة
عندما ذكر حسن البنا الاب الشرعي لجماعة الاخوان المسلمين في كتابه الدعوة والداعية ، بان الاخوان لكي يقيموا دولتهم عليهم ان يكافحوا ثلاثين عاما ، ويحاربوا ثلاثين عاما ، لينتصروا في الثلاثين الاخيرة لم يكن يخرف فيما يقول  فها هو قد تحقق حلمهم في الانتصار والفوز بالرئاسة المصرية بعد معاناة قد طالت لعقود. وهم بعد ان استأثروا بالحكم فلن يتركوه ابدا مهما كانت اقوالهم بانهم مع الحرية والعدالة والديموقراطية ومهما اقنعوا البعض بان الدستور سيكون بمثابة طوق النجاة للشرعية والديموقراطية وحفظا من كل شيطان مارد. ولا يخفى على البعض انهم قد خدعوا جزءا كبيرا من الشعب بكلامهم المعسول واقوالهم الرنانة في محاولة منهم لبث الطمأنينية في قلوب الجمع ، ولكن الاحداث السراع اتت بما لا يشتهي البعض فاصبحت مقولة ( اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب ) لسان حال من كان يعتقد صدق النوايا في الاخوان ولم يزل الوقت يمر حتى ادرك من كان لديه ذرة من العقل انه خدع فيهم وانهم كاذبون على وزن حازمون! فخداع الاخوان لقطاع كبير من الشعب لا يجعلهم ممثلين شرعيين للسلطة او منافحين عن ضمير ووجدان الشعب المصري. فهم بما جبلوا عليه

الاصابع المكسورة والعقول المطمورة

صورة
مررت ذات مرة بالقرب من احدى مقرات الحزب الوطني الغير مأسوف على رحيله. فتذكرت لحظتها كم كانت قوة هذا الحزب برموزه ورئيسه وجبروته وعنفوانه وما حدث له من تدمير وسحق على أيدي الثوار ومن لهم مصلحة في تدميره. وتذكرت ايضا قدرة الله على تدمير كل ظالم وخطرت في بالي بعض ايات القران التي تنبه لقدرة الله في الكون وفي خلقه وكيف هو المعز المذل. عندما تذكرت كل ذلك تواضعت كثيرا وطأطأت رأسي حتى يتغمدني الله برحمته ولا يسلط علي ظالم او يذلني في الدنيا. اكملت مسيري لاكمل باقي شؤون حياتي حتى صادفني احدهم وهو يمدح الاخوان وسياستهم في الحكم وكيف هم يحاولون اقصاء كل رموز النظام السابق. وظل يعدد لي افعالهم واقوالهم ، ولكني لاحظت انه لا يدرك ان الكره لدى الانسان ان لم يستطع السيطرة عليه قد يتحول الى ظلم. فاذا كرهت انسان في حياتك فقد تحاول ان توقع به اقسى درجات العذاب بالرغم من العدل هو ان تاخذ منه بقدر ما اخذ منك ولا تزيد حتى لا تقع في المحظور وتصبح ظالم جملة وتفصيلا، ولا تستطيع في الوقت ذاته التمييز بين كونك تاخذ حقك وبين انك تظلمه. فالفرق بين احقاق الحق وايقاع الظلم شعرة لا يتبينها الا ذو بصيرة. لذلك ذ