المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٤

آدمية قابيل وملائكية هابيل

صورة
لن نناقش قصة ابني آدم فهي معروفة للجميع ، انما ما يهمنا هو دراسة حالة موجودة بيننا الان تمثل في ظاهرها ملائكية هابيل وفي باطنها آدمية قابيل . فهابيل وقابيل هما صورتين لما يمكن ان يقال صراع الخير والشر داخل نفس الانسان. هما الثابت الحقيقي الذي لم يتغير منذ بدء الخليقة. صراع الحق والعدل ، والوجود والعدم . يمكن لنا ان نقول ان قابيل هو المقابل الموضوعي لطبيعة الانسان البشرية التي جبلت على اقتراف الشرور والاثام والمعاصي. فمهما بلغ صلاح شأن الانسان فلا يمكن باي حال ان يرتقي الى مصاف الصديقين والشهداء .ولا يمكن ان يقارع الانسان الانبياء من ناحية زهدهم وايمانهم . حتى ان هناك صورا ذكرها القران لانبياء ارتكبوا الكثير من الذنوب . حتى ان احدهم (الاعراف 175-  يقال ان اسمه بلعام بن بعرور ) قد ضل بعد ان اتاه الله اياته . وعليه فادعاء الصلاح والتقوى ونشر اليافطات والصور لايات القران في كل مكان ودروس المساجد والجوامع والخطب الرنانة ، لن تؤدي الا الى مظهر من مظاهر تدين الانسان ولكنها لن تؤتي اؤكلها بخلق انسان ملاك . فجوهر طبيعة الانسان هو كسر التقيد الذي يفرضه الدين . ولا اعني مما اقول ان الانسا

ذو القرنين المصري

صورة
منذ عدة ايام قليلة طالعتنا الصحف الغربية بخبر مقتل رضا صيام المصري الاصل الالماني الجنسية في غارة امريكية على مواقع داعش في العراق . لا اعلم لماذا لفت هذا الخبر نظري برغم كثرة مثل هذه الاخبار مؤخرا واشتراك الكثير من الجنسيات في الانضمام الى تنظيم داعش. الا انني اردت ان اصل الى رؤية معينة لمثل هذه الشخصيات ، هذه الرؤية تكمن في الدوافع التي جعلت هذه النوعية الى الذهاب الى مواقع القتال والتضحية بنفسها في بعض الاحيان برغم المكانة والوضع الاجتماعي الذي لديها . فقررت ان اتحرى عن شخصية رضا صيام هذا واعرف ما هو الطريق الذي سلكه للوصول الى مرادي واعرف ايضا دوافعه الشخصية والعامة وحياته منذ بداياتها قدر المستطاع. وعند بداية بحثي عنه ، اكتشفت مقدار الصعوبة التي تحوم حول مثل هذه الشخصيات وندرة الاخبار عنها حتى انني لم اجد مصدر مصري واحد يشير اليه من قريب او بعيد كأنه ليس لديه اقارب او معارف في مصر. ولم تذكره اي صحيفة الا نقلا عن مصادر اجنبية . وبرغم وجود تسجيلات له فعلية على اليوتيوب الا ان كلها باللغة الالمانية . ونبدأ من هنا الحكاية .. رضا صيام هذه الشخصية التي تحولت بين ليلة وضحاها ال

موت العلمانية

صورة
 " ايهما ينمو ويترعرع فيه الفكر الديني المتشدد ، الدولة الدينية ام الدولة العلمانية ؟ " السؤال السابق كنت قد طرحته على الفيس بوك حتى اعرف اجابات القوم فيه . الا ان الحقيقة لم اجد ردا وافيا او شافيا او حتى مقنعا لما طرحته . ولأن السؤال قد يبدو غير مفهوم ، فلم ازد عليهم ولم اشاركهم الرأي لابعد من ذلك . وقبل ان اورد ما افكر فيه او اعتقده ، يجب علي اولا ان ابين ما اقصده من السؤال بالضبط حتى لا يلتبس المعنى على من يقرأه كما التبس على الذين من قبله .. السؤال هو ، هل ينمو الفكر الديني او اي افكار متشددة في الدولة العلمانية اسرع من نموه في الدولة الدينية ؟ قد يظن البعض ان السؤال في غير موضعه او ان به علة او غير منطقي ولكن الحقيقة غير ذلك وسأوضح ما انا ارمي اليه لاحقا. لاحظت منذ فترة ليست بالقليلة ان الدول العلمانية الغربية تأوي الكثير من المتشددين بالسليقة على ارضها . حتى ان منهم من هو مطلوب امنيا في بلاده الاصلية . وكنت اتعجب احيانا ، كيف لهذه الدول تأوي مثل هؤلاء البشر على ارضها  وكيف لها ان تأمنهم وتأمن مكرهم . وهناك ملحوظة اخرى سنوردها كجزء من حديثنا فقط ولكن لن نحلله

اخطاء فيلدمان ورؤية عبد الصمد قراءة في كتابين

صورة
في العام 2008 صدر كتاب لنوح فيلدمان الدكتور والباحث في الفكر الاسلامي ، وهو امريكي الجنسية ومتخصص في الشؤون الاسلامية واحد اعمدة الدستور العراقي ابان الوجود الامريكي في العراق . الكتاب صدر باسم " سقوط الدولة الاسلامية ونهوضها" وهو يشرح فيه بشئ من الاسهاب – من وجهة نظرة – ما الذي ادى الى سقوط الدولة الاسلامية بداية من الامبراطوريات القديمة وصولا الى الامبراطورية العثمانية . وقد ارتكز في معظم استشهاداته الى الدولة العثمانية لانها قريبة عهد بنا . وقد خلص الى نتيجة مفادها ، ان دعم الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط للوصول للحكم قد يكون هو الحل الامثل في المرحلة المقبلة للسياسات الامريكية ومصالحها الخارجية .!! من هنا نحب ان نبدأ ملخص ما استشكل علينا في حل السؤال التالي .. لماذا دعمت امريكا الحركات الاصولية في الوصول للحكم في دولة مثل مصر ، على الرغم من انها كانت تناهض هذه الحركات علنا بدعوى الارهاب ؟ بداية نحب ان ننوه ان بعض الامور قد تبدو معقولة عندما نعلم ان فيلدمان هذا هو احد ممثلي السياسة الامريكية الخارجية في ادارة اوباما ، وقد يعزي عليه السلوك الغريب الذي اتخذته ا

قصة فساد

صورة
يحكى أن احدهم جاء قادما من امريكا ليقيم في مصر بعد طول غياب عن الاهل والاحباب . وكان قدومه هو النهائي حيث انه قرر ان يمضي ما تبقى له من العمر في بلده لانه لم يستطع ان يظل في الغربة الى الابد. وحيث انه لا زال شابا ولديه زوجة جميلة وابنة لا زالت في طفولتها ، لذلك قرر ان يبحث عن عمل يعينه على ان يقضي وقته في شئ مفيد. وبدأ في البحث عن طريق اخاه الذي سعى له في ايجاد عمل وذلك لان اخاه كان من الواصلين في مجتمع الواسطة. ولم يستمر الوضع طويلا حتى وجد عملا في قسم التسويق في احدى المستشفيات الجديدة. استلم عمله الجديد بكل همة ونشاط مستغلا كل طاقته التي لا زال محتفظا بها من بلاد الفرنجة. ولكنه بعد شهر تقريبا بدا يتذمر ويتمرد لانه وجد الفساد ضاربا في كل مناحي الحياة . وبحكم عمله فقد كان لزاما عليه ان يتعامل مع جميع الفئات . فمبدأ الرشوة في قسم التسويق هو كمبدأ نظرية الانفجار العظيم ، شر لابد منه . ولكن صاحبنا لم يكن يدري بان هكذا تدار الامور في مصر . وكان يظن ان الحياة وردية وكل مافيها يتم بالورقة والقلم . لذلك لم يتمالك نفسه وهو يحادث مديره في العمل ورمى له الاوراق عندما وجد كل شئ يسير وفقا

انبياء هذا الزمان

صورة
اعترف القران في بعض المواضع بان الله قد ختم الرسل والرسالات بمحمد والاسلام ولم يعد هناك رسل جدد سيأتون ليصححوا ما قد يعتري اي رسالة من الرسالات السابقة . الا ان الخلق قد صنعوا انبياء لانفسهم و بأنفسهم ليكونوا على الناس حجة . فمنهم من تراه يعتمر عمامة ومنهم من يعتمر قبعة . وفي كلتا الحالتين الهدف والمرمى واحد وان اختلفت المسميات . فهذا يتكلم في الدين ويتخذه سبيل وذاك يتكلم في العلم ويتخذه سلاح موجه للجميع . والاثنان لهما من المريدين والتابعين ما لهما . فهذا لديه الالاف من المشجعين الذين يصفقون له على قولة للرسول او مقالة لصاحبي . والاخر له من التابعين الالاف الذين يناقشونه في نظريات التطور وعلم الحفريات بالاضافة الى علوم الفضاء وغزو البحار . ولا ننكر اننا كنا كما سابقينا مبهورين بحديث هذا وذاك الى ان انعم الله علينا بنعمة التفكر والعقل والتي لا تنضج الا اذا بلغ الشخص من العمر قامته . وبعد فترة من النظر لما يقولاه والى ردود التابعين عليهما ، رأينا الاتي : يا من تدعيا انكما ملكتما من العلم حكمته ، هل لكما من تواضعا ؟؟ فانتم  ( واسمحوا لي استخدام اسلوب الجمع بدلا من التثنية للسهو