المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٣

سميرة وفارس الاحلام ( حدوتة )

صورة
يحكى انه في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ، كان هناك فتاة في ريعان الشباب اسمها سميرة. فتاة جميلة لا تفارق البسمة شفتيها. ينطلق منها المرح فيملأ الافاق وتغدو الطيور مغردة عند رؤيتها. تقدم اليها الاف الخطاب يريدون الزواج منها وهي ترفضهم جميعا لانها كانت تحلم بفارس ياتي اليها على حصانه الابيض المجنح فيأخذها خلفه ويطير بها الى عنان السماء.كانت تحلم بفارس طويل البنية ووسيم ولفحته الشمس حتى اسمرت بشرته. وبعد ان طالت الايام وجدت فارسها الهمام قادما من بعيد على حصانه . فطارت فرحا به واسلمت روحها لجماله. لم تفكر كثيرا ولم تتردد في القبول بزواجه. وبعد ان طابت نفسها لامره جاء يوم الزفاف سريعا فلبست فستانها الابيض ووقفت توزع ضحكاتها على الجميع. وبعد انتهاء حفل الزواج اخذها الزوج الولهان خلفه على الحصان وطار بها كما كانت تحلم زمان. وصلوا سريعا الى بيتهما فوق السحاب ونزلوا من على الحصان الابيض ، فلفت نظرها ان فارس الاحلام قصير وليس طويل كما كانت تحلم ولكنها لم تلحظه وهو جالس على الحصان. وبعد شهر العسل ، خرجت سميرة للتسوق فرأت ان الحصان لم يعد موجودا. ولما سألته عن الحصان ، اجابها بانه أ

الزواج المقسوم (قصة قصيرة )

صورة
داخل بلدة صغيرة تدعى جرينسكي ، جلس الزوجان تيودور وفاليريا حول طاولة العهد التي وضعها كاهن البلدة. حانت لحظة انهاء زواجهما الذي دام عشر سنوات فقط. مرر الكاهن القلم الى الزوج لكي يوقع امام اسمه على القسيمة ثم مررها الى الزوجة لكي توقع عليها. وبعد التوقيع قام الزوجان وصافحا الكاهن بابتسامة صغيرة وافترقا الى الابد. ترجع احداث القصة الى عشر سنوات حينما كان تيودور يعمل مدرسا في مدرسة، تعرف خلالها على فاليريا. الفتاة الفاتنة ذات العيون الزرقاء والتي كانت تعمل مدرسة لغة لاتينية. احبا بعضهما لدرجة الجنون ، حتى ان زملائهما في المدرسة اتخذوهما إلهين للحب والعشق. لم تمر الا فترة قصيرة حتى اتفقا على الزواج واستشعرا ان الحياة لا يمكن ان تستمر الا وهما ملتصقان ببعضهما. وما ان قررا الزواج حتى استعد الزوج بالسكن الملائم وفرشه بافخم الاثاث. وهمت العروس بشراء كل ما يلزمها. وبعد تحديد ميعاد الزفاف ، قاما بطبع كروت الدعوة التي سيوزعاها على اصدقائهما ومعارفهما. لم يكن يعنيهما شئ في الحياة الا الحب والقرب. لم تنغص عليهما الدنيا بشئ ولم يفترقا لحظة واحدة. وقبل ميعاد الزفاف بيوم ، توجها الى الكاهن ليت

القط ( قصة قصيرة )

صورة
قط أوقعه حظه العاثر في السقوط في صندوق قمامة . الصندوق جوانبه عالية لايستطيع القط القفز منها. حاول جاهدا الخروج وظل يقفز طيلة اليوم ولكن التعب اخذ منه كل مأخذ ففضل ان يستريح قليلا. وبعد ان هدأت نفسه شعر بالجوع والبرد يدبان في اوصاله. فنظر داخل الصندوق واكتشف ان هناك طعام كثير. فبدأ يقلب بمخلبيه الاكل يبحث عن لقمة سائغة بين الفضلات. وبعد بحث وجد ضالته ، عظمة من بقايا دجاجة يكسوها قليلا من الجلد والفرث. اكل منها حتى شعر بالشبع ثم مدد قدميه ورجليه لكي يستريح قليلا قبل ان يعاود الكرة من جديد. ظل ينظر لأعلى ويتأمل حواف الصندوق وهو على يقين من انه سيتخطى هذه العقبة كما تخطى سابقتها. فقام من رقاده واستعد للقفزة ثم خطف الخطفة الاولى ولكنه لم يفلح من بلوغ الهدف. فعاود المحاولة ثانية وثالثة وعاشرة ولكنه لم ينجح رغم ذلك. مر عليه يومان على هذه الحال وهو بين راحة ونشاط. الى ان بدأ الاكل يتعفن في الصندوق ويقل يوما بعد يوم. لم تنجح كل محاولات الفشل تلك ان تثبط من عزيمته ولم يتملك الياس منه ابدا ولم يخالجه شك في النجاح وبلوغ الهدف. وكلما مر الوقت قل الطعام شيئا فشيئا حتى قارب على النفاذ. ومع انخ

قصة خمسة

صورة
بعدما صلى محمود صلاة الفجر ، قام يتمخطر لكي يرتدي ملابسه بتأن وروية. فقد كان ممن يؤمنون بمقولة في التأني السلامة وفي العجلة الندامة. اخذ قرابة النصف ساعة في ارتداء ملابسه ثم توجه الى عمله في الشركة التي التحق بها مؤخرا. لم يمضي على وجوده في الشركة شهران ونصف ، وهي الفترة التي يخضع فيها الجميع للاختبار قبل التعيين المباشر. وعندما وصل الشركة وجد حالة من الهرج والمرج والكل متوتر ومنفعل. وعندما سأل احدهم ماذا هنالك. علم بان اعضاء مجلس الادارة مجتمعين لكي يبتوا في امر الموظفين الجدد.وقد نما الى علم الجميع ان الشركة سوف تعين نص العدد الذي كان يخضع للاختبار طيلة الفترة الماضية وسوف تسرح النصف الاخر. فعلا الوجوم على وجه محمود لما سمع هذا الكلام وخاف ان تحدث في الامور امور ويكون من ضمن النصف سيئ الحظ. فبرق في ذهنه ان يتصل بعمه والذي وفر له هذه الوظيفة حتى يحكي له عن الامر ويرجوه ان يدلي بدلوه لمجلس الادارة حتى يغضوا الطرف عنه. وما كادت هذه الخاطرة تمر حتى رفع سماعة الهاتف على اذنه وكلم عمه وكان ما كان. فبقى محمود مع من بقى واصبح سليل الحظ والتقى. وبينما هو متجه لصلاة الظهر قابل احد المفصو

نون النسوة ( قصة قصيرة )

صورة
في الدور الثاني بداخل احدى الكازينوهات ، تحلقت ثلاث سيدات صديقات طفولة ومدرسة حول طاولة موضوع في منتصفها ازهار الاوركيد. كان صباح مشرقا ، كن معتادات على التقابل فيما بينهن كل يوم اربعاء في هذا الوقت من اليوم. يحتسين القهوة والشاي ويتجاذبن اطراف الحديث. وكانوا يحضرن اللقاء بزي رياضي عادة بحكم انهن كانوا يرسلن ابنائهن الى المدرسة ثم يقطعن المسافة بين المدرسة والكازينو سيرا على الاقدام. آلفوا هذا اليوم وتعودوا عليه برغم كثرة المشاغل وانحسار الايام. حديث هذا اليوم بدأته اكبرهن سنا واصغرهن عقلا. ولكن قبل ان تبادر بالكلام طلبت منهن عدم التعليق حتى تنتهي مما ستقوله وتترك لهم التعليق فيما بعد. وبعد ان اصغين اليها جيدا، بدأت تتلعثم قليلا وتتنهد كثيرا حتى انطلقت في سرد الكلمات بدون ترو. يحكى انها كانت متزوجة ولكنها بعد مرور عقد من الزمان ، اصابها الملل والرتابة كما يصيب هذا المرض الجميع في مثل هذا العمر. لم تكن تعي كيف تتغلب على هذا الشعور ، ولم تكن تدري ما عليها ان تفعل. ولكن الملل في هذا الوقت يضفي على الانسان حزنا ويجعله فياض المشاعر. ويطيل عليه الليل ويتركه وحيدا يحصي النجوم. ومع انه

الفرصة

صورة
من منا لم يحلم بان تاتيه الفرصة؟ من منا لم يحلم بان يحقق ذاته ويرى نتيجة مجهوده في مرآته؟ من منا لم يبكي ويحزن ، وييأس ويلعن الظروف والايام التي لم تساعده في تحقيق طموحه واهدافه؟ من منا لم يذق طعم الفشل والسقوط في طريق سار فيه فتكالبت عليه الهموم والاحزان حتى واتته فكرة انهاء حياته؟ من منا لم يعلق فشله بالقدر والمكتوب حتى يهون على نفسه مرارة الايام والاحداث؟ الكثير والكثير ......... ولكن السؤال الاهم من كل ما سبق هو ، هل تأتي الفرصة مصادفة ام اننا نخلقها ؟ هل تأتي علينا مثل الشهب فلا نتعرف عليها ولا تكاد تراها اعيننا ام انها تقف احيانا في وجوهنا ولكنها من كثرة سطوعها لانستطيع ان نراها؟ واذا كانت تاتي مصادفة كيف نعرف كنهها وماهيتها وكيف نحدد اهميتها؟ وكيف لي ان اضع يدي عليها وأستغلها ايما استغلال حتى اصل الى ما اصبو اليه؟ واذا لم تكن تأتي مصادفة كيف نخلقها ونجعلها ظاهرة للعيان حتى نتمكن منها ونخضعها رغما عنها ونجعلها بمنأى عن ايدي وأعين الاخرين؟ إني أرى الفرصة مخلوقة وليست وليدة مصادفة الا ما ندر. وما ندر هذا لا يمكن ان يحقق الا ما احتوته الفرصة من مردود. الفرصة مخلوقة وليست

حدث في مثل هذا اليوم ( قصة قصيرة )

عند اقتراب الحافلة التي كانت تقل المسافرين من مكان الاستراحة المتفق عليه بين السائق وصاحب المكان. نظر محسن من النافذة يتطلع الى وجوه الناس العابسة في صباح هذا اليوم الذي لم يبدأ بعد. وبرغم ان الدكتور نصحه مسبقا بعدم التوغل في قرءاة وجوه وافعال الناس حتى لا يصاب بالاكتئاب الحاد ، الا انه ينسى احيانا نصائح الطبيب ويقوم بفعلته على غير وعي منه. نزل الركاب بعد ان توقفت الحافلة وترجل هو وفي يده جرائد الصباح التي تصفحها طوال الطريق. وكعادة محسن دائما في الوقوع في براثن مغريات الحياة، انتبه لوجود محل حلويات شرقية يمتاز بالشهرة بين اهالي هذه البلدة. فراودته نفسه على شراء علبة من هذه الحلويات. ولكنه هذه المرة بالذات لم يكن يرغب بشرائها لكي يتذوق منها كل صباح مع كوب الشاي ولكنه آثر ان يجعلها طعمة في افواه قوم لا يجدون الى الشرف دربا. والذي هداه الى هذه الفعلة، مثلا كان يسمعه وطاب له ان يطبقه بعد ان ذهب العمر غدرا الا وهو ( اطعم الفم تستحي العين ). وقال لنفسه لماذا لا يجرب نصائح الخائنين ومسالك الهالكين فلربما نجى بما تبقى له من روح وجسد.  وبعد ان هدأت نفسه ، تقدم مباشرة الى البائع وطلب منه عل

عماشة في الادغال

صورة
نما الى علمي في يوم من الايام ، ان هناك جندي ياباني تم العثور عليه في احدى الغابات وهو متسلحا ويترقب وصول الاعداء. وعندما تم القبض عليه اكتشفوا انه من بقايا الحرب العالمية الثانية وانه لم يكن على علم بانتهاء الحرب. وظل هذا الجندي في موقعه لم يتحرك طيلة هذه المدة. ونحن نريد تعظيم شأن هذا الجندي واحترام ثباته على حماية وطنه بدون كلل او ملل ، لكننا نعتب عليه فقط طول انتظاره بدون محاولة اكتشاف ما يحدث حواليه. فطول المدة في حد ذاتها تدعو اي انسان الى الشك ومحاولة تقصي الحقائق لا سيما وان الحرب قد انتهت ولم تعد تدوي اصوات القنابل وازيز الطائرات. وعلى كل فنحن نكن كامل الاحترام لهذا الجندي ونحترم في الوقت ذاته التربية العسكرية اليابانية التي اتحفتنا بمثل هذا الجندي. ودعنا نتخطى هذا الجندي ونسهب في وصف نماذج تعيش بيننا تفعل مثل هذا الجندي تماما بكونها تقف متحفزة تترقب وصول الاعداء بالرغم من عدم وجود اي اعداء. والذي دفعها الى هذا الفعل ، هو انها لا تدرك ان الحرب انتهت او بمعنى اكثر وضوحا هو ان فكرها وما تعتقده اصبح في طي النسيان. فما زال بيننا من يؤمن بمبادئ الشيوعية ومن يؤمن بمبادئ المارك

Who cares ??

صورة
في جريدة الاهرام بتاريخ 31 يناير الماضي أشارت دراسة اعدها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مقال بعنوان ( ماذا يقرأ المصريون ) الى ان معظم المصريين لا يقرأون تقريبا. والقراءة المقصودة هنا ليست القراءة في الكتب المدرسية او الصحف ولكن القصد القراءة الثقافية التي تنمي الوعي العام وتزيد من معارف الشعب. الا اننا نعتب على من قام بهذه الدراسة بذل الجهد فيها لاسيما وان معرفة مقدار ثقافة الشعب ظاهرة للعيان ويكاد يراها كفيفي البصر ولا تتطلب كل هذا الجهد. ويكفيك نظرة من نافذة البيت لتعرف كم وصلنا الى مراحل متأخرة من الجمود والتخلف. بالاضافة الى ان هذه الدراسة لن تفيد في اي شئ طالما لا توجد خطط للتثقيف ورفع نوعية معارف الشعب والوقوف على نقاط الضعف فيه. ولن تفيد معرفتنا بالارقام والاحصاءات الا اذا كنا اردنا معرفة حجم الماساة الناجمة عن جهل الشعب فقط. فتصبح الدراسة ساعتئذ تقيس ليس مقدار علم الناس بقدر معرفة مقدار جهل الناس. وتصبح الدراسة منطقية فعلا ويصبح الجهد المبذول فيها نافعا!! واذا التمسنا العذر لاصحاب القرار في سبيل جهدهم المبذول، فهلا يخبرونا كم صرفوا على هذه الدراسة لاتمامها؟ واذا كا