المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

الوطنية المزعومة والجراند شيروكي

صورة
هناك كم لا بأس به من الناس التي لا تنفك تردد ان مصر في القلب والكبد والفشة والكرشة. حتى ان اي حانوتي قد يعجز عن حمل الاموات من ثقل الوطنية التي تتساقط من كفن الاموات. وبما اننا شعب متدين بطبعه والتدين يفرض علينا ان نكون فياضي المشاعر كثيري البكاء على الفاضية والمليانة ، لذلك تجدنا نتفاخر بوطنيتنا في كل وقت وحين حتى اخالني اننا نغني الاغاني الوطنية ونحن في الحمام . ولا يوجد سبب واضح لهذه الوطنية الزائدة اللهم الا اذا كنا في موضع اتهام من عدو او صديق. واذا جلنا النظر حولنا لنتاكد من عدم وجود من يتهمنا في وطنيتنا فسوف نصطدم في النهاية بكون اعترافنا دائما انما نابع من عقد نقص قد تراكمت على مر السنين. فترداد كلمة مصر في القلب مثل العلكة انسانا ان الزن على الودان امر من السحر . بمعنى ان تكرار كلمة معينة في الذهن يجعلنا اما ان نصدقها تماما وتصبح من المسلمات بدون البحث عن العلل والاسباب او تجعلنا نكرهها جملة وتفصيلة على اعتبار مبدأ ( كتر السلام يقل المعرفة ) او كما قال الشاعر العربلمي ، اديك تقول ما اخدتش  ، وان خدت ما تدنيش دي مصر ام الحبايب وفساعة ما تتنسيش انا قايم بقى يا معلم 

ذات الرداء الاسود

صورة
في ظهيرة احد الايام ، واثناء وقوف حاتم منتظرا وجبة السمك المشوي التي سيأكلها على الغداء. مرت من جانبه احدى ذوات الرداء الاسود . فانتبه قليلا لعينيها اللتان كانتا تلمعان تحت الحجاب. وتذكر مشهدا كان رآه قديما على احدى الكافتيريات. كانت هناك فتاة ترتدي نفس الرداء الاسود وفي يديها طفل لم يبلغ العام تقريبا ووضعته جانبا عندما جاء اليها الساقي يحمل لها نرجيلة من التفاح. فبدأت ترفع النقاب قليلا لكي تأخذ نفسا عميقا من الخرطوم الممدود امامها حتى ان هذه الانفاس كانت تصل الى خياشيم حاتم الذي كان مذهولا من هذا المنظر السينمائي. ولكنه بعد فترة تعود على هذا المنظر وادرك ان الرداء ما هو الا غطاء يداري به الانسان عيوبه كما يلبس وجها يحول به بين مشاعره وبين الناس. عاد حاتم الى واقعه واستدار ساندا ظهره الى البيت المقابل لمحل السمك المشوي منتظرا وجبته. كان هناك وقتا كافيا لكي يرقب الناس والوجوه. مرت امامه امرأة ترتكز على عكاز يحميها من السقوط . ومر من امامه رجل عجوز يمسك طفلا يبدو عليه انه حفيده. البائع يجادل الزبائن ووجهه تعلوه الابتسام حينا والضجر حينا. الزبائن يلحون عليه ان يخفض سعر السمك قليلا و

الفوضوية ومبدأ التسليم

في احدى المرات التي كنت اشاهد فيها مباراة كرة قدم بين منتخب مصر واحدى المنتخبات الاجنبية، لفت نظري ان الجالسين حولي يشاهدون المباراة ويضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من دخول هدف في مرمانا. فتركت مشاهدة المباراة ورحت اطوف بين وجوه القوم علني اجد سببا لهذه الحالة الغريبة. هذه الحالة التي جعلتنا متوقعين الهزيمة أقرب منها الى النصر. وبرغم من ان الرياضة بها غالب ومغلوب ولا نعرف من سيكون الغالب ، لكن اجواء الرعب والقلق جعلت الجميع يستشعر الهزيمة حتى ولو لم نتيقن من النتيجة بعد. وكدت اجزم ساعتها انهم من فرط خوفهم ووجلهم كادوا يتبولون على انفسهم. فسألت نفسي ، ما الذي دفع هؤلاء القوم الى مثل هذه الحالة المزرية؟ وبعد مشاهدة العديد من المواقف التي لا تختلف كثيرا عن هذه الموقف، ادركت ان الشك قد علا الهمم والجباه حتى يكاد المرء يشك في اخيه وابيه. والذي دفعنا الى هذا ، اننا لا نرى الا خيبة الامل في افعالنا. فكل عمل نقدم عليه لا يحقق النجاح مطلقا. ومع تكرار الفشل يتملكنا الشك في كل ما نفعله حتى ولو كان ذا مغزى وفائدة. واذا كان سر نجاح اي عمل هو الايمان بما نفعله، فان هذا الايمان – اذا كان موجود اساس

الرغبة بين الشين والميم

بين الشين والميم عشرة أحرف في الابجدية العربية ومثلهم عشرة مسافات في حياتهم اليومية. إنهم طرفي نقيض برغم وحدة الهدف والغاية. فتجد الشين منفتحة صادقة في رغبتها لا تخبئ ما يعتريها من مكنونات النفس وخبايا العقل الباطن وتبوح بكل خلجاتها بدون مواربة او خجل او حتى خشية من افتضاح امرها. وتسعد بإخراج شكواها وتبحث عن من يحل لها هواها. تقدم على الحياة بقلب سليم وتنام قريرة العين كطفل فطيم. يصحو هذا الطفل صباحا ليمرح في الاجواء ويضفي بسمة الامل على باقي الحروف سواء. الشين صادقة مع نفسها لا تعبأ كثيرا بما يقال ولا تعطي للايام مقال. تعرف معنى الحياة والوجود وان الحروف لن تعيش الا نفحة بيد المعبود. فباتت الضحكة صفتها وفتحت فاها فبانت اسنانها. فأحببتها وأحبتني وأقتربت منها وضمتني وذبت في أنفاسها حتى سلبتني أعز ما أملك وأستغلقتني. أما الميم فحزينة لا تستطيع ان تقول ما تطمح اليه ولا يعنيها ما تعانيه. فتجدها مختبئة بين حرفين، تداري نظرتها حتى لا تراها باقي الحروف. تغدو كئيبة وبالصراخ والعويل تعود نحيبة. لا تستطيع ان تطلب ما يداويها وتخاف من رب الحروف الا يجازيها. فترتدي الضمة والكسرة وتضع مساحيق ا