المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

بلاد العرب أوطاني

صورة
اغرب كلمة قرأتها لاحد المصريين تعليقا على مبادرة الشيخ خليفة رئيس دولة الامارات والتي اصدر فيها قراره بالافراج عن المصريين الموجودين في سجون الامارات ، هي كلمة ( والله راجل ). هذه الكلمة نزلت فوق رأسي كالمطرقة وجعلتني اترنح طيلة يوما بليلة لا ادري كيف اتحكم في نفسي. واحدثت شرخا في عقلي وتفكيري مما حدا بي ان اعرض نفسي على دكتور صحة نفسية لكي يعالجني من توهمات الحاضر وضلال المستقبل. وظلت الكلمة تراودني في صحوي ومنامي بالرغم من كمية المهدئات التي بلعتها ودفعتني الى تمزيق اكثر من مائة ورقة حاولت فيها تحليل هذه الكلمة ومعرفة ماهية الشخصية التي اطلقتها. ومع كوني كنت اعرف هذه الشخصية مسبقا واعرف من اين خرجت اقدامها واين استقرت ، هالني موقفها المتغير بين الامس واليوم وادهشني انخراطها في جوقة المزمار البلدي الذي يطربنا كلما تعطف علينا احدهم . بيد اننا لا نعتب عليه في تقديم واجب الشكر كما يريد ، ولكننا نلومه على عدم تفريقه بين الشكر والاطراء  سيما وان الفرق بينهما كبير. وليس شرطا ولا يجب ان يكون ، ان يجتمع الشكر والاطراء ويصبحان وحدة واحدة في لغتنا. لان اجتماعهما سوف يؤديان الى نسق غري

حي على الدولار

صورة
استوقفني مشهد اصحاب اللحى وهم يصرخون في الحرافيش كي يبتعدوا عن مجال صرخاتهم ونعيقهم ويفسحوا لهم مجال تطبيق الشريعة وانزال حكم الله على الارض ، وكأن الارض التي يقفوا عليها تعج بالكفار والمشركين. المهم انني حاولت ان استبين نفسية هؤلاء القوم بعيدا عما يقولوه من اعتبارات دينية او افكار تشريعية واخذت على عاتقي تحليل كلامهم من منظور نفسي بحت حتى اصل الى معاني قولهم وطريقة تفكيرهم.  بادئ ذي بدء ، هم يحاولون فرض رأيهم بالقوة على اعتبار ان الحق بجانبهم وان الباطل يجانبهم ، فاندفعوا مستغلين حماقة بعضهم وجهل البعض الاخر في استخلاص تصريح يعطي لهم الحق في القتل والارهاب. والذي اعانهم على ذلك ، صفاقة بعض الشيوخ الذين لا يعرفون من الدين الا الايات التي تحض على القتال مع ان النظرة الفاحصة تشير الى ان هذه الايات نزلت في الكفار والمشركين وفي ظروف خاصة ايضا وليست عامة. ونحن لسنا بصدد ذكر هذه الايات او الاستشهاد ببعضها فانها موجودة ومعروفة لكل ذو عقل. انما نريد توضيح ان هؤلاء القوم لا يقووا على ان يقتلوا كما يدعون والدليل على ذلك ان معظم الغزوات التي خاضوها انما انهزموا فيها شر هزيمة. ولن نشمت فيهم

فلسفة الطز

صورة
معظمنا قد شاهد الحاج مهدي عاكف عندما قال طز في مصر. ولن نخوض او نحلل نوايا الحاج مهدي ولن نحاول ان نتتبع سياق كلامه لمعرفة ماهية المقصود بالضبط  لانه قد نال كفايته من التقريع والتقريظ من وسائل الاعلام والكتاب والصحفيين ومن كل عابر سبيل. ولكن الذي يهمنا من اعادة طرح هذا الامر ، هو محاولة استكناه مفهوم فلسفة الطز التي بدأت في الظهور علانية بعد ان كانت مخفية. هذه الفلسفة بدأت في الظهور والانتشار بين جميع طبقات الشعب ولا يخالجني ادني شك في ان الجميع يستخدمها في مفردات لغته اليومية. وبما ان الشئ بالشئ يذكر ، فلا يجب ابدا ان ننسى  اشهر طز في تاريخ السينما المصرية والتي قالها الممثل القدير حمدي احمد في دور محفوظ عبد الدايم في فيلم القاهرة 30.  هذا الفيلم بالذات هو المدشن الاول لفلسفة الطز علانية حتى اننا نكاد نشاهد هذا الفيلم بالذات لرؤية تعبيرات وجه محفوظ عندما يطلقها. عند هذه النقطة علينا ان نعرج قليلا لكي نتعرف على الفرق بين طز محفوظ وطز مهدي عاكف . فالفرق بينهما عظيم لو كانوا يعلمون. فاذا بدأنا بدراسة طز محفوظ وجب علينا دراسة سيكلوجية الشخصية التي كان يقوم بها. فمحفوظ هذا الانسان

من قبل الرابعة عصرا

صورة
طرقت الباب ونظرات الشهوة والرغبة والقلق تملأ عينيها الساحرتين، اصوات موسيقى سيمفونية ضوء القمر لبيتهوفن تاتي من داخل البيت. لحظات قليلة مرت ثم فتح الباب وامتدت يد من الداخل لتسحبها بقوة ثم خطفتها نفس اليد وضمتها بقوة داخل حضن دافئ. اصوات قبلات ملتهبة وتأوهات بدأت تعلو داخل الشقة ، واصوات انفاس حارة ترتد من الجدران فتهتز مجموعة من الزهور موضوعة داخل فازة على المنضدة. حرمان شهر من اللقاء دفعهما الى ان يستلقيا على السرير لتفجير بركان الشهوة والشبق. بدأ السرير في الاهتزاز وكانه اصابه مس جان. بدأت كل اركان الحجرة في الاهتزاز من هول اللقاء وعنفه. وبرغم ان النور كان يلف ارجاء المكان الا انهما اغمضا اعينهما لتختلط لحظات الخيال بالحقيقة فيصير كل شئ كأنه حلم يتحقق. مرت الساعات وهما منقطعان عن العالم بما فيه وكلما حاولا ان يستفيقا تاخذهما لحظات وهن فيغوصا داخل احضان بعضهما. ما اجمل لحظات الحب عندما تختلط بالرهبة والالم والشهوة. وبعد ان انهيا وافرغا كل ما بداخلهما اخذتهما غفوة فناما قليلا، ثم استيقظت فجأة وانتبهت ان الوقت قد حان للذهاب، فعليها ان تذهب الى بيتها قبل ان يصل الاولاد من المدرس

زكريا أهبل بطبعه

بداخل كل منا زكريا صغير. يخرج في مواقف مختلفة في الحياة ليظهر لك بعضا من هبله. فان كنت ممن ياخذون الامور بجدية مفرطة وتذهب الى العمل مكفهر الوجه ، سيخرج لك زكريا عندها ليقول لك ان العمل هو اصل كل شئ ويجب على الناس ان يتفانوا في العمل. وان امكن ، يجب ان يموت الانسان على عتبة معبد الذل والشقاء من كثرة العمل. وسيسوق لك الامثلة من هنا ومن هناك على امم ارتفع شأنها بعد ان مجدت العمل ورفعت من مقامه. وبعد ان تستمع الى نصيحة زكريا، تدخل الى العمل مهددا ومتوعدا كل من يقصر في اداء عمله. وتوقع الجزاءات على كل غافل او غائب. ثم تقرر في النهاية زيادة ساعات العمل على الموظفين لكي ينجزوا كل ما تاخر. وبدل ان يكون يوم العمل ثمان ساعات تطيله انت الى اثنى عشر او ستة عشر ساعة. متناسيا ان الانسان هو الانسان ، مهما حاولت الضغط عليه فلن يعطي لك كل ما تصبو اليه. لان له قدرات يجب عليك معرفتها اولا ثم تضعه في مكانه المناسب. ويجب عليك ان تعطيه حقه عن كل ساعة يقدمها لك. لان تناسيك لجزء من حقه لا يعطيك الشرعية لكي تبخسه حقه لسبب بسيط جدا ، وهو انه لن يعطيك الا بقدر ما تقدم اليه. فاذا لم تقدم له حقه ، سيظهر لك ان

الفكر الانتيخي في المسمار التاريخي

في اثناء معركة كلامية بين افراد طاقم الغواصة النووية ( تفيدة ) ، انهال كبير المهندسين على الطباخ بالسباب لانه لم يراعي متطلبات وظيفته وأخل بالشروط الواجب توافرها فيمن يمتهن هذه المهنة. وكان السبب في انفعال كبير المهندسين ، ان الطباخ ترك الجبنة الرومي عرضه للهواء مما نتج عنه تعفنها وبالتالي رميها في صندوق القمامة. واذا علمنا اهمية الجبنة الرومي في حياتنا لعذرنا كبير المهندسين على فعلته تلك واهملنا في الوقت ذاته انفعاله الزائد عن الحد الى الدرجة التي دفعته الى التطاول على الطباخ بالسباب. الا اننا لا يجب ان نندهش من هذا الموقف لان كثرة الحوادث اصبحت تنوء بحملها الايام. وبالرغم من ان هناك قائد للغواصة النووية وهو يعتبر اعلى رتبة من كبير المهندسين الا انه ترك مهمة التنغيص على الطباخ بيد كبير المهندسين. وحسنا فعل ، لان قائد الغواصة لديه من المهام الجسام ما لا يحصى. فمن ضمن مهامه الكبرى ، ارتداء الشورت ونظارة الشمس والاستلقاء على ظهره امام الشمس ساعة من النهار حتى يأخذ اللون المطلوب. اما اقل مهامه فهي اللعب في مناخيره اثناء تصفحه للانترنت. وعليه ، فهو مشغول وليس لديه الوقت لمناقشة توافه ا

الحملة القومية للبحث عن الكومبليزون

صورة
هل تتذكر وانت مراهق عندما كنت تقف في البلكونة تبحث بنظراتك البلهاء عن شباك مفتوح او شيش بلكونة نصف مغلق؟ هل تتذكر ما كانت تفعله بك بنت الجيران عندما كنت تشاهدها وهي تقف في حجرتها بالكومبليزون؟ هل تتذكر معداتك الجهنمية وادواتك الشيطانية التي كنت تستخدمها خلف نافذة حجرتك لكي تقرب لك البعيد وتلتقط بها الغريب؟ بالتاكيد انت تذكر كل هذه المشاهد ، ولكن اين ذهب الكومبليزون؟ اين اختفت بنت الجيران التي طالما اشتقنا الى رؤيتها؟ اين اختفت النظرة التي كانت تطلقها تجاهك عندما تكتشفك وانت تراقبها؟ اين اختفت الارض التي طالما ابتلعتنا بعد ان تم اكتشافنا صدفة ونحن نمارس الفعلة الشنعاء. صور جميلة لم تعد موجودة بسبب ضيق المكان الذي كان متسعا. الا تسلم معي بان اقتراب البيوت ببعضها دفع الجميع الى الاختباء؟ الا تسلم معي بان العشوائية دفعت الجميع الى البعد عن الحياة؟ فالحي الذي كنت تقطن فيه لم يعد كذلك بسبب ازدحام البيوت والشوارع. الشرفة التي كنت تبحث عنها اختفت وحلت محلها شرفات تتقارب حتى انك لا تلمح منها الا اجساد منهكة ليس لها اي رغبة في التجمل او التزيين. وبعد ان كان هناك منزل واحد مقابل لمنزلك اص

طبق شوربة مخاصي

صورة
بعد ان ضرب الفقر العاصمة وانتشر اللصوص في كل مكان ولم يعد الامن موجود كما كان ، باتت المحلات التي تقدم الطعام خالية من الزبائن حتى ان اصحابها جلسوا امامها يحاولون جذب كل عابر سبيل اليها وينادون باعلى صوتهم ( اتفضل يا باشا ، اتفضل يا بيه ). وبرغم انخفاض اسعار الاكل في هذه المحلات ، لم يجد معظمها السبيل الى رفع نسبة المبيعات فاصبحت قاب قوسين او ادنى من الاغلاق. ولم يعد الا القليل من هذه المحلات التي لا زالت تجذب عدد لا بأس به من الناس لسبب انها كانت ذات سمعة طيبة بالاضافة الى انها كانت تقدم خدمات اخرى من ضمنها مكان لركن السيارات وتنظيفها. ومع مرور الايام اصبحت هذه المحلات ايضا تعاني مما يعاني منه الاخرين. فتفتق ذهن صاحب احدى المحلات ان يقدم اطباق لم تكن موجودة من قبل عله يجذب الزبائن التي تحب ان تجرب كل غريب. فاعلن لدى الصحف والمجلات انه يقدم مخاصي بشرية مشوية احيانا ومقلية احيانا وان اراد الزبون فيمكن سلقها وتقديمها في طبق الشوربة. ولكن سعر هذه الاطباق كان مرتفع جدا الى الدرجة التي جعلت سعر طبق شوربة المخاصي لشاب لم يبلغ العشرين  مليون جنيه. وتتراوح اسعار الشوربة حسب سن المتبرع ،