الاسلام المعلب


هل تعرف عمرك اليوم؟ بالطبع ستعرف فمن منا لايعرف عمره باليوم واحيانا بالساعة. اذا بحسبة بسيطة تستطيع ان تعرف عمرك بالايام بدلا من السنين. ولكن هل تعرف اليوم الذي بدات فيه الصلاة؟ قليل جدا قد يتذكر هذا اليوم بالرغم من انه يوم مؤثر. فكثير منا لايعلم من اين بدأ ولكن الذي ممكن تذكره هو ، ماذا كان الدافع وراء صلاتك؟ هل كانت الام التي تدفعك ام كان الاب الذي يحثك على الصلاة. فالكل متمسك بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن ضرب اطفالنا ودفعهم للصلاة بالعنوة عندما يبلغوا العاشرة . بعض الاباء يفعلون ذلك وبعضهم لايشغل بالهم كثيرا هذا الامر لانهم يتركون لابنائهم حرية الاختيار. ولكننا من قرارة انفسنا نفعل ذلك لاننا قد تعودنا عليها مع مرور الايام واصبحت مثل العادة مثلها تماما كمثل غسيل وجهك في الصباح الباكر. هذا الامر قد ياخذنا للتفكير عمليا عن معنى الصلاة اذا كانت مجرد عادة. او بمعنى ادق يقودنا هذا الحديث الى قضية الايمان.
السؤال الملح هو هل نحن نصلي لمجرد اننا متعودون على الصلاة ام نصليها لاننا مؤمنين بها ؟
للاجابة على هذا السؤال الصعب يجب ان نحلله الى مركبتيه. اي نناقش قضية التعود على الصلاة ثم بعد ذلك نناقش قضية الايمان.
فاذا تطرقنا الى الحديث عن قضية التعود فقط فيجب علينا ان نسال انفسنا هل التعود على الصلاة ينجي رقبتنا من النار يوم الحساب ؟ فاذا كانت الاجابة نعم فهذه كارثة لانها تهدم قضية الايمان من اساسه وبالتالي تهدم كل العقائد السماوية. واما اذا كانت الاجابة لا فهذه ايضا كارثة لان الجموع الغفيرة من المصلين لن تنال الا عقاب المفسدين. وبالتالي فلا داعي ابدا للصلاة طالما ادرك المرء انه يؤديها تعودا ولا يجب ابدا البدء فيها الا اذا كان مؤمنا بها وبمن فرضها!!!
يقودنا هذا الحديث الى التطرق الى قضية الايمان وهي وان بدت مسلم بها بيننا الا انها قضية عويصة على الادراك. لاننا لانؤمن بالله الا ايمان المتعودين ولكننا لم نؤمن بعد ايمان المؤمنين الذي اراده الله حقا لعباده.
فكيف لنا ان نفهم سلوك المسلمين الشاذ عندما يفعلون جميع المنكرات ومع ذلك لايتركون فرضا من الصلاة؟! فكم من مسلم مد يده للحرام وكم من لسان نطق بغير الحق؟ وكم من مسلم ترى في وجهه اثر الصلاة ولكنه لايدرك من ايمانه شيئا ولايعلم من الدين الا مايراه فيمن حوله ولايسمع من الخطب الا ماقد ينزل على اذنيه وهو ساهم في جنبات المساجد؟
اننا حقا لانعلم من امر ديننا شيئا اللهم الا اللمم او القشور لذلك لاندرك ابدا اننا نؤدي الصلاة لكي نقنع انفسنا باننا سوف نرتقي عند الله مرتبة وسوف ننال ثواب المحسنين. فكيف لك ان ترى الناس يدخلون المساجد ويذهبون الى الصلاة ثقالا ويخرجون منها سراعا؟!!1
الم ترى الخلق يخرجون افواجا من المساجد حتى يكاد المرء منهم يدوس على من خلفه لكي يرتدي نعليه ويجري الى حال سبيله؟!!
ان الامر ليس كذلك كما نفهمه ولكن الامر اننا نصلي لاننا نخاف من المجهول. نعم نخاف من المجهول ، هذا هو السبب الرئيسي لصلاتنا . نخاف بان يكون هناك اله سوف يحاسبنا. ونخاف ان ندخل النار لاننا تعودنا ان نسمع بان هناك نار. ونخاف من عذاب القبر لان الشيخ الكبير قال لنا بان هناك ثعبان سوف يلكزنا. اي اننا نلعب على المضمون مثل المقامر تماما الذي يرمي نرده وهو منتظر ان ياتيه بفوز عظيم دون الخسارة ولكنه لايستطيع ان يجزم بايهما سوف ينال . اننا نخاف ان ندخل القبر ولانعلم ماسنلاقيه .
القضية برمتها قضية ايمان.
فهذا الايمان المنقوص سببه اننا لانرى نتيجة صلاتنا في الدنيا فنحن نؤديها لغيب لايعلمه الا الله وبالتالي لكي نحافظ عليها يجب ان يكون لدينا العزيمة على تاديتها. هذه العزيمة لاتاتي الا لمؤمن حقا وهؤلاء قلة .فهم من اختارهم الله لجنته .اما الممثلون الباقون فسيدخلون النار بكل تاكيد مهما جمعوا من صلوات في الدنيا.
لذلك يجب ان يؤمن الانسان بان الله موجود حقا بعقله قبل ان يشرح له احدا السبيل الى هذا. وحتى العقل غير قادر على الوصول الى المعرفة الحقة. رحماك ربي من هذا العذاب.
فالكلمة اليوم الى الذين يؤدونها من اجل الواجب المفروض اقول لهم اعلم اين تجد ايمانك ولا تكن ممن يحملون في اجسادهم اسلاما معلب!!!!


فهل حقا نحن مؤمنون بان هناك اله ؟؟!!!!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية