رد على الشيخ وجدي غنيم


اراد الشيخ وجدي غنيم ان نرد عليه من القران ان كان مخطئا فيما ذهب اليه من تايده فتوى قتل المتظاهرين الذين ينوون النزول في يوم 24 اغسطس. ونحن من هذا المنبر الخاص نود الرد عليه بكل هدوء لكي نعلمه كيف يكون الرد.
بادئ ذي بدء فقد قال الشيخ في معرض كلامه انه يدعم فتوى الشيخ هاشم اسلام عضو لجنة الفتوى بالازهر على حل دم المسلمين الراغبين في النزول الى المظاهرات. وقد استقى الشيخ وجدي بعض المواقف التي حدثت في موقعة صفين وخروج بعض المسلمين على علي بن ابي طالب وقتالهم اياهم بدعوى انهم خوارج في موقعة النهروان. ولعل الشيخ قد وقع كما غيره في ضلال الغي والبغي متخذين الدين الاسلامي غرضا لقتل المسلمين. مع ان الله قد حرم قتال الناس الا بالحق. او بمعنى من ارتكب معصية وتم اثباتها عليه اما خلاف ذلك فلا يجوز عقاب المسلم ابدا وحسابه على الله.حتى ان الله لم يوضح حساب المسلم الذي يترك الصلاة او الصيام او الحج وتركهم لحسابهم في الاخرة. واتخذ الشيخ احاديث ظنية من كتب الاحاديث لكي يبرر قتل المسلمين وفعل كما فعل الاولون عندما خطوا كتبا بايديهم وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم. واستشهد الشيخ بالاية الموجودة في سورة الحجرات "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)"
وهذه الاية تخاطب المؤمنين المتخالفين في ميدان القتال ، ولم ينتبه الشيخ ان المتظاهرين لايريدون القتال وانما التعبير عن رايهم . فهم مسالمون ولايريدون تخريبا او تدميرا حتى يتم حربهم. ويبدو ان الشيخ اخذته العزة بالاثم فضل سواء السبيل. مع ان الله امر المسلمين على التراحم والتوادد وان يتشاوروا بعضهم وليس قتال بعضهم. فان كان المتظاهرين يختلفون مع نظام الحكم فيجب على النظام ان يسمع لهم و ان يلبي مطالبهم.
والسبب الرئيسي في سبب هذا الشقاق هو علماء الدين والشيوخ الذي حازوا علم الدين والقران ونفروا الخلق منه حتى انك تجد الكثير من الناس تخاف ان تتحدث وتناقش ايات القران بدعوى انهم غير عالمين. مع ان الله قد انزل القران بلسان عربي مبين ليعلمه كل انسان على حده. ولم يخصصه لافراد معينين حتى نستقي منهم مفرداته.
وقد قال الله في محكم اياته في سورة البقرة " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)"
وهذه الاية تدل على ان هناك اقواما تتخذ العباد انداد ، بمعنى انه يستقي علمه منه ولا يرجع الى كتاب الله حتى يتبين الحق من الباطل. فان كان لزاما على الناس ان تتخذ علما فمن الله مباشرة .لان الله لم ينزل الدين والرسل الا ليعلموا الناس ان هناك اله واحدا لايعبدوا الا غيره. ولم ينزل الدين لصفوة من البشر لكي يحوطوه بهالة من التقديس ويبعدوا عنه بقية الخلق. فالدين ليس به كهنوت او شيوخ او علماء. لانه لو كان كذلك فهذا معناه ان القران نزل صعبا على ان نفهمه ونعقله وبالتالي تقوم الحجة على الله يوم القيامة باننا لم نفهم القران وعندها لا يكون حسابا. " الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف"
وهناك ايات كثيرة تقول صراحة ان القران سهل ويسير ونزل بلسان عربي مبين وعلى كل انسان ان يقراه ويفهمه لوحده لان الانسان سوف يحاسب لوحده ولن يجد له من دون الله ولي ولا نصير. فان اتخذت الشيخ الفولاني او العلاني فلن يجدي لك نفعا امام الله يوم القيامة. " وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الاسراء.
لذلك فعلينا جميعا ان نقرا القران وان نتخذه سبيلا وحده ولا نتخذ الكتب الموضوعة التي تدعى بالاحاديث لانها مليئة باخطاء جمة وكلها ليس لها سند عند الله ولم ينزل الله بها من سلطان. واذا علمنا ان كتاب مثل البخاري قد وضع في القرن الثالث الهجري يعني بعد موت الرسول بحوالي 200 عام فهذا معناه اننا على ضلال. لاننا فعلنا كما فعلت الامم السابقة وضعت كتبا ليست من عند الله وامن بها الناس وضلوا بها.
فلا مشاحة ان نجد تناقضا في جميع الاحكام التي يصدرها الشيوخ مع صريح القران. لانهم ظنوا ان الرسول قالها. وحتى لو الرسول قالها فلا يمكن ان نتخذها سبيلا لان الله حرم ان نتخذ غير كلامه حكما. وفعلنا كما فعل اهل الكتاب تماما عندما ظنوا بقدسية الرسل. " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) المائدة.
ومحمد(ص) لم يقل ابدا اكتبوا كلامي او اتخذوني الها ولم يامر ابدا بكتابة كلامه وهاكم حديث في صحيح مسلم ، - حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ قَالَ هَمَّامٌ أَحْسِبُهُ قَالَ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ.
والرسول بنص الايات لم يكن الا بشر يوحى اليه القران فقط ويبلغه بامر الله ولم يزد عليه او ينقص منه شئ ،" قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام.
قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الاعراف.
فالرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم الغيب ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف جاءت كل الاحاديث التي تقول بانه يعلم الغيب وبانه سياتي زمان على المسلمين فيه كذا وكذا. افيقوا ايها الناس ولا تتبعوا الشيوخ التي ستهوي بكم الى اسفل سافلين.
فكل الاحاديث الموضوعة هي ظنية بحتة مهما بلغت قوة تواترها. وتقرا فقط كعبرة او تاريخ ولا ترتقي ابدا لحكم الله ولا يمكن الاعتداد بها. فالله واحد لاشريك له وان اتخذنا كلام الرسول كحكم لنا فهذا سيكون شرك بالله لان الرسول ليس له دخل بحكم الله ولا يشرع ولا يسن قوانين من عنده. وما امر الوحي الا القران الذي بلغه.
ونكتفي بهذا الرد ايها الشيخ عل الله يهديك سواء السبيل وتعلم ما فعلت انت وامثالك في امة الاسلام من الفرقة والتناحر. وللحديث بقية لانه كبير جدا...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية