شعب متدين بطبعه


في احدى الاحصائيات التي يتم نشرها دوريا على الانترنت عن عدد من يشاهدون المواقع الجنسية ، وجد ان مصر تحتل مركز متقدم في هذه الاحصائية ..
وطبعا لم تسلم هذه النتيجة المزرية من التعليقات الساخرة من مثل ، شعب متدين بطبعه وخلافه . الا ان الناظر المدقق  يجب ان يجد مدلول قوي لمشكلة مدفونة تحت هذه النتيجة ، الا وهي المشكلة الجنسية التي يعاني منها اغلب المصريين . فيحاولون تخطيها بالبحث عن مصادر المتعة والتي لا يجدوها حتما لدى زوجاتهم ، على اعتبار ان اغلب من يشاهدون هذه المواقع من الجنس الخشن ..!!
اذا نظرنا الى حجم القضايا الموجودة لدى محكمة الاسرة واغلب قضايا الطلاق نجد ان المشكلة الجنسية كامنة بين جنبات معظم الحالات. لذلك فلا يجب ان نتعجب اذا كانت المواقع الجنسية هي المتنفث لدى اغلب الرجال للبحث عن المتعة حتى ولو كانت مشاهدة فيلم او صورة تغنيهم عن الواقع الاليم الذي يعيشونه.
بالطبع هناك حالات يكون العكس هو الصحيح . بمعنى ان النساء هي من تعاني وليس الرجال نتيجة قصور لدى الرجل او ضعف لديه . الا ان بالبحث والتقصي عند دكاترة النساء ، وجد ان هذه المشكلة ظاهرة بعمق . فاغلب الحالات يشتكي الزوج من وجود نفور او عدم رغبة لدى الزوجة ويأتون للدكتور للبحث عن حل او علاج. وهذا يعطي حيثية للنتيجة ويعطيها قيمة ومعنى ..
عند التعمق اكثر فاكثر نجد ان حالات كثيرة من النساء يكون سبب النفور هو عملية الختان التي لازال المجتمع لم يقضي عليها كلية والتي لازالت تمارس في محافظات كثيرة في مصر وبالاخص في الارياف والكفور والنجوع . ولن نخوض في مآسي هذه العملية وتبعاتها لانها معروفة جيدا لدى العارفين بالامر. الا ان هناك حالات لم يطالها مشرط حلاق الصحة ولكنها تعاني ايضا من العملية الجنسية .
هذه الحالة تعاني الالم عند الممارسة بالرغم من انها سليمة عضويا وجسمانيا ، الا ان المها نابع اساسا من تربيتها !! نعم تربيتها ، فهي حالة اقرب ما تكون من الهيستريا . فهي تربت على يد امها التي نصحتها بان هذه المنطقة محرمة ولا يجب ان تشير اليها او تقترب منها او تعبث بها ولا تتكلم ابدا في اي موضوع يخص هذه المنطقة . فنشأت الطفلة تعاني الرعب من هذه العملية وليس لديها ادنى رغبة لممارستها . فاذا تزوجت هذه الفتاة ، يعاني الزوج الامرين عند كل محاولة للمعاشرة وتتحول الحياة بينهما الى جحيم ينتهي الزواج في اغلب الحالات الى الطلاق.
لذلك فالصورة التي تنقلها هذه الاحصائيات لا يجب ابدا ان نستهين بها او نقلل من شأنها لانها دليل حي على عمق معاناة المجتمع وعلى وجود مشكلات كثيرة يجب حلها. يجب ان نرفع الوعي لدى الجميع باهمية العلاقة الجنسية وان نعلم المجتمع كيف يمارس حياته الطبيعية بدون معلم خارجي نستعين به من هذه المواقع. هذه الاحصائيات ليست عبث نهزأ به او نسخر منه ، انما هي المرآة التي تعطينا الصورة الصحيحة عن حقيقتنا.
والدين ليس له دخل الا بما يحلل او يحرم ، انما خارج ذلك فهو مطروح للنقاش والمعرفة . لذلك انصح بالبدء في عمل برامج للتوعية الجنسية اذا اردنا ان نحتل مركز متأخر في هذه الاحصائيات بدل ان ندفن رؤوسنا في الرمال كما نفعل دائما.
حتى لانجد اننا اصبحنا شعب كافر بطبعه وليس متدين بطبعه ..!!



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية