المشاركات

شذرات

كنا صديقين متلازمين نقطن بنفس الشارع. تكاد منازلنا تتلامس من فرط اقترابها وتدنو شرفاتنا لتسلم على بعضها. نتقاسم الحياة في حلوها ومرها والشمس في نورها وظلها. الليل يقترب حاملا قمره النص له والنصف الاخر لي. كدنا نتبادل اسامينا والحب والكره ايضا لبعضنا. ولكن كان هناك فرق بسيط بيننا الا وهو انني كنت من الذين يتاملون الدهر ونوائبه اما هو فكان ياخذه على علاته بدون تفكير او ترو حتى كاد التفكير يكبل خطواتي ويشل حركاتي وعقلي يدفعني الى احتساب لحظاتي وهفواتي. اما هو لاينظر امامه وانما الحياة هكذا وقد خلقنا وسوف نعود ايضا هكذا بدون النظر في الامور وعلل المأثور. فافترق بنا الحال الى وجهين . اما انا فقد غمضت علي العلل وزاد التفكير في كل شئ حتى اقتربت الى النظر في الفروض والواجبات التي جبلنا عليها والشك في كل امر لايكون معه الدليل. وهو زادت واجباته وفروضه وحتى غفواته وعيوبه. اصبح لايجيد التفكير ولاينظر في الامور وانما اخذها هكذا. فزاد ظاهر الفرقة بيننا واحتد النزاع الى ان وصل باتهامي بانني اتهاون عن الفروض والواجبات واتنازل عن كل امر بات. فاردت هاهنا ان اوضح له ما هو آت: صديقي الا تعلم بان الانسان

صرخة مكتومة تهز ارجاء النفس

يقترب الشاب من باب مسكن حبيبته التي تقطن فيه.هو يعلم انها بمفردها الان لان والدتها لم تاتي بعد من العمل. يشتعل نارا كلما اقترب ويزداد صوت ضربات قلبه قوة وارتفاع. يسير ببطئ حتى لايسمع احد من الجيران صوت وقع اقدامه. يقترب اكثر فاكثر الى ان يقف امام الباب مباشرة. يكاد صدره يحترق نارا من قوة لهاثه واضطرابه. ترتعش يداه وهو يرفعها لكي يطرق جرس الباب. يتصبب عرقا مع ان الوقت شتاء قارصا. تاخذه قليلا من الشجاعة ثم يطرق الجرس مرة واحدة وينتظر الرد من الداخل. لايستطيع الانتظار فقد كان جسمه كله يرتعش. ياتي صوتها جميلا ناعما وتقول من بالخارج. لايكاد يصدق ان بينهما هذا الباب فقط .لايستطيع ان يقول لها انه حبيبها ويجب ان تفتح الباب. استجمع قواه وكلمها وعرفها بنفسه ففتحت له الباب مشدوهة تاخذها الدهشة ولاتعرف ماذا تقول. سالته ماذا يريد فقال لها انه يريد ان يقابل والدتها. وقبل ان يتلقى الرد دفعها بقوة الى الداخل واغلق الباب. استهجنت فعلته هذه وبدات في عتابه ونهره وحثه على الرحيل ولكنه لم ينصت اليها . فقد عقد العزم على فعلته . يجب ان يتمها الان قبل ان تاتي امها وقبل ان تفسد خطته. قرر ان يطفئ ناره الموقدة و

حوار مع زميلي المنافق

دار بيننا الحديث وأنا أقود سيارتي على نحو مفاجئ وقد إتخذ منحى غريب من العنف والشدة. فلم أكن أتوقع أن هناك عقولا مغلقة تحوي أفكارا ومعتقدات لايمكن زحزحتها أو حتى الاقتراب منها .وإنني على ما أعتقد قد ناقشت بعضا من هذه الافكار والمعتقدات في تدوينة سابقة ولعلها تدوينة وثنية التفكير. ولكنني اكتشفت اليوم أن المشكلة لاتكمن في المعتقد بحد ذاته بقدر ما تكمن في الشخص نفسه الذي يحوي هذا المعتقد. فان عقولا قد تحجرت ولايمكن أن ينالها بعضا من الرطوبة والليونة بسبب عدم تبصرها وجفاف منابع الفكر لديها. إننا نمر أحيانا ببعض الافكار التي تترسب بداخلنا ونكاد نسلم بها تسليما أعمي بدون إعمال العقل ودون الوقوف على أسبابها ولعل الجانب الديني من أهم التسليمات التي نتخذها بدون الاقتراب منها أو حتى التفكير في أسبابها . وذلك بسبب خوفنا المطلق من ان نقتنع بفكرة أو رأي قد يخالف ما آلفناه. ولا أقول بأنني سأحرم حلالا او أحلل حراما ولكني أحاول الاقتراب من هذه الصفة الغريبة في البشر الذين لا يكلون يدافعون عن أفكارهم التي إتخذوها أصناما لايمكن تحطيمها. إن الانسان عند تعمقه في الحياة وإستجلائه لمكنونات الكون والوجود يكتش

جواز مرور

انا عندي جواز مرور لونه حلو ويخضور مكتوب فيه كلام اسمي وسني على سطور عملته بستين جنيه من جوه بولاق الدكرور قررت باني حاسافر واشوف الدنيا يامسرور لميت الشنطة والمخلة وعذابي وهمي المحفور عديت من اول بوابة وسالني واحد دبور على فين رايح ياخفيف انا قلت بلاد النور ودخلت اخدت الكرسي طيارة تلف تدور سعتين وتلاتة تعدي بركاتك عم عاشور ودخلت لاول صالة وورايا صف طابور وقفت ركبت التاكسي شباك زي المسحور والحال بقى غير الحال نسوان زي البنور ووشوش كده واقفة بتضحك وحياة ماتلاقي فتور حبيت الاخت بياتريس برفان كده عم ديور ودخلت لمصنع جرجس حبيت اعمل شطور وسالته عن اتعابي الساعة بخمسة وفور ازاي ده الكل بياخد اشمعنى المصري يغور ورضيت بالحال وبلعته ومرارة تعدي في زور وسالت الواد متولي قالي غير باسبور اعملك واد بلجيكي او حتى الواد جريجور دي حكاوي

زوجتي العزيزة......شكرا

أسررت لك اليوم بمكنونات قلبي وعما يجيش في خاطري ويهز كياني ويؤرق أحلامي ويقض مضجعي ولايتركني الا جثة هامدة تحاول إيجاد روح جديدة تلتبسها. تحاول النهوض من جديد في دنيا الوهم والظنون. قلت لك سري الأعظم أو هكذا أحسبه بأني أريد الزواج بأخرى! فوجدتك وقد أعلنت الحرب ضدي وبدون رحمة أو هوادة. وتسلحت بالسيوف والرماح وطعنتيني حتى أثخنت الجراح قلبي ولكنك لاتشعرين بمدى ضعفي وعدم قدرتي على تحمل ضربة واحدة من ضرباتك. وقلتي لي بانك سوف تتركيني ان حاولت فعل ما أقوله وبانك لاترضين أبدا بأن تكوني زوجة أولى. ورميتيني بالظلم وبكل أنواع الجحود والنكران للجميل. ولكن حان دوري بالدفاع ورد الهجوم. الا تعلمي يازوجتي الحبيبة أن المرأة لم تخلق الا للمتعة حتى وإن ساقت جميع النسوة غير ذلك ؟ الا تعلمين بان إمراة واحدة لاتكفي وبأن الله حلل لنا الزواج بأكثر من واحدة ؟ الا تعلمين بان الله سوف يحاسبك ان طلبتي الانفصال في حالة زواجي باخرى؟ الا تكونين مشتركة في ذنب قد اقترفه ان انت رفضتي زواجي فتجعليني أحيل نظري الى الحرام؟ الا أورد اليك الاسباب حتى تقتنعين بان قلبي يستطيع أن يعيش فيه إثنتين وأن جسدي يمكن ان يشتاق لاربعة

تمخض الايمان فولد كفرا

كعادتي كل يوم جمعة اذهب الى الصلاة وانا مهيأ نفسيا لصدمة جديدة من صدمات خطبة الجمعة التي تذاع من على المنبر. أذهب قبل الاذان في بعض الاحيان وبعده في أحايين أخرى. ينتابني شعور بانه لايهم كثيرا ان فاتني جزء من الخطبة لانها لن تقدم أو تؤخر. فكل ما يقولوه هو نسخة مكررة من الخطبة الفائتة مع اضافة بعض الكلمات القليلة هنا او هناك لزوم التحبيشة. قلما أنصت الى مايقولون حتى لايرتفع ضغط دمي واصاب بامراض عسى الله ان يرحمنا منها. ولكنها ارادة الله قدر لي ان انصت الى الخطبة اليوم ولا اعرف لماذا. ادركت حينها انني لن اقوم منها الا وانا محملا بهموم الدنيا وما فيها من متاعب. تنحنح الخطيب كعادته وبدأ في توسيع حنجرته لكي يخرج مافي حلقومه وخيشومه. أطرقت رأسي اليه لأعرف ماذا سيقول. الموضوع كان موضوع الساعة وهو نصرة اخواننا في غزة وطبعا مع بعض الزعيق والنعيق- الشئ لزوم الشئ- لكي يفتح مداركنا ويستفتح مغاليق عقولنا وكأننا لانعلم من الامر شيئا. وللخطبة كما تعلمون لها بداية وموضوع ونهاية. لم انصت للبداية كثيرا لانني اريد ان اعلم ماسيقوله في نهايتها فهذا هو مايهمني ويهم كافة المسلمين. تماما كما تقرأ رواية وتأتي ع

وثنية التفكير

حاولت مرارا وتكرارا ان امنع نفسي من الكتابة في هذا الموضوع حتى لا يساء فهم ما سأقوله وحتى لااقول كلاما قد يدفع البعض للاعتقاد الخاطئ في بعض الامور. واولا وقبل ان اخوض في الموضوع ادعو كل من لم يلم بقدر من التفكير المنطقي والاستدلال ان يقف ولا يقرأ هذا الكلام لانه قد يصعب عليه فهمه ويستنتج اشياء لم اقصد قولها. والله الموفق. من البداية احب ان اشرح قولة وثنية وهي عنوان الرسالة . والمقصود من الوثنية هنا هو التسليم المطلق بفكرة او مبدأ والتمسك به وعدم زحزحة هذه الفكرة من العقل برغم تغير الظروف والازمان والاسس التي قامت عليها هذه الفكرة تماما مثل الاعتقاد الخاطئ بالالهه قديما والتصديق المطلق لها لدرجة عبوديتها. فنحن احيانا قد نكون مقتنعين بفكرة خاطئة ونسلم لها انفسنا تسليما اعمى. او نكون منساقين لرأي بدون النظر فيه ومحاولة تنقيته او تنقيحه من ترسبات الزمان والاراء. لذلك احببت توضيح معنى الوثنية هنا حتى لا ادان بما ليس في او احاسب بما لم اقصده. والذي دفعني دفعا لكتابة الرساله هذه هو بعض الافكار- واكرر بعض الافكار وليس المعتقدات- التي تأتي احيانا من هنا او من هناك وتحمل بعض الافكار الموروثة الت