حقيقة بناء الاهرامات(قصة من وحي الخيال)


كان ياما كان في قديم الزمان امة عظيمة حاطت بكل اسباب العلم والتقدم ونالت من كل المعارف والعلوم ما لم تناله امه قبلها او بعدها. هذه الأمة لم يكن لديها ملة او دين ولم تكن تعترف بإله او نبي فقد جعلها العلم تطغى حتى ظنت بانها قادرة على فعل كل شي بالعلم الذي بين يديها. كانوا لاينفكون عن بناء اي شئ يتصورونه او صنع اي شئ يتخيلونه حتى كادوا ملامسة عنان السماء.
في هذه الاثناء خرج من بين ظهرانيهم ثلاثة شبان يدعونهم الى عبادة الواحد القهار ويخبرونهم بان الساعة أتية لاريب فيها. في بادئ الامر لم يعيروهم القوم اي إنتباه وتركوهم وحالهم دون حتى الالتفات الى ما يقولون. لم يقنط الشباب ولم يرضخوا للامر الواقع وظلوا على دعوتهم وتمسكهم بامر الله. عندها ادرك القوم فتنتهم على الناس فاصدر الملك دعوته بالقبض عليهم واحضارهم اليه. فطفق القوم يبحثون عنهم في كل مكان ولم يتركوا شِقُ ولا خان الى ان وجدوهم فقيدوهم وساروا بهم الى الملك.
عندما وقفوا امام الملك لم يهابوا الموقف وظلوا يدافعون عما يقولون ويشرحون والقوم يجادلون حتى ضاق بهم الملك ذرعا وامرهم بان يختاروا بين امرين إما ترك ماهم عليه او الخروج والنفي من بين يديه واعطاهم مهلة ثلاثة ايام لكي يقرروا ما هم فاعلون.
مرت الثلاثة ايام بالتمام والكمال وانتظر الناس خروجهم بما هو كائن ولكنهم لم ياتوا في الميعاد المقرر فظن الناس بان شيئا قد اصابهم او لعله امر قد منعهم. بدا الناس في البحث عنهم ولكن لم يجدوهم. مرت ايام وايام وشهور وشهور وسنين وسنين وانتهى امرهم الى النسيان.
وفي احد ايام الصيف الحارة والناس تتصبب عرقا داخل سوق الفاكهة أقبل شاب في مقتبل الثلاثين من بائع الفاكهة لكي يشتري منه كمية من التفاح والموز فقال له البائع بكم تريد؟ اخرج االشاب ورقة نقدية بقيمة عشرة فلوس واعطاها للبائع. نظر البائع الى الورقة وقلبها بين كفيه ثم نظر الى الشاب بتمعن وسأله من اين اتى بهذه الورقة النقدية؟ فسأله الشاب ولم السؤال؟ فقال له البائع ان هذه الورقة قد الغيت منذ ثلاثمائة سنة تقريبا.فسأله الشاب وكيف عرفت ذلك؟ فقال له البائع ان عمره الان اربعمائة سنة وكان لديه من هذه النقود كثيرا والعملة المتداولة الان غير هذه العملة تماما فارتبك الشاب واخذ الورقة من البائع وهرب مسرعا. عندها فطن البائع لامر هذا الشاب فقد كان شكله مالوفا لديه وحاله لايخفى عليه. فتذكر في الحال انه كان احدى ثلاثة اختفوا من قديم الزمان. فصرخ وهاج وماج واخبر القوم بقدوم هذا الشاب وحثهم على الامساك به.
جرى القوم خلفه حتى لحقوا به عند سفح منطقة صحراوية عالية وعندما اقتربوا من المكان وجدوا كهف اشبه بمغارة ولكنها عميقة جدا. فهم القوم بالنزول الى داخل الكهف ليطلعوا عما يدور بداخله وليعلموا قصة هذا الشاب. عندما وصلوا الى الكهف وجدوا الثلاثة فتية الذين اختفوا اول الزمان ووجدوا ايضا كلبهم راقد ممددا ذراعيه. كانت هيئتهم كاملة ولم يتغير شكلهم على الاطلاق ولم يصبهم العجز طيلة هذه السنوات ولكنهم عندما وصلوا اليهم وجدوهم ميتين هم وكلبهم. فادرك القوم انهم كانوا من المرسلين وان الحق معهم الى يوم الدين. فآمن من آمن وكفر من كفر.
انذاك تدافع القوم وقال بعضهم نبني عليهم بنيانا كبيرا تخليدا لذكراهم . اما الاخرون فقالوا نبني عليهم ناووسا نتبرك به.
فبنى القوم عليهم ثلاثة اهرامات يحرسها كلب كبير ممددا ذراعيه –ابو الهول- تيمنا بهم وبذكراهم.
وبعد وضعهم لاخر قطعة حجر في البناء اصابهم الطاعون فماتوا عن بكرة ابيهم ولم يبقى منهم احدا لكي يحكي ماحدث لهم.
تمر السنين والاحقاب الى ان ياتي قوم تسموا باسم ملكهم فرعون ويسكنوا الارض الخربة. ويعمروا المكان ولكنهم لم يتمكنوا من معرفة من بنى كل هذه الصروح العظيمة. فاحتال القوم ورسموا ولطخوا البيوت والجدران واستولوا على كل خبر كان. ونسبوا لانفسهم حضارة غيرهم لانهم لم يكونوا الا قوم دجل وشعوذة ثم اتخذوا من صروح القوم قبورا لهم ولاجدادهم ونصبوا أنفسهم ملوكا لكل شئ حولهم.

تمت
سأترك باقي القصة لخيالك يضيف اليها مايشاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية