Pay less syndrome


كثير منا سافر خارج البلاد اما لنزهة او لعمل او كليهما . وبالتاكيد انتابتنا هذه النشوة التي تاتي عندما نمر امام الفتارين المضيئة لمنتجات رائعة الجودة والجمال ، تجعلنا نتحسس جيوبنا ونرصد ما لدينا لكي نشتري كل ما تقع ايدينا عليه . رغبة الشراء هذه تتفاوت من مكان لاخر وتتوقف على عوامل كثيرة الا ان اكثر عامل شد انتباهي هي ظاهرة يكاد لا يلحظها احد او يتوقف عندها احد ، وهي متلازمة الشراء التقليلي ...
في احصائية محدودة تم طرحها على احدى وسائل التواصل الاجتماعي ولمدة يومين فقط ، بالاضافة لبعض الاصدقاء والاقارب المحيطين ، اكاد اجزم انهم جميعا يمارسون هذه المتلازمة اللاشعورية عند الشراء والتي ان تم تقييم نتائجها على مستوى اعمق قد تؤدي الى فهم جيد لكيفية ادارة الاسواق الاستهلاكية ، وكيف يتم عرض الاسعار على السلع وباي طريقة وذلك لكي تتم دورة راس المال داخل السوق بصورة سريعة والتي تؤدي في النهاية الى انتعاش الاقتصاد الداخلي والارتقاء بمستويات السوق الى رتب اعلى مما هي عليه . وقد تجيب في النهاية او تحدد ، ما الافضل للاسراع من دورة راس المال ، خفض قيمة العملة ام رفعها ؟ ..
معطيات الاحصائية : معك 1000 دولار و15  الف جنيه
هذه الاحصائية كانت تناقش التردد الذي ينتاب الجميع عندما نكون في موقف شراء ( قميص مثلا ) موضوع عليه سعر ( 278 جنيه مثلا ) داخل مصر ولا يتناب نفس التردد احد عندما نجد نفس القميص موضوع عليه 20 دولار في احدى الدول الاجنبية .
بمعنى انك اذا كنت واقف امام احدى الفاترينات في امريكا مثلا ووجدت قميص ثمنه 20 دولار وانت معك الف دولار لن تتردد كثيرا في شراءه لانك ببساطة ادركت هيافة المبلغ بالنسبة للالف دولار التي معك . اما اذا كنت واقف نفس الموقف امام فاترينة في محل داخل مصر ووجدت نفس القميص ولكن موضوع عليه مبلغ قدره 278 جنيه فانك ستردد كثيرا في شراءه بالرغم ان لديك 15 الف جنيه وهي تقريبا اقل نسبيا من الالف دولار وذلك لعدم قدرة عقلك على حساب النسبة المئوية بين سعر القميص وما لديك .
هذا التردد او ما اطلق عليه متلازمة التقليلي ، بمعنى ان العقل غير قادر على حسم امر حساب النسب الكبرى بصورة سريعة تجعله ياخذ موقف دفاعي ارجاعي والذي يجعلك في النهاية غير راغب في الشراء.
بصورة ادق ، ان عملية الشراء في حد ذاتها هي عملية رغبة عقلية تتوقف على التصور العقلي من منظور حسابي . هذه العملية اما ان يستسيغها العقل ان كانت بسيطة حسابيا او ان يرفضها العقل لو اصبح غير قادر على حل طلاسمها حتى لو ان الاثنين بنفس السعر تقريبا . فالعقل ياخذ الاسهل ويترك الاصعب .
والعقل ايضا يستريح للارقام الصحيحة والتي ليس بها كسور . بمعنى ان 100 افضل من 120 ، او 170 افضل من 178 .
على ذلك اذا اردنا انعاش السوق فما علينا الا تقليل اسعار المنتجات وليس رفع سعرها . اي رفع قيمة العملة وليس خفضها . ولكي يتم ذلك لا يجب ابدا تعويم العملة لكي نحقق شروط اقتصادية صعبة لما لها تاثير ليس فقط على اسعار السلع ، انما ايضا ستجعل عقول الناس تدور بالعكس وهي هنا عدم الشراء فيحدث كساد فوق كساد . ولتحقيق هذا المطلب يجب ان تثبت الاسعار عند قيم معينة ويتم رفع قيمة العملة عن طريق تخفيض المرتبات وليس زيادة المرتبات .
ففي كل الحالات ستكون هناك معاناة في عمليات تصحيح المسار الاقتصادي ، انما لكي تدور عجلة الاقتصاد الداخلي يجب الانتباه لهذه النقطة جيدا لان بدون شراء لن يتعافى الاقتصاد ابدا ...

هذه الدراسة لازالت خاضعة للبحث وينقصها الكثير من التجارب وهي اولية فقط ...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية