المشاركات

ثلاث سنوات من المراقبة

صورة
لم اجد انسان لايمتلك قدرا من الفضول للمعرفة والبحث عن الحقائق لاشباع رغبته في العلم وهذا هو مانسميه التعلم الذاتي الذي يجعل الانسان يرتقي بمستوى فكره ومعرفته وهو ايضا الدافع القوي والمحرك لتقدم الانسان في شتى المجالات. وبالطبع لايتساوى هذا الفضول عند الناس جميعا فكل منا له قدره وشأنه. لذلك قد تجد من لايتوقف شغفه وسؤاله للمعرفة ابدا وقد تجد ايضا من لايهتم اطلاقا باي شئ . ولانني من اصحاب الفضول الجارف للمعرفة فقد مررت بتجربة مع جهاز الكمبيوتر لدي وكان بطل هذه التجربة هو احد برامج الهاك على الايميل- هكذا يطلقون عليها- فقد عشت فترة اقرا واتدرب على كيفية الولوج لاي ايميل اريده وقرات عن بعض البرامج التي تمكنك من تحقيق ذلك وعشت اياما وشهورا الى ان اكتشفت في النهاية انها جميعا غير ناجحة تماما بسبب ان برامج المكافحة تكشفها جميعا وطريقة ارسالها لمن تريد ان تقرا ايميله صعبة. فلم اجد في النهاية غير طريقة واحدة سهلة ولكنها غير مضمونة فقلت في نفسي ولم لا اجربها. وفعلا جربتها مع صديقة قديمة واعتمدت ان لايكون لديها برنامج مكافحة قوي يمكن ان يكشف الخدعة .وفعلا تم المراد واستطعت ان احصل على كلمة ال

قصة مدينتين

كان ياما كان ياسعد يا اكرام مايحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام. كان هناك مدينيتين كبيرتين يفصل بينهما طريق عريض . احدى هاتين المدينتين اسمها السعد .كانت هذه المدينة محاطة بسور عالي وبوابة ضخمة حديدية لايدخلها ولايخرج منها الا سكانها وكانت هذه المدينة للاغنياء فقط وكانت هذه المدينة تحمي كل من يدخل اليها بدون النظر الى افعاله او حتى البحث عن مصادر دخله.. اما المدينة الاخرى فكانت اسمها الوعد ولم تكن لهذه المدينة اي اسوار او ابواب وكانت هذه المدينة تعج بالفقراء. كان سكان مدينة الوعد يشخصون ابصارهم دائما ناحية مدينة السعد ممنيين انفسهم بالعيش السعيد والعمر المديد لايكلون البحث عن مهرب من مدينتهم واللجوء الى مدينة السعد ولكن كان من شروط العيش داخل مدينة السعد ان يكون طالب اللجوء اليها من اصحاب الحظوة والغنى ولا تقل ثروة الساعي عن مليون جنيه وان يكون من اصحاب المشاريع التي تدر دخلا كبيرا. ولكن كيف لاصحاب الفاقة ان يكون معهم مليون جنيه ومشاريع؟ هنالك وقف سمير داخل حجرته الصغيرة مفكرا في الطريقة التي يجني بها هذه الاموال لكي ينتقل الى مدينة السعد وفي نفس الوقت كان خالد وهو جار

الاستسلام المميت

المشهد الاول: وقفت بالقرب من النافذة ارقب المارة والسيارات وأمد بصري على مستوى الافق كي اشاهد النوافذ المفتوحة هنا وهناك وأتامل منظر السماء وهي تغير لونها لحظة نزولها من على الافق كي تعلن ميلاد الغروب . هذا المشهد يتكرر شبه يوميا معي وانا بالقرب من نافذة غرفتي ادخن سيجارتي مع كوب من الشاي الساخن ارشف رشفة واخذ نفسا. الى ان لفت نظري هذا اليوم وانا اجد رجلا في المنزل المقابل لمنزلنا يصفع ابنه الصغير قلما على وجهه والولد يصرخ من شدة الالم وبرغم بعد المسافة بيني وبينهم الا انني سمعت انين هذا الولد الصغير. كنت على علم بافراد هذه الاسرة وعلى دراية باسمائهم بحكم انهم يقطنون بنفس الحي الذي اقطن فيه. وكان اسم هذا الولد الصغير اسامة واسم الاب عادل مع ان هذا الاسم لايمت الى الحقيقة بصلة . ظللت واقفا ولم انتبه الى فراغ كوب الشاي بيدي او حتى انتهاء سيجارتي فاشعلت واحدة اخرى بدون وعي مني وامرت الخادمة لدينا بان تصنع لي فنجانا من القهوة فقد آلمني هذا المشهد واردت ان اعرف الى ماذا سينتهي. وجدت الاب وقد نزل الى الجامع لكي يصلي المغرب وظل اسامة داخل غرفته حزينا ووجهه متورما من شدة الصفعة. كانت امه تحنو

قصة الحرب الاخيرة

اخذ منه التعب والاجهاد كل ماخذ لدرجة انه لم يرى القوم النائمين تحت ارجله وهو يحاول الوصول الى مقدمة القارب فداس على بعضهم وهو يشق طريقه .فانتفض القوم ثائرين عليه ولكنه لم ينطق او يتفوه باي كلمة فقد كان جل همه الرقود ولو لسويعات قليلة . وصل الى مرقده فانكفا عليه كما ينكفئ الطير على رقاده.نام يوما كاملا ولم يشعر بدنو القارب من الشاطئ الا عندما رفسه احدهم رفسة القتيل الذي تخرج منه روحه لتوها. فقام مفزوعا من نومه وبدت عيناه حمراء تملؤها خطوط وتعاريج كمثل خريطة لنجوم السماء لم يفق بعد من فزعه ولم يكن يدري ماذا بعد الا عندما قال له عامل القارب بالقفز في الماء والوصول الى الشاطئ سباحة. عندها فقط بدأ يسترد وعيه ويستجمع شتات عقله .فلم يكد يهم بالقفز حتى وجد نفسه بالماء من كثرة تدافع القوم . ظل القوم بالماء يتلاطمهم الموج من كل جانب وهم يتصارعون معه تصارع الثيران الذكور مع بعضها وهي تحاول الفوز بانثى في معركة الجنس والتناسل. ما كاد يصل الى الشاطئ حتى رمى بجسده على رماله ممددا يداه حتى ليخيل للناظر من فوق الجبل انه صليب يسوع. مر الوقت سريعا وهو هكذا ممددا الى ان فاق من غفوته فقام ونظر خلفه فلم

شذرات

كنا صديقين متلازمين نقطن بنفس الشارع. تكاد منازلنا تتلامس من فرط اقترابها وتدنو شرفاتنا لتسلم على بعضها. نتقاسم الحياة في حلوها ومرها والشمس في نورها وظلها. الليل يقترب حاملا قمره النص له والنصف الاخر لي. كدنا نتبادل اسامينا والحب والكره ايضا لبعضنا. ولكن كان هناك فرق بسيط بيننا الا وهو انني كنت من الذين يتاملون الدهر ونوائبه اما هو فكان ياخذه على علاته بدون تفكير او ترو حتى كاد التفكير يكبل خطواتي ويشل حركاتي وعقلي يدفعني الى احتساب لحظاتي وهفواتي. اما هو لاينظر امامه وانما الحياة هكذا وقد خلقنا وسوف نعود ايضا هكذا بدون النظر في الامور وعلل المأثور. فافترق بنا الحال الى وجهين . اما انا فقد غمضت علي العلل وزاد التفكير في كل شئ حتى اقتربت الى النظر في الفروض والواجبات التي جبلنا عليها والشك في كل امر لايكون معه الدليل. وهو زادت واجباته وفروضه وحتى غفواته وعيوبه. اصبح لايجيد التفكير ولاينظر في الامور وانما اخذها هكذا. فزاد ظاهر الفرقة بيننا واحتد النزاع الى ان وصل باتهامي بانني اتهاون عن الفروض والواجبات واتنازل عن كل امر بات. فاردت هاهنا ان اوضح له ما هو آت: صديقي الا تعلم بان الانسان

صرخة مكتومة تهز ارجاء النفس

يقترب الشاب من باب مسكن حبيبته التي تقطن فيه.هو يعلم انها بمفردها الان لان والدتها لم تاتي بعد من العمل. يشتعل نارا كلما اقترب ويزداد صوت ضربات قلبه قوة وارتفاع. يسير ببطئ حتى لايسمع احد من الجيران صوت وقع اقدامه. يقترب اكثر فاكثر الى ان يقف امام الباب مباشرة. يكاد صدره يحترق نارا من قوة لهاثه واضطرابه. ترتعش يداه وهو يرفعها لكي يطرق جرس الباب. يتصبب عرقا مع ان الوقت شتاء قارصا. تاخذه قليلا من الشجاعة ثم يطرق الجرس مرة واحدة وينتظر الرد من الداخل. لايستطيع الانتظار فقد كان جسمه كله يرتعش. ياتي صوتها جميلا ناعما وتقول من بالخارج. لايكاد يصدق ان بينهما هذا الباب فقط .لايستطيع ان يقول لها انه حبيبها ويجب ان تفتح الباب. استجمع قواه وكلمها وعرفها بنفسه ففتحت له الباب مشدوهة تاخذها الدهشة ولاتعرف ماذا تقول. سالته ماذا يريد فقال لها انه يريد ان يقابل والدتها. وقبل ان يتلقى الرد دفعها بقوة الى الداخل واغلق الباب. استهجنت فعلته هذه وبدات في عتابه ونهره وحثه على الرحيل ولكنه لم ينصت اليها . فقد عقد العزم على فعلته . يجب ان يتمها الان قبل ان تاتي امها وقبل ان تفسد خطته. قرر ان يطفئ ناره الموقدة و

حوار مع زميلي المنافق

دار بيننا الحديث وأنا أقود سيارتي على نحو مفاجئ وقد إتخذ منحى غريب من العنف والشدة. فلم أكن أتوقع أن هناك عقولا مغلقة تحوي أفكارا ومعتقدات لايمكن زحزحتها أو حتى الاقتراب منها .وإنني على ما أعتقد قد ناقشت بعضا من هذه الافكار والمعتقدات في تدوينة سابقة ولعلها تدوينة وثنية التفكير. ولكنني اكتشفت اليوم أن المشكلة لاتكمن في المعتقد بحد ذاته بقدر ما تكمن في الشخص نفسه الذي يحوي هذا المعتقد. فان عقولا قد تحجرت ولايمكن أن ينالها بعضا من الرطوبة والليونة بسبب عدم تبصرها وجفاف منابع الفكر لديها. إننا نمر أحيانا ببعض الافكار التي تترسب بداخلنا ونكاد نسلم بها تسليما أعمي بدون إعمال العقل ودون الوقوف على أسبابها ولعل الجانب الديني من أهم التسليمات التي نتخذها بدون الاقتراب منها أو حتى التفكير في أسبابها . وذلك بسبب خوفنا المطلق من ان نقتنع بفكرة أو رأي قد يخالف ما آلفناه. ولا أقول بأنني سأحرم حلالا او أحلل حراما ولكني أحاول الاقتراب من هذه الصفة الغريبة في البشر الذين لا يكلون يدافعون عن أفكارهم التي إتخذوها أصناما لايمكن تحطيمها. إن الانسان عند تعمقه في الحياة وإستجلائه لمكنونات الكون والوجود يكتش