لعبة ميزان العدل
لعبة ميزان العدل
طرق عدلي باب الدرويش بقوة وهو منهك القوى نتيجة هذا السفر الشاق لكي يصل الى بيت الدرويش وبعد فترة من الانتظار خارج المنزل فتح الخادم الباب ودخل عدلي مسرعا الى داخل المنزل بدون انتظار الاذن بالدخول حتى ان الخادم اعترته دهشة وتعجب. سأل عدلي الخادم عن الدرويش فأجابه الخادم بأنه موجود داخل حجرة الزيارة وهي الحجرة المخصصة للضيوف.
طرق الخادم باب الحجرة معلنا عن زائر جديد فأذن له الدرويش.
دخل عدلي الحجرة ونظر سريعا حواليه ولم يلفت نظره الكثير داخل الحجرة الا من مكتبة ضخمة موضوع عليها الكثير من الكتب. جلس عدلي امام الدرويش مباشرة ونظر في عينيه بعد ان سلم عليه.
الدرويش: كيف استطيع ان اخدمك؟
عدلي : اريد ان اغير حياتي ولا استطيع تغيرها.
الدرويش: انني يابني لا املك مفاتيح التغيير ولكن هذا الذي تطلبه بداخلك انت وانت الذي تقرر فقط اذا كنت تريد هذا فعلا ام لا.
عدلي: انني حاولت كثيرا ولكني فشلت لذلك جئت اليك لكي تساعدني.
الدرويش وكيف سمعت بي؟
عدلي: من زميل لي قد زارني مؤخرا وقال لي ماذا فعلت معه.
الدرويش : من هذا الصديق ؟
عدلي : انه فؤاد.
الدرويش : ممممم وما هي مشكلتك بالضبط ؟
عدلي: اني لدي زوجة وثلاث بنات ومال كثيرا ورثته عن ابي حتى انني اقضي وقتي في الصيد واللهو.
الدرويش : احمد ربك على النعمة التي انت فيها. ولكن لماذا لا تستثمر مالك هذا في عمل مناسب؟
عدلي: انني حاولت كثيرا في استثمار هذا المال ولكن فشلت في كل محاولاتي فتوقفت حتى لا اخسر كل المال المتبقي. ولذلك اريد تغيير ما انا فيه.
الدرويش: وكيف تريد التغيير؟
عدلي: اريد ان يكون لدي عمل مناسب ويكون لدي ولد يحمل اسمي حين اموت.
الدرويش: هذه اشياء لا يتحكم فيها احد غير الله ولا يوجد احد يستطيع ان يتحكم فيها.
عدلي: ولكني اعلم انك غيرت حياة صديقي فؤاد واريد ان اتغير مثله.
الدرويش: يابني هذا مطلب صعب عليك قبل ان يكون صعب علي ولكن اذا صممت فيجب ان اقول لك انك فقط سوف تتحمل عواقب هذا التغيير.
عدلي: وكيف ذلك؟
الدرويش: ان هذا التغيير ليس لي يد فيه ولكني وسيلة فقط لتحقيقه ولا يمكن لي ان اتوقع ماذا سوف يحدث لك بعد التغيير ولا استطيع ان اردك على ماكنت فيه اذا حدث اي خلل من تغييرك.
عدلي: لك ذلك فاني لن اتراجع عن طلبي.
الدرويش: انت حر فانا قد حذرتك.
اصطحب الدرويش عدلي الى الغرفة المجاورة وقد كتب على باب الغرفة (غرفة ميزان العدل)
دخل عدلى الى الغرفة فوجد بداخلها آلة دائرية موضوعة على منضدة مستديرة وكان مكتوب عليها (واما بنعمة ربك فحدث).
جلس الدرويش على الكرسي وجلس عدلي على الكرسي المقابل وتوسطت الالة الاثنين.
الدرويش: بسم الله الرحمن الرحيم . اعد علي ماذا تريد بالضبط ولكن تذكر ان لك مطلبين فقط وبعد ان يتم التغيير لايمكن ارجاع اي شئ كما كان.
عدلي: اريد ان يكون لدي ولد وعمل مناسب هذان هما المطلبين.
الدرويش: نظر الدرويش الى آلالة امامه فهي كانت عبارة عن آلة مستديرة دوارة مثل الساعة مقسمة الى اثنا عشر مقطع مكتوب على كل مقطع كتابة غير مفهومة وكل مقطع مقسم الى مجموعة من المثلثات الصغيرة بداخلها رسومات.
بدأ الدرويش في ترديد كلام لم يستطع عدلي تمييزه بسبب انخفاض صوت الدرويش وبعد ان أنهى الدرويش التراتيل وضع يده على آلالة ثم ادارها بسرعة وتركها تدور.
ظلت اللعبة تدور الى ان توقفت تماما وظل عدلي ينظر اليها بترقب عله يشعر بالتغيير المنتظر.
الدرويش: لك ماطلبت ياصديق.
عدلي : هذا كل شئ؟
الدرويش: نعم هذا كل شئ فقط عليك ان تذهب وسوف يحدث لك ما طلبت.
عدلي: اشكرك كثيرا. كم تريد اجرا لقاء ما فعلت؟
الدرويش انني لم افعل شئ ولا اريد شئ توكل على الله.
عدلي: شكرا جزيلا لك.
عاد عدلي مسرعا الى بيته واولاده ولكنه كان شاردا طوال الطريق يفكر ماذا سيحدث بالضبط. هل سينال مراده وماذا بعد ذلك. ظلت الاسئلة تدور وتدور بداخل رأسه ولم يوقف التفكير داخله الا وصوله امام باب منزله. خرج عدلي مسرعا من سيارته ودخل المنزل. قابلته زوجته بالابتسامة المعتادة وسالته عن يومه كيف كان. ظل مترددا في الاجابة عليها وهو واجم لاينطق ببنت شفه. الى ان سألها عن البنات فقالت له انهم بالداخل يذاكرون فطلب منها ان تعد له كوبا من الشاي وتدخله له الى المكتب وان تاتي وتغلق الباب خلفها . اطاعته زوجته وادخلت الشاي له ثم جلست امامه فبدأ في سرد الحكاية لها من البداية الى النهاية.
لم يعجبها تصرفه وعاتبته في انه لم يفاتحها في الموضوع قبل ان يذهب الى الدرويش. ولكنها لم تعنفه فهو حر في تصرفه وهو وحده الذي سينال عقاب فعلته تلك.
مرت الايام هادئة ولم يحدث اي شئ الى ان جاءت زوجته في احد الايام تفرحه بانها حامل. طار عدلي من الفرح وبدأ يحس ان مطالبه سوف تتحقق. مرت الايام هادئة الى ان اكملت زوجته شهرها التاسع وجاء وقت الولادة. ذهب عدلي بزوجته الى المستشفى وهو على يقين بان المولود سوف يكون ذكرا كما تمنى ولكنه لم يكن يعلم من اين له بهذا اليقين. مرت ساعة داخل غرفة العمليات الى ان جاء الخبر اليقين يحمل البشرى السارة. حمل عدلي الولد على يديه وهو غير مصدق. تمر الايام والشهور الى ان جاء يوما من أشد الايام سوادا عليه حين سمع ان صاحب شركة توظيف الاموال التي كانت كل امواله مودعه لديه قد فر هاربا بعد ان اخذ معه كل اموال المودعين. تبخرت ساعتها كل سعادته واحلامه ولم يجد بدا من البحث عن عملا يكفيه عيشته هو واسرته. لم يمكث طويلا حتى التحق باحدى الشركات واصبح موظفا ينتظر مرتبه اول كل شهر حتى يغطي نفقات اسرته ولكنه لم يكن سعيدا بعد كل ذلك بسبب قلة المرتب من هذه الوظيفة. فانه قد اصبح مثل الثور في الساقية لم يعد قادرا على الفكاك منها بعد ان كان حرا طليقا ينفق كما يشاء كيفما يشاء.
هنالك فقط تذكر الدرويش وما فعله معه وكيف طلب منه ان يكون له ولد وان تكون لديه وظيفة مناسبة. ها هو الان لديه الولد والوظيفة ولكنه فقد المال و الراحة.
وقف ونظر حواليه وتعجب كثيرا مما حدث ولكنه أدرك الحكمة التي تسير بها الدنيا فانها مقسمة على الجميع بالتساوي وعندها فهم معنى هذه الاية (وأما بنعمة ربك فحدث).
وتذكر ساعتها هذه اللعبة (لعبة ميزان العدل).
تمت
طرق عدلي باب الدرويش بقوة وهو منهك القوى نتيجة هذا السفر الشاق لكي يصل الى بيت الدرويش وبعد فترة من الانتظار خارج المنزل فتح الخادم الباب ودخل عدلي مسرعا الى داخل المنزل بدون انتظار الاذن بالدخول حتى ان الخادم اعترته دهشة وتعجب. سأل عدلي الخادم عن الدرويش فأجابه الخادم بأنه موجود داخل حجرة الزيارة وهي الحجرة المخصصة للضيوف.
طرق الخادم باب الحجرة معلنا عن زائر جديد فأذن له الدرويش.
دخل عدلي الحجرة ونظر سريعا حواليه ولم يلفت نظره الكثير داخل الحجرة الا من مكتبة ضخمة موضوع عليها الكثير من الكتب. جلس عدلي امام الدرويش مباشرة ونظر في عينيه بعد ان سلم عليه.
الدرويش: كيف استطيع ان اخدمك؟
عدلي : اريد ان اغير حياتي ولا استطيع تغيرها.
الدرويش: انني يابني لا املك مفاتيح التغيير ولكن هذا الذي تطلبه بداخلك انت وانت الذي تقرر فقط اذا كنت تريد هذا فعلا ام لا.
عدلي: انني حاولت كثيرا ولكني فشلت لذلك جئت اليك لكي تساعدني.
الدرويش وكيف سمعت بي؟
عدلي: من زميل لي قد زارني مؤخرا وقال لي ماذا فعلت معه.
الدرويش : من هذا الصديق ؟
عدلي : انه فؤاد.
الدرويش : ممممم وما هي مشكلتك بالضبط ؟
عدلي: اني لدي زوجة وثلاث بنات ومال كثيرا ورثته عن ابي حتى انني اقضي وقتي في الصيد واللهو.
الدرويش : احمد ربك على النعمة التي انت فيها. ولكن لماذا لا تستثمر مالك هذا في عمل مناسب؟
عدلي: انني حاولت كثيرا في استثمار هذا المال ولكن فشلت في كل محاولاتي فتوقفت حتى لا اخسر كل المال المتبقي. ولذلك اريد تغيير ما انا فيه.
الدرويش: وكيف تريد التغيير؟
عدلي: اريد ان يكون لدي عمل مناسب ويكون لدي ولد يحمل اسمي حين اموت.
الدرويش: هذه اشياء لا يتحكم فيها احد غير الله ولا يوجد احد يستطيع ان يتحكم فيها.
عدلي: ولكني اعلم انك غيرت حياة صديقي فؤاد واريد ان اتغير مثله.
الدرويش: يابني هذا مطلب صعب عليك قبل ان يكون صعب علي ولكن اذا صممت فيجب ان اقول لك انك فقط سوف تتحمل عواقب هذا التغيير.
عدلي: وكيف ذلك؟
الدرويش: ان هذا التغيير ليس لي يد فيه ولكني وسيلة فقط لتحقيقه ولا يمكن لي ان اتوقع ماذا سوف يحدث لك بعد التغيير ولا استطيع ان اردك على ماكنت فيه اذا حدث اي خلل من تغييرك.
عدلي: لك ذلك فاني لن اتراجع عن طلبي.
الدرويش: انت حر فانا قد حذرتك.
اصطحب الدرويش عدلي الى الغرفة المجاورة وقد كتب على باب الغرفة (غرفة ميزان العدل)
دخل عدلى الى الغرفة فوجد بداخلها آلة دائرية موضوعة على منضدة مستديرة وكان مكتوب عليها (واما بنعمة ربك فحدث).
جلس الدرويش على الكرسي وجلس عدلي على الكرسي المقابل وتوسطت الالة الاثنين.
الدرويش: بسم الله الرحمن الرحيم . اعد علي ماذا تريد بالضبط ولكن تذكر ان لك مطلبين فقط وبعد ان يتم التغيير لايمكن ارجاع اي شئ كما كان.
عدلي: اريد ان يكون لدي ولد وعمل مناسب هذان هما المطلبين.
الدرويش: نظر الدرويش الى آلالة امامه فهي كانت عبارة عن آلة مستديرة دوارة مثل الساعة مقسمة الى اثنا عشر مقطع مكتوب على كل مقطع كتابة غير مفهومة وكل مقطع مقسم الى مجموعة من المثلثات الصغيرة بداخلها رسومات.
بدأ الدرويش في ترديد كلام لم يستطع عدلي تمييزه بسبب انخفاض صوت الدرويش وبعد ان أنهى الدرويش التراتيل وضع يده على آلالة ثم ادارها بسرعة وتركها تدور.
ظلت اللعبة تدور الى ان توقفت تماما وظل عدلي ينظر اليها بترقب عله يشعر بالتغيير المنتظر.
الدرويش: لك ماطلبت ياصديق.
عدلي : هذا كل شئ؟
الدرويش: نعم هذا كل شئ فقط عليك ان تذهب وسوف يحدث لك ما طلبت.
عدلي: اشكرك كثيرا. كم تريد اجرا لقاء ما فعلت؟
الدرويش انني لم افعل شئ ولا اريد شئ توكل على الله.
عدلي: شكرا جزيلا لك.
عاد عدلي مسرعا الى بيته واولاده ولكنه كان شاردا طوال الطريق يفكر ماذا سيحدث بالضبط. هل سينال مراده وماذا بعد ذلك. ظلت الاسئلة تدور وتدور بداخل رأسه ولم يوقف التفكير داخله الا وصوله امام باب منزله. خرج عدلي مسرعا من سيارته ودخل المنزل. قابلته زوجته بالابتسامة المعتادة وسالته عن يومه كيف كان. ظل مترددا في الاجابة عليها وهو واجم لاينطق ببنت شفه. الى ان سألها عن البنات فقالت له انهم بالداخل يذاكرون فطلب منها ان تعد له كوبا من الشاي وتدخله له الى المكتب وان تاتي وتغلق الباب خلفها . اطاعته زوجته وادخلت الشاي له ثم جلست امامه فبدأ في سرد الحكاية لها من البداية الى النهاية.
لم يعجبها تصرفه وعاتبته في انه لم يفاتحها في الموضوع قبل ان يذهب الى الدرويش. ولكنها لم تعنفه فهو حر في تصرفه وهو وحده الذي سينال عقاب فعلته تلك.
مرت الايام هادئة ولم يحدث اي شئ الى ان جاءت زوجته في احد الايام تفرحه بانها حامل. طار عدلي من الفرح وبدأ يحس ان مطالبه سوف تتحقق. مرت الايام هادئة الى ان اكملت زوجته شهرها التاسع وجاء وقت الولادة. ذهب عدلي بزوجته الى المستشفى وهو على يقين بان المولود سوف يكون ذكرا كما تمنى ولكنه لم يكن يعلم من اين له بهذا اليقين. مرت ساعة داخل غرفة العمليات الى ان جاء الخبر اليقين يحمل البشرى السارة. حمل عدلي الولد على يديه وهو غير مصدق. تمر الايام والشهور الى ان جاء يوما من أشد الايام سوادا عليه حين سمع ان صاحب شركة توظيف الاموال التي كانت كل امواله مودعه لديه قد فر هاربا بعد ان اخذ معه كل اموال المودعين. تبخرت ساعتها كل سعادته واحلامه ولم يجد بدا من البحث عن عملا يكفيه عيشته هو واسرته. لم يمكث طويلا حتى التحق باحدى الشركات واصبح موظفا ينتظر مرتبه اول كل شهر حتى يغطي نفقات اسرته ولكنه لم يكن سعيدا بعد كل ذلك بسبب قلة المرتب من هذه الوظيفة. فانه قد اصبح مثل الثور في الساقية لم يعد قادرا على الفكاك منها بعد ان كان حرا طليقا ينفق كما يشاء كيفما يشاء.
هنالك فقط تذكر الدرويش وما فعله معه وكيف طلب منه ان يكون له ولد وان تكون لديه وظيفة مناسبة. ها هو الان لديه الولد والوظيفة ولكنه فقد المال و الراحة.
وقف ونظر حواليه وتعجب كثيرا مما حدث ولكنه أدرك الحكمة التي تسير بها الدنيا فانها مقسمة على الجميع بالتساوي وعندها فهم معنى هذه الاية (وأما بنعمة ربك فحدث).
وتذكر ساعتها هذه اللعبة (لعبة ميزان العدل).
تمت
تعليقات
إرسال تعليق