آدمية قابيل وملائكية هابيل


لن نناقش قصة ابني آدم فهي معروفة للجميع ، انما ما يهمنا هو دراسة حالة موجودة بيننا الان تمثل في ظاهرها ملائكية هابيل وفي باطنها آدمية قابيل . فهابيل وقابيل هما صورتين لما يمكن ان يقال صراع الخير والشر داخل نفس الانسان. هما الثابت الحقيقي الذي لم يتغير منذ بدء الخليقة. صراع الحق والعدل ، والوجود والعدم .
يمكن لنا ان نقول ان قابيل هو المقابل الموضوعي لطبيعة الانسان البشرية التي جبلت على اقتراف الشرور والاثام والمعاصي. فمهما بلغ صلاح شأن الانسان فلا يمكن باي حال ان يرتقي الى مصاف الصديقين والشهداء .ولا يمكن ان يقارع الانسان الانبياء من ناحية زهدهم وايمانهم . حتى ان هناك صورا ذكرها القران لانبياء ارتكبوا الكثير من الذنوب . حتى ان احدهم (الاعراف 175-  يقال ان اسمه بلعام بن بعرور ) قد ضل بعد ان اتاه الله اياته . وعليه فادعاء الصلاح والتقوى ونشر اليافطات والصور لايات القران في كل مكان ودروس المساجد والجوامع والخطب الرنانة ، لن تؤدي الا الى مظهر من مظاهر تدين الانسان ولكنها لن تؤتي اؤكلها بخلق انسان ملاك . فجوهر طبيعة الانسان هو كسر التقيد الذي يفرضه الدين . ولا اعني مما اقول ان الانسان حر طليق لا يوقفه رادع عن فعل المنكرات ، انما القصد ان لكل انسان حدود لارتكاب معاصيه وسيئاته لا يمكن ان يستطيع ان يردعها حين ياتي أوان فعلها. وصفة المغفرة عند الله اوجبت على الانسان ارتكاب الذنب لكي يستغفره.
وليس هناك انسان على وجه الارض خلقه الله الا وارتكب الذنب حتى الانبياء والرسل  حتى محمد رسول الله ذات نفسه ارتكب الذنوب (اول آيتين من سورة الفتح تؤكد ذلك ) . وعليه فلا يمكن ان نصدق مظاهر التدين التي ترتسم على وجه البعض الا بمقدار التعامل بيننا . ولا يمكن ان ننساق او نصدق ان هذا المدعي هو ملاك منزل من السماء عندما يطرح علينا كلاما محشوا بتراتيل الايات وعظات الاحاديث البخارية الصحيحة . فنحن بشر اولا واخيرا.
ما دفعني حقيقة الى كتابة هذه الرؤية ، هو قراءة بعض من فكر الاخوان المسلمين الذي صدعوا به رؤوسنا ليل نهار. هذا الفكر سواء انتجه حسن البنا وبالاخص في كتابة الدعوة والداعية او كتاب سيد قطب معالم في الطريق ، تؤكد لدينا ان هؤلاء البشر خارجون عن نطاق العقل بالضرورة . لان كتابتهم  وما تحتويه من طوباوية الانسان والصورة التي يجب ان يكون عليها الفرد المسلم ، وكيفية بناء الفرد المسلم والمجتمع المسلم وصولا الى الدولة المسلمة التي تحكم بما انزل الله ، لا يمكن ان تنم الا عن مرضى لا يدركون حقيقة الانسان التي خلقها الله وانه لا يمكن خلق انسان بالشكل الذي يتصورونه لانه مناف لفكرة الذنب المكتوب قسرا على الانسان . واذا القينا نظرة على بعض من افراد الجماعة التي تدعي الصلاح نجدهم انهم موهومين بصلاحهم وهم في الحقيقة اشد المنافقين سوءا واكثر الناس كذبا وادعاء . فهم تربوا وربوا اجيال تدعي الايمان والصلاح وتتشدق بالايات الحسنى والتسامح بين البشر . ولن يستطيعوا ادراك ذلك لانهم خارجون عن نطاق العقل التحليلي المنطقي الذي يمكن ان يحدد لهم عيوبهم ومأساتهم.
واذا قربنا المنظار لنتبين اكثر الصفات وضوحا فيهم نجدها الخبل !! لان اي انسان طبيعي لديه ذرة من العقل لا يمكن ان ينساق لفكرهم المريض لسبب بسيط للغاية ، لانه لا يوجد انسان لا يرتكب الذنوب !! هذه القاعدة تدمر اي محاولة لخلق انسان طوباوي سامي فوق بشري !!
هم يخلقون عاهات بشرية ، اناس مريضة تتميز بالعته . وسبب هذا ان الغير سوي او المريض العقلي مهيأ لاستقبال اي فكرة او توهم اي موضوع مهما كان غير واقعيا او خرافيا . ولك ان تنظر فقط الى المريض بالسكيزوفرينيا او البارانويا لتعرف كم يعاني الاخوان من تلك الامراض بالتحديد . فهذه الامراض عبارة عن امراض عقلية وليست امراض نفسية كما يعتقد البعض . انها امراض تحتاج الى علاج كيميائي ودكتور لكي يتابع الحالة . وقد تستدعي في بعض الاحيان الحجز الانفرادي لما لها من خطورة على المجتمع.
والحقيقة انه مهما حاول الاخوان بناء الفرد المسلم الذي يعتقدون بامكانية تخليقه ، فالفشل سيظل حليفهم دائما وسيظلوا يدورون داخل هذه الحلقة المفرغة لا يعرفون كيفية الخروج منها . هم كتبوا على نفسهم هذه الدوامة وخلقوا لنفسهم اشباح وشياطين تحاربهم وصوروا لانفسهم الهة تحارب لهم وتدافع عنهم وانزلوا جبريل ورأوا الرسول والصحابة وصعدوا الى السماء وفتحت لهم ابواب الجنة . هذه الصور التي ذكرتها كتبوها نصا في كتبهم وقالوها حرفا في كلامهم ، نحن فقط نبين الى اي مدى يمكن ان يضل عقل الانسان والى اي مدى يمكن ان يتوهم فاقد المنطق ..!!
ملحوظة : لمن يريد ان يتأكد مما اقول يقرأ كتاب " ايام من حياتي " لزينب الغزالي الاخوانية ليرى الى اي مدى تاه عقل الاخوان .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية