المشاركات

قفزة فيلكس وقفزة عبده

صورة
فيلكس رجل في منتصف الاربعينيات من العمر، شاهدناه جميعا وهو يقفز من ارتفاع ثمانية وثلاثون كيلو متر فوق سطح البحر. لم يظهر عليه اي نوع من انواع التردد ولم يخالف توقعات العلماء على الارض وهم يوجهونه الى القفز . لم ترتعش يداه الممسكة في الكبسولة الفضائية التي كانت تحويه. لم ينظر الى اعلى ولم يردد ايات من الذكر الحكيم. لم يقل بسم الله او توكلت على الله. ولم يسجد عندما لامست قدماه الارض. وقام واقفا رافعا ذراعاه اشارة لبلوغ الانسان الى مستويات متطرفة من العلم. كيف نصدق الحديث القائل بان العلم سوف يرفع ويفشو الجهل في نهاية الزمان؟ ام ان هذا الحديث خاص بالمسلمين دون غيرهم!! ايمان فيلكس مختلف عن ايماننا ، فهو يؤمن بان لكل مجتهد نصيب. ومؤمن بان العلم هو السبيل لنهضة الانسان. وايمانه هذا حقيقي ونابع من داخله الشخصي لا يعتريه شك فيه ولا يؤوله الى امور غيبية من الدجل والشعوذة. انه يحسب خطواته بالمتر ويقيس اوقاته بالثانية. ويعلم ان الخطأ في الحساب معناه الموت . واي ان كان فيلكس مؤمن بالله او غير ذلك ، فلم يتزعزع ايمانه بما يعتقده وهو على هذه الحالة اصدق كثيرا ممن يرددون بانهم مؤمنون بالله. وي

نهود وأرداف

صورة
داخل احدى الدوائر الحكومية وفي احد الادوار العليا ، وقفت الغرف يمينا ويسارا كانها زرعت على جانبي البهو المؤدي الى ما لانهاية. اصوات تعلو وتنخفض لموظفين يقطنون هذه الغرف مرددين تحيات وسلامات وابتهالات ودعوات لا تخبو ابدا. تشكيلة متنوعة من النساء والرجال حتى يظن المار ان اوكازيون آخر الصيف قد اقيم في هذه الغرف. ملابس النساء تتدرج ما بين النقاب حتى المجسم وثلاثي الابعاد. والرجال ما بين طليق الذقن الى الامرد. قاربت الساعة العاشرة ولم يكمل عم السعيد إمام الموظفين خبزا موضوع امامه مع كوب من الشاي صنعته زميلته في المكتب بيديها، وهم على هذه الحالة لانهم لا يشترون اي شئ من البوفيه الخاص بالمصلحة. اكواب مصفوفة وزرابي مبثوثة بين المكاتب ، واوراق متناثرة على الرفوف تخص ابناء ادم المشردين الساعين لتوقيع من هنا وامضاء من هناك. وفاء ذات الثلاثين ربيعا لم تتزوج بعد ، لذلك تراها تتمايل بين المكاتب علها تقع على صيد ثمين او فحل امين. وباهتزاز نهديها وبروز اليتيها تستقطب خلسة نظرات الرجال المولعة برؤى ما لم يروه في بيوتهم ويحرمونه على زوجاتهم ، وكأن الحلال اصبح حرام . اصوات الشيخ عبد الباسط تنتشر في

ربنا عرفوه بالعقل

صورة
في ظهيرة احد ايام الصيف الحارة رن جرس الباب بصوته المزعج. قمت وفتحت الباب لاجد بواب العمارة يخبرني بان الساكن الذي يسكن فوقي قد اتى من سفره ويريد مقابلتي. فقلت له ان ينتظرني قليلا حتى ارتدي ملابسي واذهب معه لنرى ماذا يريد الساكن. طرقنا الباب وانتظرنا قليلا حتى فتح الباب وخرج لنا الساكن مرحبا بنا. فادخلنا عنده الى حجرة الصالون واجلسنا وذهب لكي يحضر واجب الضيافة. لم يطل غيابه اكثر من دقيقتين الى ان جلس على الكرسي المقابل لنا وبدأ في الكلام. بدأ حديثه معاتبني على انني قد كسرت ماسورة المياه خاصته اثناء اصلاحي ماسورتي. والذي اكد له ما في عقله هو ان بواب العمارة  شاهدني مع السباك ونحن نحاول اصلاح ماسورتي الخاصة. دار الحديث بين شد وجذب لاثبت له انني لم اكسر له ماسورته او حتى اقتربت منها. ولكنه لم يكن مقتنعا تماما بحكم انه قد دفع في اصلاح ماسورته مائة وستون جنيها. عند هذا الامر بدأت اشرح له ما حدث بالتفصيل حتى افهمه انه على خطأ في اعتقاده وان المشكلة عنده وليست عندي. وزيادة في الامر طلبت منه ان ياتي معي لنذهب الى الماسورة المكسورة حتى ابين له عمليا ما حدث. فارسل معي احد ابنائه لكي يستطل

انتهى الدرس يا غبي

صورة
في احدى قاعات الدراسة ، وقف المحاضر يشرح لنا مواضيع المادة العلمية بكل حماس واستفاضة. ولم يترك صغيرة ولا كبيرة الا اعطانا نبذة عنها. وكان بحكم عمله السابق في احدى مؤسسات الدولة يملك القدرة على اللف والدوران. وبالرغم من اهمية الموضوع الا اننا كنا نتململ في الجلوس. فقد كان الجميع يريد انهاء الموضوع وكفى الله المؤمنين شر القتال. وكان الدافع الوحيد لهذه الدراسة ، هو انها الزامية لاستخراج احدى الشهادات المطلوبة في العمل. وهذه الشهادة قد فرضت مؤخرا من جانب احدى الهيئات الدولية والخاصة بموضوع السلامة والامن. لذلك فقد كان لزاما على الجميع ان يتقبل ما يلقى اليهم بكل اذعان ورضا.   وبالرغم من نوم البعض اثناء المحاضرة الا انه كان هناك البعض الاخر يحاول الاستيعاب والفهم علهم يجنون معلومة تفيدهم فيما هم مقبلين عليه. وبينما ان بين مصغ وسرحان ، لفت نظري الوهم بين النظرية والواقع. فنحن لا ننفك ندرس اي شئ وكل شئ ومع ذلك لا نجد بيننا زويل او هيزنبرج. فقلت لنفسي السؤال المعتاد ، كيف يحدث هذا. فكان الجواب كما سترى لاحقا ... استوقفت المحاضر وقلت له ، ما تقوله صحيح ولكن في الحياة العملية هناك جوانب ك

شعب للبيع

صورة
      كتبت هذه المقالة منذ أربع سنوات.. اذا كان الزمن هو البعد الرابع في النظرية النسبية فهو ايضا البعد الرابع في النظرية المصرية. منذ خمسة وعشرين قرنا من الزمان تقريبا كانت هناك دولة مصرية خالصة سواء كانوا حكاما او محكومين. ومنذ خمسة وعشرين قرنا ايضا اختفت الدولة المصرية وحلت مكانها نموذج لدولة. لا هو دولة ولا هو قبيلة هو شئ بين هذا وذاك. منذ هذا الزمان ومصر دولة تحت الاحتلال سواء كانوا من الفارسيين او الرومان او الطليان او او او. وانني لا ادري كم حكما اجنبيا حكم مصر ولا اريد ان ادري. ولكنني استطيع ان اخمن اذا قسمنا خمسة وعشرين قرنا على متوسط حكم للاحتلال خمسين سنة فان الناتج يساوي خمسين محتل. اي ان الدولة المصرية لاتستطيع ان تتحمل اكثر من 50-60 سنة من حكم المحتل واذا طبقنا هذه الفرضية على الحكم الان فاننا سنقول ان الحكم الديموقراطي الذي يحكمنا الان سوف يتغير في خلال عشر سنوات الى حكم اخر الله اعلم به قد يكون بيرقراطي او ارستقراطي او اي حكم فيه قراطي والسلام . وانني بالصدفة قد قابلت السيد قراطي صاحب هذه النظريات التي ارقتنا في مضاجعنا ووجدته رجل طيب لايعلم عن استخدا

الاب الضائع ( قصة قصيرة )

صورة
حول منتصف المائدة الصغيرة ، وضعت بعض الحلوى المقدمة للضيوف. كانت العروس تروح وتجئ حاملة الاطباق والاكواب ابتهاجا منها باهل العريس المرتقب. تجاذب الجميع اطراف الحديث ، في السياسة حينا وفي العمل حينا وانتهوا بتفاصيل جهاز العروس. اخو العروس كان المتحدث الرسمي مع العريس ، وكانت اختاهما تتناوبان المناوشات في بعض النقاط الصغيرة مثل من سيشتري ادوات المطبخ. امور تحدث عادة في مثل هذه المواقف ، وكانت تفتح في بادئ الامر حتى لا تحدث مشاكل فيها مستقبلا . ولكنها ستحدث رغما عنهم! ام العريس والعروس يتنابذان اطراف الحديث خلسة، فترمي ام العريس كلمة وام العروس كلمات وتصد احداهما الاخرى. وابو العريس يومئ براسه ايجابا لجميع الاطراف وهو يأكل من طبق الحلوى. الابتسامات الصفراء تعلو وجوه الجميع، وتدور العيون في محاجرها تختلس النظرات وتتصيد الاخطاء ويترصد الجميع سقطات الكلام. ما هذا الذي يحدث؟ ايكون الشك موجودا حتى في اعظم لحظات السرور؟؟ يناور العريس واخته لاظهار لباقتهما وايضاح مقدار حصافتهما. فيرد اخو العروس مبينا حكمته وبراعته في الكلام. وتشير ام العريس باصبعها لكي يشاهد الجمع الخاتم المطعم بفصوص ا

العبد أم الرب

صورة
نحن ندفع البلايين لكي نحج ، ونتبرع بالملايين لبناء المساجد ونشتري الاضاحي في العيد ونملأ موائدنا بخيرات الارض في شهر رمضان ومع كل ذلك نضن بتبرع لمحتاج او يكاد. ونشك في نية السائل ونعتبره نصاب. ونعتقد بكرمنا عندما نعطي جنيها لشحاذ. ونتخلص من ملابسنا القديمة بحجة التبرع بها. واختلط علينا مفهوم الزكاة. وتمرغنا في اموال الربا بفتاوي الشيوخ. فهل نحن على الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها؟ عندما يأتيك شاب يطلب منك مبلغ من المال لكي يتزوج او يتاجر بها فهل تعطيه المال الذي كنت نويت دفعه في سفرك للحج أم لا ؟؟ هل تفهم كيف ترتكب سيئة او ان تكسب حسنة ؟؟؟ هل تعقل ان الحج يغفر لك الله فيه ذنوبك ان اراد ، وان الصدقة تعطيك حسنات وهناك فرق شاسع بين محو الذنوب واكتساب الحسنات؟؟؟ هل تدرك لماذا شدد الله في امر الحدود الدنيوية التي تقترفها في حق الغير مثل القتل والسرقة والزنا، ولم يحدد حدود لترك الصلاة والصوم والحج في القرآن ؟؟؟ هل تعي ان فساد امر المسلمين ناتج من فساد اخلاقهم بينهم وبين بعضهم قبل ان يكون فساد علاقتهم بينهم وبين الله؟ وكل الشواهد والمعطيات والنصوص المقدسة تؤكد ذلك. اليس من