المشاركات

رسالة الى الملحدين

صورة
ما أبشع ان يعمل الانسان عقله ويفكر ، لان تفكيره سيدفعه للتفكر والتفكر سيدفعه الى الفضول ومحاولة المعرفة ولن تاتي المعرفة الا بالقراءة. حتى ان سورة العلق في القران جاءت لتحث الانسان على القراءة. بالقراءة تعرف وتتعلم وتفهم وتصحح ما عندك من مفاهيم خاطئة. وعادة تاتي القراءة في سن صغيرة والفضول العارم هو الدافع الرئيسي لهذه العملية. وبعد ان تكون قطعت شوطا كبيرا من تشكيل معرفتك تاتي اللحظة الفارقة لتجد انك اصبحت مختلفا عن المحيط الذي تعيش فيه ، فتدرك انك انفصلت عن الواقع تدريجيا بدون ان تشعر او تحس. ثم تكون النكبة عندما تكتشف ان القراءة قد غيرت من شخصيتك واعطتها اطارا لم تعد تستطيع تغييره او تعديله. وتكون الطامة عندما ياتي اول صدام بينك وبين المحيط الواقعي لك نتيجة اختلاف الفكر والمفاهيم. فتجد نفسك منعزلا في محيط هائج يموج من كل اتجاه ولا تستطيع تطويعه او الخروج منه. الى الدرجة التي تدفع البعض احيانا الى الهروب من مواجهتك نتيجة معرفتهم المكتسبة انهم لن يستطيعوا اقناعك ولا حتى انت تستطيع اقناعهم بخطأ فكرهم ووجهة نظرهم. فتجد ان سورا كبيرا قد بنيته بينك وبين الناس ولم تعد لديك القدرة عل

رسالة الى المتخلفين عقليا

صورة
في احدى الليالي كالحة السواد ، طرق باب المنزل زائر عزيز. فتحت له ورحبت به واكرمت له ايما اكرام. وبعد ان انتهينا من طعامنا وشرابنا ، جاء ميعاد تقديم الشاي. فدعوته ان نشربه في الشرفة حيث ان الجو كان جميلا برغم ظلاميته. ثم بدأ بيينا الحوار حول موضوع الساعة والذي فتحه ولم ينهه في زيارة سابقة. وكنت قد اعددت بعض الادلة لدحض كلامه ونظرياته الجوفاء. وكنت اعلم في ذات الوقت الكلاشيهات التي سوف يسوقها اعتقادا منه انه يذب دفاعا عن دين الله. ولكنني تحاملت على نفسي لسماعه برغم ترهاته وابداعه. فبدأ الحديث بيننا كالمعتاد هادئا اسوق الادلة ويسوق الرد الذي يحفظه ولا يجيد غيره. وكان الحديث ينصب في الاساس على موضوع اختلاف المسلمين وتخلفهم البشع وانحسار فكرهم وتحجرهم . وبدأ الخلاف بيننا على بعض المواضيع الموجودة في كتب السنة . واخصها كلها ولا استثني منها شيئا. بدءا من كتب التفاسير وصولا الى كتب الحديث ، واشهرها البخاري ومسلم. وكان الخلاف على بعض النقاط والتي اوردها كالتالي .. صديقي العزيز ، انت ذكرت ان قصة المعراج حدثت وان رسول الله صعد الى السماء سواء بروحه او جسده ، ولا يهمنا طريقة الذهاب لانها

الرحلة الى عبده موتة

صورة
فتاتان تبيعان الخبز على جانبي الطريق ، احداهما زوجة عامل يعمل في المخبز القريب. وبدل ان يباع الرغيف بخمسة قروش ، استغلوا ان هناك بعض البشر لا زالت تحتفظ ببعض الادمية ولا يستطيعون الدخول بين زحمة المتبارزين لخطف رغيف الخبز من شباك المخبز ، فيشترونه بعشرين قرش منهما. والبقية تاتي........   فكهاني يقف يلمع فاكهته التي اشتراها من المعلم درويش ويرصها فوق بعضها ويدفن الفاسدة ويجعلها بعيدة عن الانظار ويضع عليها السعر الذي يهواه. بعد شارعين يقف بائع فاكهة آخر يلمع فاكهته التي اشتراها من المعلم درويش ايضا ويضع عليها نصف السعر الذي وضعه الاول ...... الى هذه الدرجة اصابنا تيبس العظام ؟ الامر الذي جعلنا لم نعد نستطيع المشي للحصول على السعر المعقول؟ ........ والبقية تاتي......... مطعم شهير يقدم اطيب انواع الكفتة والطرب والمحاشي ، يتقاطر الناس للحصول على وجبة يهنأوا بها وتاتيه الزبائن من كل حدب وصوب . يجلسون ويتسامرون واصوات الانغام والطرب تلف المكان. وبكاء طفل ياتي من بعيد وامه تهزهزه تحاول تهدئته. وسيارة شرطة تقف فجاة في الخارج وينزل منها ضباط وجنود ويبحثون عن صاحب المحل ، وبعدما يجدوه

قفزة فيلكس وقفزة عبده

صورة
فيلكس رجل في منتصف الاربعينيات من العمر، شاهدناه جميعا وهو يقفز من ارتفاع ثمانية وثلاثون كيلو متر فوق سطح البحر. لم يظهر عليه اي نوع من انواع التردد ولم يخالف توقعات العلماء على الارض وهم يوجهونه الى القفز . لم ترتعش يداه الممسكة في الكبسولة الفضائية التي كانت تحويه. لم ينظر الى اعلى ولم يردد ايات من الذكر الحكيم. لم يقل بسم الله او توكلت على الله. ولم يسجد عندما لامست قدماه الارض. وقام واقفا رافعا ذراعاه اشارة لبلوغ الانسان الى مستويات متطرفة من العلم. كيف نصدق الحديث القائل بان العلم سوف يرفع ويفشو الجهل في نهاية الزمان؟ ام ان هذا الحديث خاص بالمسلمين دون غيرهم!! ايمان فيلكس مختلف عن ايماننا ، فهو يؤمن بان لكل مجتهد نصيب. ومؤمن بان العلم هو السبيل لنهضة الانسان. وايمانه هذا حقيقي ونابع من داخله الشخصي لا يعتريه شك فيه ولا يؤوله الى امور غيبية من الدجل والشعوذة. انه يحسب خطواته بالمتر ويقيس اوقاته بالثانية. ويعلم ان الخطأ في الحساب معناه الموت . واي ان كان فيلكس مؤمن بالله او غير ذلك ، فلم يتزعزع ايمانه بما يعتقده وهو على هذه الحالة اصدق كثيرا ممن يرددون بانهم مؤمنون بالله. وي

نهود وأرداف

صورة
داخل احدى الدوائر الحكومية وفي احد الادوار العليا ، وقفت الغرف يمينا ويسارا كانها زرعت على جانبي البهو المؤدي الى ما لانهاية. اصوات تعلو وتنخفض لموظفين يقطنون هذه الغرف مرددين تحيات وسلامات وابتهالات ودعوات لا تخبو ابدا. تشكيلة متنوعة من النساء والرجال حتى يظن المار ان اوكازيون آخر الصيف قد اقيم في هذه الغرف. ملابس النساء تتدرج ما بين النقاب حتى المجسم وثلاثي الابعاد. والرجال ما بين طليق الذقن الى الامرد. قاربت الساعة العاشرة ولم يكمل عم السعيد إمام الموظفين خبزا موضوع امامه مع كوب من الشاي صنعته زميلته في المكتب بيديها، وهم على هذه الحالة لانهم لا يشترون اي شئ من البوفيه الخاص بالمصلحة. اكواب مصفوفة وزرابي مبثوثة بين المكاتب ، واوراق متناثرة على الرفوف تخص ابناء ادم المشردين الساعين لتوقيع من هنا وامضاء من هناك. وفاء ذات الثلاثين ربيعا لم تتزوج بعد ، لذلك تراها تتمايل بين المكاتب علها تقع على صيد ثمين او فحل امين. وباهتزاز نهديها وبروز اليتيها تستقطب خلسة نظرات الرجال المولعة برؤى ما لم يروه في بيوتهم ويحرمونه على زوجاتهم ، وكأن الحلال اصبح حرام . اصوات الشيخ عبد الباسط تنتشر في

ربنا عرفوه بالعقل

صورة
في ظهيرة احد ايام الصيف الحارة رن جرس الباب بصوته المزعج. قمت وفتحت الباب لاجد بواب العمارة يخبرني بان الساكن الذي يسكن فوقي قد اتى من سفره ويريد مقابلتي. فقلت له ان ينتظرني قليلا حتى ارتدي ملابسي واذهب معه لنرى ماذا يريد الساكن. طرقنا الباب وانتظرنا قليلا حتى فتح الباب وخرج لنا الساكن مرحبا بنا. فادخلنا عنده الى حجرة الصالون واجلسنا وذهب لكي يحضر واجب الضيافة. لم يطل غيابه اكثر من دقيقتين الى ان جلس على الكرسي المقابل لنا وبدأ في الكلام. بدأ حديثه معاتبني على انني قد كسرت ماسورة المياه خاصته اثناء اصلاحي ماسورتي. والذي اكد له ما في عقله هو ان بواب العمارة  شاهدني مع السباك ونحن نحاول اصلاح ماسورتي الخاصة. دار الحديث بين شد وجذب لاثبت له انني لم اكسر له ماسورته او حتى اقتربت منها. ولكنه لم يكن مقتنعا تماما بحكم انه قد دفع في اصلاح ماسورته مائة وستون جنيها. عند هذا الامر بدأت اشرح له ما حدث بالتفصيل حتى افهمه انه على خطأ في اعتقاده وان المشكلة عنده وليست عندي. وزيادة في الامر طلبت منه ان ياتي معي لنذهب الى الماسورة المكسورة حتى ابين له عمليا ما حدث. فارسل معي احد ابنائه لكي يستطل

انتهى الدرس يا غبي

صورة
في احدى قاعات الدراسة ، وقف المحاضر يشرح لنا مواضيع المادة العلمية بكل حماس واستفاضة. ولم يترك صغيرة ولا كبيرة الا اعطانا نبذة عنها. وكان بحكم عمله السابق في احدى مؤسسات الدولة يملك القدرة على اللف والدوران. وبالرغم من اهمية الموضوع الا اننا كنا نتململ في الجلوس. فقد كان الجميع يريد انهاء الموضوع وكفى الله المؤمنين شر القتال. وكان الدافع الوحيد لهذه الدراسة ، هو انها الزامية لاستخراج احدى الشهادات المطلوبة في العمل. وهذه الشهادة قد فرضت مؤخرا من جانب احدى الهيئات الدولية والخاصة بموضوع السلامة والامن. لذلك فقد كان لزاما على الجميع ان يتقبل ما يلقى اليهم بكل اذعان ورضا.   وبالرغم من نوم البعض اثناء المحاضرة الا انه كان هناك البعض الاخر يحاول الاستيعاب والفهم علهم يجنون معلومة تفيدهم فيما هم مقبلين عليه. وبينما ان بين مصغ وسرحان ، لفت نظري الوهم بين النظرية والواقع. فنحن لا ننفك ندرس اي شئ وكل شئ ومع ذلك لا نجد بيننا زويل او هيزنبرج. فقلت لنفسي السؤال المعتاد ، كيف يحدث هذا. فكان الجواب كما سترى لاحقا ... استوقفت المحاضر وقلت له ، ما تقوله صحيح ولكن في الحياة العملية هناك جوانب ك