المشاركات

جبر الخواطر ( معتز بالله عبد الفتاح نموذج )

صورة
في معرض مقالة للدكتور معتز بالله عبد الفتاح بعنوان ( الطفل الذي مات ) في جريدة الوطن ، تساءل الاستاذ في جامعة القاهرة عن السبب في الكوارث التي حلت بمصر ومن هو المسؤول عن كل ماحدث ويحدث. وظل يضرب الامثلة في قصة من قصص الخيال الادبي التي تخلو من اي فن. وبرغم من اننا لا ننقص حق القوم في التعبير عن ارائهم وافكارهم ولكننا نعترض احيانا ليس على الكتابة او طرح المواضيع ولكننا نعترض على المحتوى او المضمون. فالذي قصده الاستاذ الدكتور من المقال ان مصر تمر بمشاكل لايعلم احد كيفية حلها او من هو المسؤول عنها. ولا ندري كيف لايدري الاستاذ الدكتور من هو المسؤول عن كل الترهات التي تحدث برغم وجوده في الساحة السياسية .وهو ايضا كان موجودا في حكومة الدكتور عصام شرف وكان موجودا في اللجنة التاسيسية. الا يكفيه وجودا مثل هذا حتى يعلم من هو المسؤول؟؟ الا يكفيه منصبه سواء في جامعة القاهرة او جامعة ميتشجان او المناصب الاخرى او حتى وجوده في الصحف او الفضائيات ليل نهار حتى يعلم من هو المسؤول؟؟ الى هذه الدرجة لم تسعفه مناصبه وشهاداته وعقله؟ واذا لم يكن يعلم من المسؤول فمن سيعلم، عم فرج الخباز ام الحج درويش الدج

الاوباش

صورة
اوباش في اللغة العربية تعني اخلاط الناس او عوامهم. وهي كلمة صحيحة مائة بالمائة وتنطبق في حالتنا هذه على كل الناس الذين تعرفهم وتضعهم في خانة الاوباش. فلا يوجد بيننا انسان لا يصنف الناس الى وجهاء واوباش. وليس ذلك فقط ولكن خانة الاوباش تزداد اتساعا الى الدرجة انها طغت على خانة الوجهاء. ويمكن تصنيف درجات الاوباش الى مراتب ، فمنهم من هو دون الحمار ومنهم ما فوق ذلك. ومنهم من هو دون الطفل ومنهم ما فوق الكهل . واذا اردنا تعريفهم او ضرب امثلة عليهم لتكون الصورة واضحة في الاذهان ، فيمكننا ان نقول مثلا ، عندما تجد رجل بلغ الخمسين من العمر ولا يزال يريد ان نعامله مثل الاطفال. يضحك ضحكهم ويزعل زعلهم ولا يكاد يفارق الخصام ان هم احدهم ونهره، فهو في هذه الحالة وبش ( مفرد اوباش ). ومنهم من يتعالى عليك معتقدا انه ملك مفاتيح السماء بين يديه او خرج نهر النيل من بين كفيه. وان اردت ان تعرف سر هذا التعالي، تجدها خبيئة خصها لنفسه وظن انك لن تحصل على مثلها بالرغم من انها تباع في سوق العتبة على الارصفة. فهذا ايضا انسان وبش ، هرب للتو من قفص الاوباش. واذا اردنا التوغل في مستنقع الاوباش لنخرج نماذج اخرى

العلبة دي فيها فيل

صورة
من الامور المؤلمة على النفس والضمير ، ان تغض الطرف عن وقوع احدهم في البير ( الهمزة في البئر تقلب ياء في حالة الكسر قبلها فيقال : بير بدلا من بئر). ولكن هناك الكثيرين الذين يفضلون السقوط في البير عن ان تقدم لهم يد العون والمساعدة. واذا حاولنا ادراك سبب ممانعتهم ورفضهم لفكرة المساعدة ، نجدها لا تخرج عن كونها كبرياء اصاب تفكيرهم وجعلهم يغلقون كل ابواب المد في وجوههم. ومن هذا المنطلق ، يغرقون في لجج الظلام الدامس بدون اي استرشاد بضوء او دليل. واذا علمنا ان النور موجود حولهم وهم يعلمون مصدر الوصول اليه ولكنهم يديرون ظهورهم معتقدين في الوقت ذاته انهم يستطيعون ان يشعلوا نار تضئ ما حولهم بطرق حجرين مصمتين. وتغافلوا ان الحجرين يكسوهما البلل ومن المستحيل ان ينتجا اي شرر. فظلوا يعرجون في الظلام بعد ان باءت كل محاولات انتاج النار للفشل. الغريب في الامر ، انهم لا يعترفون ابدا بالفشل ويعتقدون انهم نجحوا فيما فشل فيه الاخرون. وظنوا ان مجرد محاولاتهم لانتاج النار هي نجاح، ولا يكتفوا بذلك ولكنهم يطلبون المزيد من التقدير والاطناب ويقيمون الافراح والليالي الملاح على جهدهم الذي بذلوه وتعبهم الذي دفع

الاستاذ طلعان الدين أبو الفشوخ

صورة
الاستاذ طلعان الدين ابو الفشوخ ، رجل يبلغ من العمر خمسين عاما. يرتدي بدلة جوخ موديل السبعينات ويضع على عينيه نظارة سميكة بسبب قصر نظر اصابه منذ نعومة اظافره. له ذقن خفيفة وشارب كث ولا يخلو وجهه من التجهم طوال الوقت. يعمل في احدى المؤسسات الاجتماعية والتي تخدم ابناء منطقته. يذهب الى عمله والنشاط والحيوية يدبان في اوصاله. فهو معتاد على الاستيقاظ مبكرا كل صباح والنوم في وقت مبكر ايضا. لم يغير روتين يومه طوال سنوات عمره ولم يحاول حتى تغيير نشاطه. ذات صباح وهو ذاهب الى عمله كالمعتاد ، لمح طفل صغير مستلقي على جانب الطريق وعلامات البؤس تعلوه ، فقرر ان يأخذه الى المؤسسة حتى يحاول ان يعالج مشكلة هذا الطفل الصغير. فذهب صوب الطفل وساعده على القيام ثم قاده معه الى المؤسسة. واثناء سيرهما طلب منه الطفل ان يشتري له طعام لانه لم يأكل طيلة اليومين الماضيين. فلم يتردد الاستاذ ابو الفشوخ في تنفيذ الطلب ، لاسيما وان الذي سيدفعه سوف يأخذه من المؤسسة طالما احضر فواتير الشراء، فكل شئ بالقانون يهون. فدخل الاستاذ ابو الفشوخ واشترى الطعام للطفل ولم ينسى ان يطلب من البائع فاتورة الشراء. نظر اليه البائع باس

السرايا الصفرا

صورة
عندما شاهدت صورته ممددا على سرير المستشفى وهو ينزف من الجروح القطعية التي اصابت راسه، تساءلت عمن يكون فعل ذلك ولماذا. وعندما بحثت عن الموضوع وجدت ان القصة كلها اختلاف في الاراء. أإلى هذه الدرجة وصل بنا الحال لان نقاتل بعضنا لمجرد اختلاف الرأي؟ لم اعد اتعجب كما كنت في الماضي لان نكبات الزمان فعلت فعلتها بحالتي النفسية. لم اعد ارتعد من مشهد الدماء ولم يعد قلبي يخفق عندما اعلم ان شاب قتل ابويه او ان ام القت بفلذة كبدها في النهر وهو حي. انا لم يعد انا !! هل الكلام لم يعد مجدي فننال مأربنا بحد السيف؟ هل لم نعد نفهم بعضنا عندما نتكلم؟ هل زاد اختلافنا الى الدرجة التي يستحيل معها التآلف؟ هل تنامى الشعور بالبغض الى الحد الذي جعلنا نغلق ابوابنا في وجه بعض؟ هل مات العطف والحب؟ هل اصبح الغيظ والكيد هما الصفتان المترادفتان لوصف واقعنا وحياتنا؟ هل اصبح الشتم والقذف والسب اسلوب حياة ؟ كم رايت اثنان يتجاذبان اطراف الحديث وما ان يقوم احدهم حتى يسبه الاخر في ظهره. هل هذا كره ام غيبة ام مرض ام وساوس شيطانية تلبثت عقول البشر؟ لم اعد استطيع التفسير وتوقف عقلي عن التفكير. هل وصلنا الى مشارف الان

بركات فلسفية

صورة
في احدى ليالي الشتاء الباردة ، قامت من النوم لتصلي ركعتين بعد ان ايقظها كابوس كادت ان تختنق منه وهي نائمة. توضأت ثم ارتدت اسدال الصلاة الذي اشترته مؤخرا لكي تكتمل طقوس الصلاة. وبعد ان انتهت من الطقوس ، اقتربت من المصحف الموضوع على المكتبة ثم ازاحت بعض الغبار من عليه وهمت بالقراءة بصوت تملأه الهمهمات. ظلت على هذه الحالة قرابة النصف ساعة الى ان هدأت نفسها ثم عادت ادراجها الى السرير حتى تستطيع القيام بالصباح وتذهب الى العمل. وضعت رأسها على الوسادة واغمضت عينيها ونااااااااامت. رن جرس الهاتف المضبوط على الساعة السابعة صباحا في ذاك اليوم. فقامت من النوم بعد ان استطاعت ان تتغلب على شعور قلة النوم الذي كانت تعانيه. فاتجهت صوب الحمام وغسلت وجهها وتوضأت ثانية لكي تصلي ركعتين قبل النزول. وبعد ان اكملت مشهد الصلاة ذهبت الى المطبخ سريعا لتحضير كوبين من الشاي لاطفالها الصغار وقامت بعمل ساندويتشين من المربى واعطتهما لاولادها الذاهبين الى المدارس. تنزل مسرعة على درجات السلم حتى تلحق الحافلة التي تقلها الى عملها. وتصعد درجات سلمها وتجلس بالقرب من احدى زميلاتها في العمل. وما ان ينتهي الحديث بي

ميرامار ( قصة قصيرة )

صورة
بعد أسبوع عمل شاق ، وصلت ميرامار الى المحطة تنتظر الحافلة التي سوف تأخذها الى بيتها. كانت الساعة في المحطة تشير الى الثانية بعد الظهر. دخلت الى المحطة وجلست على اول كرسي وجدته ووضعت شنطتها على حجرها واعتدلت في جلستها حتى تريح ظهرها المجهد من كثرة الوقوف. سرحت ببصرها الى العابرين تتطلع الى وجوه الناس المارة امامها. لم تعبأ كثيرا بما تشاهده فهي لم تعد تشغل بالها بقسمات الوجوه. كان منزلها يبعد مسافة كبيرة عن عملها لذلك استحسنت ان تؤجر منزلا مشتركا مع احدى زميلاتها في العمل لكي توفر عناء السفر الى بيتها يوميا. كانت المحطة تعج بالمسافرين يوم الخميس، واصوات الباعة الجائلين تعلو وتنخفض. لم تعد تشتري الصحف كما كانت تفعل في الماضي، لذلك كانت تسليتها الوحيدة هي ان تدير اصبعها على شاشة تليفونها لتتفحص الايميلات ورسائل الغزل التي تاتيها بين الحين والاخر من المحبين والمغرمين وعاشقي الكلام وأصحاب الالف وجه. مشاعرها باتت باردة بعد ان كانت دافئة واحاسيسها اصبحت صلبة من ترهات الزمان. لم تلحظ ان الساعة اقتربت من الثالثة ولم تأت الحافلة بعد. وبدأ الضجر يتسرب الى نفسها ولكنها اعتادت على هذه الامور