المشاركات

الاخوات المسلمات والاخوات الكافرات بين الذات والموضوع

صورة
اذا نظرنا الى هاتين الصورتين بتمعن لمحاولة استكناه شكل وطبيعة ايمان الفريقين بالقضية المزعومة محل الخلاف وهي هنا قضية عزل مرسي من الحكم ، نجد ان الاخوات المسلمات يؤمنن بان مرسي لا يجب عزله ابدا لانه قد اختير من الله سبحانه وتعالى كما قال لهن شيوخ الفتنة والدجل. وبالتالي فهن لا يمكن ان يصدقن بان الله قد ازاحه عن الحكم برغم دعائهن المستمر بدون انقطاع الى الدرجة التي يمكن ان ترى احداهن تبكي على ذهاب المعزول وتناجي ربها لعودته. فالقضية من وجه نظر الاخوات المسلمات هي قضية ربط ايمانهم الخارجي بعودة مرسي بايمانهم الداخلي بالله. بمعنى ادق ، هن يربطن ما بين ما قاله لهن الله بان دعائهن سيتحقق من فوق سبع سماوات لانهن مؤمنات محصنات يؤدين فروض الله دائما وبالتالي فالله سوف يحقق لهن ما اردن. ولكن الذي لم ولن يفهموه ، انهن بنفس هذا المنطق والعقيدة قد وضعوا الله مقام المنفذ لاوامرهن او جعلوا الله هو ( حاشا لله ) عفريت مصباح علاء الدين. فالله لا يمكن ان يتقبل الدعاء بهذا المنطق ، لان الانسان لا يمكن ان يزكي على الله احدا . فلو اراد الله بانسان خيرا لفعل بدون النظر لافعاله ولو اراد ان يهلك انسان لف

المريدين والحالة الاخوانية

صورة
مرت فترة ليست بالقليلة احاول فيها سبر اغوار الحالة الاخوانية التي ظهرت علينا مؤخرا. وانني ادعي انها ظهرت مؤخرا لاننا لم نكد نراها في السابق الا فلتات او ومضات تاتي احيانا اثناء انتخابات مجلس الشعب واحيانا اخرى كنا نسمع عنها انها داخل السجون. ولا اخفيكم سرا انني كنت من المتوهمين في صفائها ونقائها بحكم ما كان يبدو على السطح من انها مضطهدة من قبل النظام الحاكم. ولكن هذه المرة بالذات عندما اقتربنا منها ومن تصرفاتها وجدناها لم تكن مضطهدة ابدا ولكنها صنعت الاضطهاد لنفسها او هكذا رسمت لها صورة في مخيلتها. وكل من راقب تصرفات الاخوان واقوالهم يتعجب من كم الترهات التي يدعونها والتي لا تقترب من العقل قدر اقتراب القمر من الارض . ولن نسرد مقولة او فعلة مما فعلوه مؤخرا فصفحات الجرائد والتليفزيون أجلت ما قد خفي عنهم. حالة الاخوان اظهرت ان هناك خلل ثقافي واجتماعي داخل بنية الاخوان لم يكن ملحوظا في الفترات السابقة كونه متوغلا في عالم الاسرار. هذا الخلل ادى الى انعزال فئة بعينها وجعلها تبدو داخل نفسها انها مضطهدة مما زاد احساساتها بان الاوان قد ان لكي تخرج الى النور وتعلن عن نفسها عنوة. والذي دف

عن العشق والهوى

صورة
وقفت تنظر الى مرآتها تتأمل مسار حياة  إرتسمت ملامحها عليها. لازالت تعابير وجهها تحمل إطلالة الطفل الباسم. تخرج من نظرات عينيها حزنا وقلقا تتشكل خيوطهما على جفونها. يدق قلبها بعنف احيانا ،صارخا مستصرخا عقلها الذي يحاول جاهدا كبح جماح رغباتها المكبوتة ، ودافعا روحها لحب ما تبقى من الحياة. انها كزهرة تريد من يعتني بها حتى تظل متفتحة تنشر عبير اريجها في الانحاء. تحتاج يدا حانية تلتف حولها لتشعرها بانوثتها الطاغية وبأنها مازالت أنثى تريد ان تسمع كلمات العشق والهوى. زوجها لم يعطيها ما ارادت دائما. فهي متغيرة وليست كالشمس لا تلبث تخرج حتى تغيب. هي مثل البحر لا يمكن التنبؤ بهياجه وهدوئه. لم يعد زوجها يفهمها لان مفتاحها قد تغير على مر السنين ، حتى يده لم تعد تلك اليد التي تسير على جسدها لتطفئ جزوة شهوتها او جنون نزواتها. ارادت ان تسمع كلمات مختلفة وحياة اخرى. ارادت ان تغير مشاهدها بعد ان سأمت تكرار نفس المشاهد والاحزان والافراح. ارادت ان تسمع كلمات الحب بنغمة يختلف ترددها على اذانها. انها انسان يريد ان يعيش طبيعيا. زوجها واطفالها وعملها ودنيتها لم تعد مشوقة كما كانت. هي أنثى ارادت ان

كلمة للاخوان

صورة
ما سأكتبه الان حقيقة هو توثيق لما رأيته أمس من مظاهرات عارمة في اسكندرية بالخصوص وفي مصر على العموم. وهو وان كان كلمة اكتبها لكي اتذكر بها هذه الجحافل ولكنني في الوقت ذاته اوجهها للاخوان ومن على نهجهم. وحتى لا يظن احد او يتخيل ان ما اكتبه غير صحيح احب ان انوه انني كنت من ضمن المشاركين في هذه المظاهرات ووثقتها بالصور الدالة على ذلك. فان ما رايته امس كان مشهدا يشيب له الولدان ولا يستطيع اي انسان ان يمتلك ناصية امره عندما يراه حتى انني بكيت كما بكى غيري الكثير. فالاطفال والشيوخ والشباب لم تكن صرخاتهم الا بتحيا مصر. ولم تكن النساء العجائز يمنعهن ضعفهن من السير وسط الافواج القادمة من كل مكان. حتى انني سرت مثل الجميع مسافات لم اقطعها وانا في ريعان الشباب. وادركت بالتجربة ان العزيمة والارداة والتصميم يقهرون المستحيل. فاثبتنا جميعا ان التوحد هو قيمة هذا الشعب في المحن وان الغريب عنا لابد له من الرحيل سواء آجلا ام عاجلا.  والذي يظن ان من خرج امس على الرئيس هم فلول او موالين للنظام السابق او مخربين فعليه ان يقول ان الشعب المصري جميعا فلول او مخربين. وان اصر على قولها فهو اما مجنون او ب

الانسان أصله خروف

صورة
قبل ساعات من يوم 30 يونيو ، وجدت نفسي راغبا في كتابة ماشاهدته خلال هذه الايام سواء من وسائل الاعلام او من ارض الواقع. فالكل لا يتحدث الا عن هذا اليوم العظيم وما ستؤول اليه مصر بعد ذلك . ولا انكر انني بصدد الاعتراف انني من الداعمين بشدة الى التخلص من حكم الاخوان الخرفاني الذي لا يقل همجية عن الهتلرية او الشيفونية او اي مسمى يأتي على خاطرك. هؤلاء القوم لا يكترثون الى اقتراف اي اثم ويلحقون به اية او حديث. وكأن الدين قام للافساد في الارض او القتل بشرعية من الله. وبرغم ان القران يعج بالايات التي تحرم القتل الا بالحق، الا ان الحق التبس عليهم فاصبحوا لا يرون الا القتل حكما لمن عارضهم الراي او الحجة. وكل احاديثهم لا تخرج عن حيز الجهاد والحرب والنفير والشهادة. ويجب علي ان اعترف انني عجزت كما عجز غيري عن تحليل شخصية هؤلاء المرضى الذين لا يبتعدون كثيرا عن مختلي الادراك المصابين بالهوس الهستيري. هم قوم لا يمكن التعامل معهم بالمنطق لانهم لا يعترفون به ولا يمكن اقامة الحجة عليهم لانهم يعتقدون ان الله يؤيدهم في افعالهم. هم قوم لا زالوا يرفلون في اوهام ماضي اخترعوه بخيالهم. ماضي لم يشاهدوه بنفسهم

لمبة جاز

صورة
برغم ان عندي بعض كشافات النور التي تضئ عندما يتم قطع النور هذه الايام ، الا انني اثرت ان اشتري لمبة جاز حتى يتعرف ابنائي على طرق الاضاءة القديمة والتي كانت تنير منازلنا في الازمنة السابقة قبل ظهور المخترعات الحديثة. وقبل ان اطرق باب منزلي حاملا اللمبة ، اعتقدت لوهلة ان زوجتي سترحب بالفكرة التي خطرت ببالي الا انها وبمجرد فتح الباب لي وجدتها تجهمت ونزلت علامات الشياطين على وجهها وصمتت صمت القبور ولم تنبس ببنت شفه. ففهمت من تعابير وجهها الجامدة انها غضبت ولا اعرف لماذا. وبما اننا لم نعد نتواصل في مشاكلنا كما كنا واصبح باب النقاش مقفولا قبل ان يفتح، لم اوجه لها اي سؤال لحالة الضيق البادية عليها. ولكنني ادركت انها كانت تريد مصباح حديث افضل من لمبة الجاز. ومع علمي بصحة وجهة النظر هذه الا انني لم اكن اقصد تفضيل لمبة الجاز على المصباح الحديث وانما القصد كان كما ذكرت سابقا هو انني اريد ان يتعرف ابنائي على سمة الحياة في العقود السابقة. فكيف بشعب يريد ان ينطلق الى المستقبل وهو يريد ان يتجرد من حيواته السابقة ويمحوها تماما؟ المهم انني لم اعبأ ببوادر ضيقها . ثم افرغت زجاجة من وقود الكيروسين ك

مع تحيات شلبية

صورة
في احدى غزوات المماليك البحرية على مملكة عسير الرابضة في منتصف الصحراء . ارسلت الملكة شلبية صاحبة الصولجان تحياتها لمماليك دولتها لكي ترفع من روحهم المعنوية وتشد ازرهم اثناء القتال. فاستقبلت الجنود المشعثة المغبرة برمال الصحراء هذه التحيات بالسخرية والتهكم لان تحياتها لن تنجيهم من الموت ان اصابتهم الرماح ولن ترفع من روحهم المعنوية المحطمة وهم يرون زملاءهم ينزفون دما من كثرة جراحهم. فصاح احدهم في الجمع وقال ، يا قوم نحن اهل حرب ومرتزقة ولم نخوض هذه الحرب الا من اجل المال ولن تنفعنا التحيات والابتهالات ولكن نحن نريد مالا . فان لم ترسل الينا شلبية الاموال وتترك لنا جزء من الغنائم فسنترك هذه الحرب ولتأتي شلبية لتخوضها بنفسها وترينا نفسها ماذا ستفعل. فصاح الجنود وعم الهرج والمرج المكان وارتفعت كلمات السباب والشتائم تضامنا مع هذا القول السديد. ومع انتهاء الغزوة ، ارسل الجنود رسول الى الملكة شلبية لكي يملي عليها طلبات الجنود المماليك. فوقف الرسول بين يديها والقى كلماته عليها. فقالت شلبية بعد ان اتم كلامه ، نعم نعم . سأرسل اليكم ما تريدونه وجزء من الغنائم تلقفونه . فبكم اصبنا المال وبكم تغ