المشاركات

عجائب البشر السبع

كما ان هناك سبع عجائب للدنيا فان للبشر ايضا من العجائب سبع. وهذه العجائب البشرية موجودة ونكاد نراها ونلمسها يوميا ونتعجب منها ايما العجب. وهي ليست بعيدة عنا وعن حياتنا. فهي تروح وتجئ اينما ارتحلنا وتبيت معنا اينما بتنا. فهي كالظل لما يلتصق بصاحبه او كالنهر لما ينساب على جوانبه. والاختلاف الوحيد بين عجائب البشر وعجائب الدنيا انها موجودة في المنطقة العربية فقط. ولكن للاسف لا يتم استغلالها على الوجه الاكمل حتى تكون مصدر للدخل القومي كما اختها  فهي خصيصة لنا فقط نحوزها ولا نتركها ونحافظ عليها ولا ننشرها فعدت صفة مندوحة فينا لا يروم الفتى الا ويستعجلها لكي تنير له الطريق ويستأنس بوحشته الرفيق. وأول هذه العجائب هي الفتوى . فانت ان خاطبت المرء اي سؤال ما لبث الا ان اتاك الجواب سريعا حتى ولو كانت الاجابة خرجت من بين فرث ودم. الاجابة حاضرة دوما والنفوس عامرة بكل التجارب والخبرات. واذ حاولت ان تراجع رأيا ظننته خاطئا ، يأتيك الرد يتبعه علامة التعجب وكأن الخطأ غير وارد ، وينظر اليك بعينين حمراوين تملؤهما الضجر والغضب. واذا حاولت ان تبين له مقدار حياده عن الامر ، بدأ صوته في العلو والارتفاع محا

المجلي الشحات احسان

شخصية اليوم هي شخصية حقيقية وليست خيالية . نراها بيننا في احيان كثيرة. وقد نراها داخل انفسنا بشحمنا ولحمنا. شخصية المجلي هي شخصية متعلمة وتحمل شهادة الدكتوراة. ويكمن مجال تخصصها في العمل الاستراتيجي داخل القطاع الحكومي. نالت الكثير من الدورات بحكم المنح التي تهبها الدول الاجنبية لمصر والمصريين. لم يدفع من جيبه شلن او سحتوت في اي دراسة او شهادة تحصل عليها كله من دقنه وافتله. يعمل في المؤسسة الحكومية نهارا ويبيت ليله يكتب اخر انجازاته العملية. يضع كل خبراته وبصماته على كل عمل يؤديه. لا يكل او يمل ويكتب التقارير التي تؤكد سير العمل على احسن ما يكون. لا يتوانى في الوصول الى ارقى مستويات العمل العام والخاص والايزو. انه مدرب تدريب عال على كل فنون الاداء، سواء الاستعراضي او الاوبرالي. لا يألو جهدا ولا تنثني له عزيمة طالما ظل محافظا على موقعه من كل شائبة او نائبة. يخاطب رؤسائه بالمدح والتبجيل ويرسل تقاريره تكسوها الافاعيل. الكلمة يجعلها كلمات والخطبة تتحول الى مناشدات. ومع كل ما كان له من منزلة في الهيئة التي كان يمثلها الا انه رمى خلفه كل هذا وتعلق بحبال المال الدايبة عند اول ظهور لهلال الر

انهم يضحكون علينا

اذا نظرنا جيدا لمحتوى الحياة التي جبلنا عليها نحن العرب ، نجد اننا مبدعون ايضا ولنا افكارنا التي قد تناطح الافكار الغربية الجبارة. حتى ان بعضنا يؤمن تماما ان ما يقدمه قد يغير من سبيل المعذبون في الارض الى ان يرتقوا الى مصاف الدول الغربية بل ويسبقونها ان ارادوا. ويقدمون في سبيل ذلك النظريات والحكم والامثال التي تدعم وجهة نظرهم لانهم يقدمون نظريات جديدة بعضها من عندنا وبعضها جزءا من علم الغرب المتقدم وبالتالي فافكارهم يجب ان تكون على نفس مستوى المنهج الذي درسوه. فتجد في بعض الاحيان احدهم وقد انشأ صفحة او موقع ودعى الخلق الى الدخول اليه لكي يتشرب من نبع الافكار الجديدة. وينشئ اخر احد الحركات الانسانية لكي يحدد للناس الفرق بين طريق الخطأ والصواب. ويقيم ثالث احدى الدورات لكي يعلم الناس لغة الجسد ومهارات التواصل. ولا اخفيكم سرا انني قد دخلت في حديث يقترب من المناظرة مع النوع الثالث الذي اشرت اليه. وكانت امراة تبدو على ملامحها الاريحية وسعة الحال. والذي لفت نظري انها كانت تقيم دورتها في مدينة دبي عاصمة النور في بلاد الشرق الجديدة. وانني والعلم لله قد زرت دبي واعلم جيدا قيمة الدرهم وحلاوة

مقاطيع حفلة إمضاء

لا أدعي كذبا انني من المتابعين لحفلات توقيع الكتب الجديدة للكتاب المشهورين. ولكن حظي أوقعني مرة يتيمة في احدى هذه الحفلات. ولا اخفيكم سرا بانني كنت في غاية السرور والغبطة وذلك بسبب انني كنت قد قرأت الكتاب الذي بصدده سيتم توقيعه وكنت من المتابعين لاعمال هذا الكاتب بالاضافة انني كنت من اشد المعجبين به وبأسلوبه في الكتابة والذي لا يخرج عن النمط العام هذه الايام وهي الكتابة الساخرة على الاوضاع. حتى انني قد احضرت معي بعض اعمال هذا الكاتب حتى يضع توقيعه عليها لاحتفظ بها واتباهى بها بين اقراني. ولم انسى بالطبع ان التقط بعض الصور بيننا حتى اريها لاصدقائي المغفلين لكي اضفي مسحة من الغرور والكبرياء على شخصيتي وبانني من المهمين في هذا الزمان. ولم أصدق عيني قبل الحفلة والتي اقيمت في احدى المكتبات المشهورة في مصر عندما شاهدت بأم عيني بعض اصدقاء الكاتب وهم من الكتاب ايضا بالاضافة لحضور شاعر مشهور عنه انه كان من اشد المناهضين لحكم مبارك وعائلته. فسلمت عليه ولازالت ليونة يده استشعرها عندما يراودني حلم الليلة العصماء. وكان عدد الكتاب الذين حضروا الحفلة لا يتجاوز خمسة بينهم سيدة مشهورة في عالم الصحافة

النسكافيه والأنتخة

صورة
  تتكون كلمة نسكافيه من مقطعين ، نس وكافيه . ونس اختصار لكلمة نستلة وهي الشركة المنتجة للنسكافيه فتم تركيبهما معا لتكوين الكلمة وبيعت على شكلها الحالي. فالنسكافيه ما هو الا منتج للشركة وليس قهوة خاصة بذاتها. وكلنا تقريبا شربنا هذا المشروب وعرفنا طعمه جيدا. فمنا من استساغه ومنا دون ذلك. وهو وان كان مستخلص من القهوة الا انه يختلف عن طعم القهوة العربية او التركية والتي اعتدنا في مصر على صنعها. وبعد محاولات كثيرة لكي اكتشف سبب اختلاف الطعم بينهما الا ان كل محاولاتي باءت بالفشل وذلك بسبب احتفاظ الشركة بسر صنعها. وللنسكافيه سر اخر ليس له علاقة بالشركة ولكن له علاقة بالبشر ذات انفسهم وهم من صنعوه وابتكروه . فهلم بنا لنتعرف على سر النسكافيه عند البشر اليوم.. هناك قطاع كبير من البشر تشرب النسكافيه ولكن ما علاقة شربه بنا نحن البشر الاخرون؟ لماذا عندما تشربه تضع صورة للمج الذي يحوي نسكافيهك ثم تضعه لنا في اطار داخل صفحتك على الفيس بوك؟؟ وزيادة في الحبكة التصويرية يكون المج من النوع الفاخر حتى تبين لنا انك من الناس الذين لا يستهان بهم في شرب النسكافبه. ولماذا تورد لنا قصصك وعلاقاتك الحميمية بي

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

داخل احدى قاعات المحكمة ، وقف المجرم في قفص الاتهام يدافع عن نفسه من الجريمة التي وجهها اليه القاضي. فكان المجرم يدافع عن نفسه ولم يستعن بالمحامي الذي خصصته له المحكمة لانه كان يظن انه ناج من التهمة الشنعاء. وكان جميع من بالقاعة ينظرون الى المجرم وهم في حالة من الاندهاش والاستغراب ظنا منهم ان المجرم لديه من الحجة والاقناع ما يوجب ان يتم تبرئته تماما من التهمة الموجهة اليه. وظل القاضي صامتا حتى ينتهي المجرم تماما من مرافعته وحجته التي يلقيها عليه. الا ان القاضي لم يمهل المجرم في السرد بعد ان بدأ يشعر بالملل . فاستوقفه حتى لا يتمادى في الشرح والتعليل وسأله سؤال : انك تتكلم منذ ما يقرب الساعة الان ولم أقاطعك حتى تأتي بكل ما لديك من حجج واوهام . ثم انك تنظر الان وتملؤك الظنون والامال بانني سوف اعطيك حكما بالبراءة بالرغم من انك لم تعطيني اجابة واضحة شافية عن سؤالي وسوف اكرر عليك السؤال ، ما الذي دفعك الى رجم انسان حتى قضى نحبه؟ الم تكن تعرف ان عقوبة الزاني هي الجلد فقط وليس القتل؟ فرد عليه المجرم ، ولكن الزاني حضرة القاضي حكمه الرجم ان كان محصنا وانا لم انفذ الا ما هو موجود في الدين ا

الشهرة فالشتيمة والاكس فالتاكس

من منا لا يبحث ان يكون مشهورا ، تتابع اخباره الناس وتهتم بما يقوله. وتكتب اقواله على صفحات الصحف والاحاديث ويسترشد باحكامه كل جليس وتطلب العامة آراؤه ويحتفي به الخاصة وأحباؤه. ولكن هل من طريق يؤدي بنا الى الشهرة؟ نعم ، هناك من الطرق الكثير ولكن اسرعها تحقيقا وأنجعها تدقيقا هو طريق الشتم واللعن ..!! نعم ، اذا اردت ان تكون مشهورا بأقصى سرعة فما عليك الا ان تكتب مقالا او كتابا يدفع الجميع الى ان يسبك ليل نهار ويفضي عليك من اللعنات انهار. فالتاريخ يسجل به العظام كما يسجل به المجرمين والسفاحين والموتورين والقتلة واصحاب الشذوذ سواء كان فكريا ام نفسيا. فالجريمة تسجل في التاريخ حتى يتدبرها الخلق ويتعلموا منها عدم فعلها ولكنها تكون احيانا نافذة يطلع عليها كل من اراد الشهرة. وهناك الكثير من الحوادث التي استلهم بعضهم منها جرائمه. ولكن على المستوى الفكري ، كيف يصبح الكاتب قاتلا؟ الشهرة عن طريق الجريمة يقابلها في الكتابة سخافة الكاتب وسوء كلماته وقبح تنظيراته وقلة بلاغة اسلوبه او انعدامه. ولكي نقرر مثلا غير بعيد فلنا في مقالات ممتاز القط خير دليل. فانه كان يكتب باسلوب بغير اسلوب مستخدما لغة ع