الشهرة فالشتيمة والاكس فالتاكس


من منا لا يبحث ان يكون مشهورا ، تتابع اخباره الناس وتهتم بما يقوله. وتكتب اقواله على صفحات الصحف والاحاديث ويسترشد باحكامه كل جليس وتطلب العامة آراؤه ويحتفي به الخاصة وأحباؤه. ولكن هل من طريق يؤدي بنا الى الشهرة؟ نعم ، هناك من الطرق الكثير ولكن اسرعها تحقيقا وأنجعها تدقيقا هو طريق الشتم واللعن ..!!
نعم ، اذا اردت ان تكون مشهورا بأقصى سرعة فما عليك الا ان تكتب مقالا او كتابا يدفع الجميع الى ان يسبك ليل نهار ويفضي عليك من اللعنات انهار. فالتاريخ يسجل به العظام كما يسجل به المجرمين والسفاحين والموتورين والقتلة واصحاب الشذوذ سواء كان فكريا ام نفسيا. فالجريمة تسجل في التاريخ حتى يتدبرها الخلق ويتعلموا منها عدم فعلها ولكنها تكون احيانا نافذة يطلع عليها كل من اراد الشهرة. وهناك الكثير من الحوادث التي استلهم بعضهم منها جرائمه. ولكن على المستوى الفكري ، كيف يصبح الكاتب قاتلا؟
الشهرة عن طريق الجريمة يقابلها في الكتابة سخافة الكاتب وسوء كلماته وقبح تنظيراته وقلة بلاغة اسلوبه او انعدامه. ولكي نقرر مثلا غير بعيد فلنا في مقالات ممتاز القط خير دليل. فانه كان يكتب باسلوب بغير اسلوب مستخدما لغة عامية اقرب ما تكون الى لغة سائقي التوك توك او العربجية. ليس لها نمط او ترابط محدد. حتى ان الهدف منها لم يكن مفهوما حينها لانه كان يدخل الكثير من المواضيع في بعضها. وكانه يعجن عجين الفلاحة. وهذا المثل سقناه لكي نضرب مثلا اخر حدث منذ ايام قليلة ، فهناك مقال لكاتبة لم اكن اعرفها من قبل تدعى غادة شريف مكتوب في صحيفة المصري اليوم. هذا المقال عبارة عن قصيدة غزل بالعامية تمدح فيها الفريق السيسي داعية اياه الى ان يترشح لمنصب رئيس الجمهورية عنوة منها. والذي لفت نظري اليها برغم انني لم اكن اعرفها من قبل انني وجدت جمع غفير من رواد الفيس بوك يكيلون لها السباب لانها تتغزل في الفريق السيسي بهذا الاسلوب الغير لائق. وعندما دخلت على موقع الجريدة لاقرأ ما كتبته وجدت ان الهجوم عليها ذو حيثية. لان المقال مكتوب بنفس اسلوب الاخ ممتاز القط وكانه استنسخ نفسه بأسم جديد. وبعد ان انتهيت من قراءة المقال اللوذعي وجدتني متحيرا كيف لمثل هذه الكاتبة ان تطل علينا بكلماتها الجنسية تلك وكيف انخفض مستوى الكاتب في الصحف بعد ان كان امثال طه حسين وزكي نجيب محمود واسماعيل مظهر وتوفيق الحكيم يكتبون فيها.  أالى هذا المستوى من الرداءة نحن وصلنا؟ الى هذه الدرجة اختفى الكتاب العظام ولم يعد بيننا غير مثل هؤلاء يحصلون على الشهرة. فلولا انها كتبت هذا المقال والذي بسببه سبتها الناس لم اكن التفت اليها مطلقا ولم اكن سأعرفها بالتاكيد. ولكن مجرد الهجوم عليها دفع الكثيرين مثلي الى تتبع الخبر لاعرف لما الهجوم هذا حدث. بل انني متأكد انني سأظل اتابع اخبارها لاعرف ماذا ستكتب في العدد القادم لترد على الاتهامات التي كيلت اليها. وبالتالي تصبح شهرتها لم تأت عن طريق مقال جبار كتبه عالم مغوار وانما عن طريق مقال ليس له اي معنى اللهم الا تعليمنا كيفية المغازلة الجنسية على السرير.
وبعد هذا الدرس الذي مررت به ، ايقنت ان اسرع اسلوب الى الشهرة هو ان اكتب كلمات ليس لها معنى ولا تحمل اي هدف. انما الافضل لي ولامثالي ان يكتبوا عن الراقصات العاهرات المومس وان يكتشفوا صدور الغواني بالكلمات واتعلم كيفية الرقص الشرقي حتى اجيد اخراج كلمات لها مدلول ايحائي جنسي يستطيب له الخلق في اوقات فراغهم ويصبون علينا اللعنات اثناء نومهم..!!



تعليقات

  1. أحييك أخي العزيز على هذا المقال الرائع ، لقد سمعت أيضا أن مصطفى بكري أيضا قال أنه ليس من حق الفريق السيسي أن يرفض انتخابنا له كرئيس جمهورية

    هذا هو زمن الرويبضة
    هذا هو الزمن الذي تنقلب فيه الحقائق والمفاهيم والمعاني والقيم والمبادئ ليصبح الخير شرا والشر خيرا وإلا فمصيرك النار وبئس المصير

    تحياتي

    ردحذف
  2. اشكرك اختي العزيزة ، نحن نرى من الدنيا العجب وما علينا الا تصحيح بعضنا ان اخطأنا. فبدون نقد وتحليل نتحول الى زمرة من الافاقين وتنهار بنا الدنيا اكثر من ذلك.
    اتمنى ان ينال كل ما اكتبه استحسانكم ويشرفنا نقدكم على ما نكتبه حتى نتبين الحق من الباطل.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية