انهم يضحكون علينا
اذا نظرنا
جيدا لمحتوى الحياة التي جبلنا عليها نحن العرب ، نجد اننا مبدعون ايضا ولنا
افكارنا التي قد تناطح الافكار الغربية الجبارة. حتى ان بعضنا يؤمن تماما ان ما
يقدمه قد يغير من سبيل المعذبون في الارض الى ان يرتقوا الى مصاف الدول الغربية بل
ويسبقونها ان ارادوا. ويقدمون في سبيل ذلك النظريات والحكم والامثال التي تدعم
وجهة نظرهم لانهم يقدمون نظريات جديدة بعضها من عندنا وبعضها جزءا من علم الغرب
المتقدم وبالتالي فافكارهم يجب ان تكون على نفس مستوى المنهج الذي درسوه. فتجد في
بعض الاحيان احدهم وقد انشأ صفحة او موقع ودعى الخلق الى الدخول اليه لكي يتشرب من
نبع الافكار الجديدة. وينشئ اخر احد الحركات الانسانية لكي يحدد للناس الفرق بين
طريق الخطأ والصواب. ويقيم ثالث احدى الدورات لكي يعلم الناس لغة الجسد ومهارات التواصل.
ولا اخفيكم سرا انني قد دخلت في حديث يقترب من المناظرة مع النوع الثالث الذي اشرت
اليه. وكانت امراة تبدو على ملامحها الاريحية وسعة الحال. والذي لفت نظري انها
كانت تقيم دورتها في مدينة دبي عاصمة النور في بلاد الشرق الجديدة. وانني والعلم
لله قد زرت دبي واعلم جيدا قيمة الدرهم وحلاوة طعمه. ناهيك عن برج خليفة ومول دبي
وابن بطوطة وكل الاماكن ذات الاسماء الممطوطة. وبدأ حديثي معها بالاستنكار كعادتي
دائما لانني من الناس التي لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب. وكان الحديث عبارة
عن سؤال وجواب عن معنى لغة الجسد ومهارات التواصل . وبما انني من الناس ايضا التي
لا تؤمن بهذه الخزعبلات مثلها مثل التواصل الادراكي العصبي اللغوي فانقلب الحوار
الى محاولة منها الى اقناعي الى قدرة هذه الدورات لتحويل الانسان من بائس الى مفعم
بالحياة يملؤه الامل عن طريق تحسين مهارات التواصل لديه. ولكنني لم امهلها في
سردها وانطلقت الى دحض كل نظرياتها ومحاولة اثبات انها لاتفعل ذلك لانها تؤمن بما
تفعله وانما فقط من اجل المال . لان هذه الدورات لا يمكن ان تغير من طبيعة الانسان
العصبي مثلا وتحوله الى انسان هادئ. ولن تحول الجبان الى شجاع ، ولا القبيح الى
وسيم. لان كل هذه الصفات ماهي الا صفات خرجت من رحم الجينات ولا يمكن تعديل جينات
الانسان الا عن طريق الهندسة الوراثية ونحن كما نعلم جميعا بعيدون عن هذا العلم
بعد المشرق عن المغرب. وبما ان هذه الصفات ذات تاثير جبار في سلوكيات العرب
بالاضافة الى انها سبب رئيس في التعامل بيننا ، فلن يكون تاثير مثل هذه الدورات
ناجعا على الشخص الذي يدرس هذا المنهج وبالتالي ستذهب كل الاموال التي سيدفعها
ادراج الرياح. ولن يجني منها الا محاولات طفولية من الابتسامات والسخافات والحذلقة
البائسة مثلها مثل الحركات التي كنا نفعلها ونحن اطفال بعد مشاهدة فيلم من افلام
بروس لي. ولن يكنز المال لمجرد انه تحصل على هذا العلم. لان اصحاب العمل لسبب بسيط
للغاية لا يأخذون لمثل هذه الامور اي اهمية. فكم من مدير استخف بانسان لمجرد انه
يحاول ان ياتي بجديدا. وكم من صاحب عمل اختار وسيما عن قبيحا. وكم من انسان سقط في
اختبارات قبول لمجرد ثقل ظله؟ وكم من انسان رفت وتقصده مديره لا لشئ الا لانه اعلم
منه واقدر؟؟ فمهارات التواصل لا يمكن ان تغير طبيعة انسان انطوائي او انسان قليل
الكلام فتجعله كثير الكلام. وعليه فلا يمكن ان يقدم هذا العلم جديدا على ساحة
الامة العربية الا كما قدم سابقيه من فشل.
وبعد ان سردت
الادلة لها لم يعجبها ردي النهائي عليها ولم تعترف امامي بالسبب الرئيس الذي جعلها
تتخذ من تدريس هذه الدورات مهنة تتكسب منها على اكتاف الحالمين والمخدوعين. فقلت
لها ان المال هو المتحكم فينا وبالتالي فلا تحاولي ان تشرحي لي فائدة ماتقدميه
طالما لا يتخذ سبيل العلم – العلم الطبيعي من وجهة نظري كالطب مثلا- منهجا. وقلت
لها يجب ان تعترف ان المال هو المقصد النهائي مهما كانت الوسيلة اليه ، وانك بما
تقدميه للمخدوعين فلا يهمك مقدار التغير في حياتهم بقدر اهتمامك بما سيدفعونه لك.
فلا تقولي هذا العلم نافعا ولكن قولي هذا العلم جميل لان هناك من يصدق ما اقوله
ويدفع في مقابل ذلك الكثير. هذا هو قول الحق الذي فيه يمترون.
وبناء عليه
فمهنتك ما هي الا مهنة الدجال ، الذي يقنع الضحايا بصحة اراءه وتوقعاته واحجبته
وتعويذاته. انكما واحد في صورة اثنين. فلا فرق بينكما في نظري ولا يهمني رأي
الاخرين في لانني من حزب اعداء النجاح!!
وهاكم جملة
منقولة نصا من احدى اقوالها على موقع تواصل اجتماعي تبين تماما ضحالة فكر استاذ
كرسي علوم لغة الجسد ومهارات التواصل في جامعة بيتزا هت بنكهة الباربيكيو.
(بيتزا هات مكلمني
يبلغني العرض الكبير المحدود لمدة 48 ساعة فقط مع كل بيتزا لارج هدية خبز بالثوم .
بفكر ما اطبخش بكرا العرض مغري جدا )
مش بقولكوا
ان الفلوس هي اساس كل شئ ، متى تعترفوا بقول ذلك؟؟ اديني فالهايف وانا احبك يا
ننس.
عفواً أخي العزيز لكني لا أؤيدك في هذا الكلام ، هو يبدو معقولا ومنطقياً للوهلة الأولى ، لكن الحقيقة تقول غير ذلك ..
ردحذفأخي العزيز ، العلم لا يفند على أساس استخدامه من قبل العرب أو الغرب فليس جنس مستخدمه هو الحكم على كونه علم أم دجل .. إنما الأدلة والبراهين هي التي تحكم فيما بيننا فتقول هل هذا علم أم دجل ..
والدلائل والبراهين أثبتت أنه علم وعلم حقيقي وفعال لأنه في الحقيقة يعلب على النفس البشرية ، لا بل أكثر من ذلك إن دول العالم اليوم تستخدم هذا العلمم في توجيه شعوبها نحو المصير الذي تحدده هذه الدول ...
أما عن دولنا العربية ومدى استفادة هذه الدول من هذا العلم فهذا أمر آخر
فنحن العرب لم نفعل شيء واحد كما ينبغي أن يكون فهل مطلوب منا استخدام هذا العلم كما ينبغي وكل شيء هنا يستخدم بالطريقة الخطأ ؟
إننا أخي العزيز بحاجة إلى تغيير عقولنا لتستوعب العلوم الجديدة ، لا أن نكفر بالعلوم الجديدة لأن عقولنا عاجزة عن استيعابها ..
تحياتي
انا في انتظارك أخي العزيز لحضور هذا اللقاء الجميل مع باقي الصحبة الجميلة
ردحذفوهناك لازم هترد على السؤال اللي يخصك
http://ba3dhonmenny.blogspot.com/2013/10/62.html
في انتظارك يا كبير
تحياتي
اسف جدا لتأخري في الرد حيث انني كنت خارج البلاد لعمل. واود ان اشكرك على ردك وعلى ابداء رأيك فيما كتبته. وقد اكون مخطئا في تقدير الموضوع المطروح انما ما اردت ان اوضحه هو انه ، الانسان هو الانسان بطبائعه وحياته وفكره حتى ولو اخذ دورات لتعديل او تشكيل جزء منها فانه يظل محافظا على سليقته التي خلقه الله بها. فاذا كان انطوائيا فلن تجدي معه هذه الدورات لتجعله اجتماعي. ولن يكثر قليل الكلام من كلامه. ولن تجدي هذه الدورات لتجعل الغبي ذكي. فكل هذه العوامل التي ذكرت انما هي المؤثر الفعلي في سلوكيات الانسان. فالخجل مثلا قد يؤذي الانسان في مواقف كثيرة وقد يؤدي به خجله الى عدم القدرة على التفاعل مع الاخرين. فهذه الدروس مثلها مثل غيرها ان لم تجد الوعاء السليم لحفظها فيه فانه لن يبقى وسيتسرب من بين شقوقه وجنباته. فمرحبا بالعلوم الجديدة ان كان فيها صلاح الجميع انما هذه العلوم ما هي الا وهم اذا حاولنا حقنها داخل نفوس مريضة عليلة ذليلة لا تجد اي طريق امل ولا تجد اي مجال لرفعها من الشقاء والبؤس حتى ولو احضروا لها مصباح علاء الدين.
ردحذفواكرر ، اشكر لك جدا تفاعلك وابداء رايك وتاكدي انني من الصدور المفتوحة لاي كلام مهما ان كان . فأهلا بك وسهلا.