القلم العجيب

القلم العجيب
ان قلمي الان عاجز عن كتابة اي فكرة أو موضوع بالرغم من تدافع المواضيع والافكارربما لانه لا يعرف أي موضوع يختار فأنا أترك حرية الاختيار لقلمي يختار أيها يشاء.ان هذا القلم العجيب لايكتب الا ما يراه مفيدا. وكثيرا ما كتب أشياء ثم عاد وشطبها. ربما لانها لم تعجبه أو لم يكن لها مضمون. لذلك خجل من ان ترى عين هذه المخطوطات. ان القلم يحزن كما نحزن ويفرح كما نفرح ويتألم كما نتألم. ومن الاقلام من هو صادق ومن هو كاذب. من هو عطوف ومن هو ظالم. من يهاجم ومن يدافع. ينسال سائله بين جنبات الصحف ليخرج ما في جوفه ليعلن للعالم انه حي يرزق. ينام عندما ننام ثم يصحو ليرتدي قبعته ليستعد لكتابة آخر الاخبار ويصدر القرارات ويرصد السيئات ويسجل الحسنات.ان اول سورة أنزلت على سيدنا محمد(ص) ذكر فيها القلم وذكر ايضا اكثر من مرة في القرأن الكريم. ان الاقلام منذ الازل لم تكن جاهلة ولم تكن على مر العصور والازمان. ولكن اختلفت أرائها وافكارها واحديثها. الان نجد انها تتكلم عن الحرية والعولمة وعصر السماوات المفتوحة. ولا أعلم من اين اتت هذه الاقلام بهذه المفردات. انها تتنكر وتختفي وراء ما تكتب ولاندري من اين اشتقت هذه الاسماء. تريد ان تتلاعب وتتراقص على الصحف وتتجمل كأنها في حفلة تنكرية. ترتدي فيها الازياء الملونة وتضع المساحيق. في الصباح ترتدي الاحمر والاخضر والازرق. وفي السهرة تكون بالاسود. تسير بسرعة و ببطئ كيف تشاء وتقفز على الخطوط كراقص الباليه المحترف الذي يقف على اطراف اصابعه ولا يفقد اتزانه. انه الاحتراف بكل معانيه.انها لا تمل من الكتابة ولا تخجل مما تقول ولا تخاف ان تسجن او عذاب اليم. انها تخط الحياة والموت. الفرحة والسرور انه عالمها الخاص الملئ بالمفاجآت والاحداث. وايضا يوجد بين الاقلام من هو غني وفقير. من هو ذو اصول وانساب ومن هو لقيط يبحث عن لقمة عيشه بين الانقاض. من هو واقعي ومن هو خيالي. من يعمل في النور ومن يعمل في الظلام.انني اعرف قلما يكتب كثيرا عن عصر السماوات المفتوحة والمقفولة والحرية والابداع واسقاط الانا. وانني لااعرف من اين اتى بهذه الالفاظ. من امم خلت ام من امم حاضرة. من شعوب بائسة ام من شعوب متحضرة.انني لا اعرف معاني هذه الكلمات ولا اعرف كم تساوي من النقود في هذه الايام. كم تساوي بالدولار او اليورو. كم رغيف خبز يمكن ان يشترى بهذه الكلمات. ان هذا القلم مزور ومنافق يجب ان يكسر سنه يجب ان يفرغ حبره.هذا القلم لايعلم اننا لانعرف ماذا يكتب لاننا مشغولون بهمومنا. ومن يحارب من اجل همومه والامه وقوت يومه لايعرف ماذا تعني هذه الكلمات ولايدري كم تساوي ان حاول بيعها. ولايعلم ان باعها سوف تكفيه يومه ام لا. اننا لانملك مقومات الابداع لاننا لانملك مقومات الحرية. ولاننا لانملك مقومات الحرية لانملك مقومات عصر السماوات المفتوحة. ولاننا لانملك هذه المقومات جميعا لانملك اسقاط الانا. لانه بالطبع لايوجد انا. هناك فقط شبح الانا. انسان هزيل ضعيف لايملك مقومات حياته.اذا من اين يأتي التطوروالحرية والابداع؟!!!!!!!!!!!!!!!!