موسى وقصة اسراءه


بما اننا فتحنا مناقشة بعض ما كنا قد حبسناه في نفوسنا ، اذا وجب علينا تتمة الحوار الى نهايته. وسنكرر ان ما سنورده ما هو الا قراءة لبعض الايات تختلف عما هو معهود . ونحن نعطي لانفسنا الحق في ذلك لاننا نملك عقولا لا تقف عند ما تعرفه فقط ، وندفعها الى استكشاف المزيد حتى يتبين لنا الحق المجيد. ولا نقول ايضا اننا امتلكنا مفاتح الغيب لنعلم ماذا يقول كل حرف ولكن تمسكنا بقول الله سبحانه " انما يخشى الله من عباده العلماء" وندعو الله ان نكون منهم...
موسى نبي الله ورسوله ، جاء بالتوارة هدى ورحمة لقوم يؤمنون. اعطاها له الله حتى يبين الحق لقوم بني اسرائيل فأبى اكثرهم الحق وهم يعلمون.
ولن نسرد قصة موسى عليه السلام كاملة فهي معروفة لكل قاص وداني ولكن ما يهمنا هي الظروف التي احاطت بموسى قبل ان يكلمه الله الى اللحظة التي كلمه الله فيها واعلمه بانه اختاره ليكون رسول بني اسرائيل. فاذا رجعنا القهقري لنرى الظروف التي احاطت بها وورد نصها في القران نجدها كالتالي.....
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) القصص.
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) النمل
 وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) طه.
تقول الايات ان موسى بعد ان قضى الاجل الذي كان بينه وبين الرجل الصالح سار باهله حتى رأى نار . فأمر اهله ان يمكثوا حتى يأتيهم بخبر منها. ويظهر من سياق الايات انهم كانوا يسيرون ليلا لان النار لايمكن مشاهدتها من بعيد اذا كانت الشمس ساطعة. والجو كان بردا لانه اراد ان يأتيهم بدفء منها. فلما سار – ( أسرى بعبده ليلا ) كما جاءت في سورة الاسراء – ووصل الى مكان النار ناداه الله من وراء حجاب ودارت بينهم المحادثة التي ورد ذكرها في سورة طه. وكانت الايات التي اعطاها الله لموسى لكي يؤيد بها دعوته هي الايات الكبرى التي قدمها له الله. والايات الكبرى هي الايات التي يقف امامها العقل لا يستطيع فهمها او تفسيرها على منظور علمي. وهي كما جاءت في سورة الاسراء...
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) الاسراء.
وبعد هذا التحليل البسيط المختصر ، نستطيع ان نقول ان موسى سار من المسجد الحرام – وهو كان موجودا منذ ايام ابراهيم عليه السلام – الى المسجد الاقصى. والمسجد الاقصى هنا اشارة الى الوادي المقدس طوى الذي ورد ذكره ايضا في السورة السابق ذكرها. ولنا ان نعلم ان هناك فعلا مكان اسمه طوى في السعودية في ناحية الشرق من الطائف الى الان. وكل من اراد التاكد ، فما عليه الا ان يدخل على خريطة السعودية في محرك البحث جوجل ايرث ويشاهده بنفسه. وهو يقع فعلا خلف سلسلة جبال تفصل بين الطائف ومكة. ولنا ان نوضح ان هناك مكانين يطلق عليهم طوى في السعودية. الاخر بالقرب من مكة مباشرة ويوجد به بئر ماء مغلق الى الان. ويمكن لكم رؤيته على الانترنت ايضا..
وكل هذا يدعم ما نقوله بان موسى عليه السلام هو العبد الذي ورد الاشارة اليه في سورة الاسراء وليس محمد ( ص ) .
وسنقف عند هذا الحد لاننا كما قلنا في المقال السابق ، نحن لا نقدم المعلومة على طبق من ذهب ولكننا نريد من الجميع ان يبحث بنفسه ويقرأ بنفسه ولا يعطي لاحد ما كان ان يتحكم في معتقداته ومعارفه. ونكرر ايضا ان من اراد الرد علينا فليرد بالقران لاننا لا نعتد بأي مصدر أخر.
والسلام ختام..




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية