الارجـل الموحـلة فــي جــهاد الفئــة المُضــلِلة


تمر علينا هذه الايام بثقل يكاد يخنق الانفاس مع انها ايام المفروض ان تكون مغلفة ببركات شهر رمضان الكريم. فمن ضيق العيش بحكم الظروف التي تمر بها مصر ، الى مشكلة الحرب المندلعة الان بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة. جعلت الجميع مغموم ومهموم لا يجد متنفس يخرج فيه قليلا من الضحكات وجعلت البعض ينادي احيانا اين المفر. وبسبب هذه الظروف المحيطة ، جعلت الجميع متأهبين ومنتبهين لكل الاحداث والتقاط الشاردة والواردة . الامر الذي جعلني اصل الى نتيجة مفادها ، ان الانسان لا ينتبه للاحداث في فترات رخاءه انما يكون اشد انتباها في اوقات شدته مع ان المفروض العكس . لان هذه الحالة تقود الجميع الى الاكتئاب والجنون الرسمي . فكيف يصل الانسان الى هذه الحالة بمحض ارادته ؟ ولماذا يستمر في الانتباه ؟ الا يترك كل ما ينغص عليه عيشته ويركن الى اللامبالاه قليلا حتى تهدأ نفسه ويحاول ان يتقبل الامر الواقع لكي يستطيع التنفس؟؟
ولكن ، ما هي نوعية الاحداث التي جعلته يبتئس لهذه الدرجة وما هي طبيعتها ؟
هنا يجب علينا ان نحلل ما نراه من احداث ورؤى لكي نستنبط المشكلة من اساسها . وسوف نركز على مشهد غزة بالتفصيل قليلا حتى نخرج منها باسباب نكسة الامة.
كل متابع ومشاهد للاحداث يرى ان اسرائيل تحارب حماس ، وحماس ترد عليها بالصواريخ لان المواجهة المباشرة لم تتم الى الان. وهناك خوف حقيقي واعتراضات لدى اسرائيل من المواجهة المباشرة ليس خوفا من خسارة حرب بقدر خوفا على جنودها. فاسرائيل تستخدم كل التكنولوجيا لديها من صواريخ وطائرات واقمار صناعية وطائرات بدون طيار لكي تصيب اهدافها بدقة ومحاولة ان لا تصيب اهداف مدنية . ولكن المشكلة التي تواجه اسرائيل هي ان معظم الاهداف تقع بالقرب من الاحياء المدنية بحكم ان غزة عبارة عن ( اوضة وصالة ) وبالتالي فمشكلة عدم اصابة المدنيين تصبح في حكم المستحيل. بالاضافة ان حماس ذات نفسها تطلق بعض صواريخها من داخل الاحياء المدنية حتى تصعب مهمة اسرائيل في اصطيادها. المهم ان اللعبة اصبحت واضحة الان وفقا لكل المراقبين والمشاهدين.
الى هنا نصل لنقطة ورأس الموضوع الذي نحاول توضيحه ، وهو هنا صواريخ حماس وطائراتها اللعبة التي تدعي هنا انها طائرات بدون طيار. وليست المشكلة في حماس ، فلها الحق ان تقول ما تريد انما المشكلة لمن يروج خلفها ما تقول ، من انها لديها من القدرات العسكرية ما يجعلها تناطح اسرائيل !!
ونحن هنا لا ندافع عن اسرائيل انما لا يجب ابدا المتاجرة بالدم الفلسطيني لمجرد اظهار ان لديك قوة مزعومة لا تقدم ولا تؤخر على ارض الواقع. المشكلة تنبع عند المطبلين لحماس. فهم لايدركون كفاءة السلاح الحقيقي لدى حماس ولا يعرفون انها مجرد صواريخ لا تؤثر فعليا . ولكي نوضح تفصيليا لتقريب الصورة ، فان صاروخ مثل (M75) هو صاروخ مداه يبلغ 75 كيلو متر تقريبا ويحمل راسا تبلغ 75 كيلو جرام تي ان تي. وهو صاروخ سوري الصنع في الاساس . وتاثيره عندما يسقط لا يستطيع اختراق سقف بيت !! لذلك رأينا المشاهد الهزلية عندما تعرضها اسرائيل والتي توضح ان الصاروخ اصاب رصيف احد الشوارع فحرك فيه مجرد حجر !! هذا الصاروخ عبارة عن صاروخ باليستي وليس موجها . فليس لديه القدرة على التصويب ( هو مثل قذف الحجر ينطلق ثم يسقط بعد نفاذ وقوده ) . واذا ارادت حماس تكبير مداه فما عليها الا ان تزيل جزء من كتلته والتي هي جزء من راسه المتفجر !! وبالتالي عندما تدعي حماس ان صواريخها تصل الى تل ابيب ، فلان الصواريخ ليس بها الجزء المتفجر !!
المشهد الهزلي الاخر هو الطائرات بدون طيار والتي زعمت حماس انها لديها منها الكثير . هذه الطائرات عبارة عن طائرات لعبة بالريموت كنترول !! وكل عسكري يعرف ذلك. فالمشاهد التي عرضتها حماس لبعض الصور التي التقطها هذه الطائرة تدل ان الكاميرا المركبة عليها عبارة عن كاميرات فيديو تباع في سوق الكانتو بخمسمائة جنيه !!
والتحكم في هذه الطائرة هو عبارة عن ريموت كونترول مثل الموجود في محلات لعب الاطفال !!
ولكي نعرف معنى الطائرة العسكرية بدون طيار وجب علينا ان نعرف ان هذه الطائرات لديها القدرة على المناورة ويحمل عليها صواريخ موجهة وترتفع الى فوق مستوى الاستراتوسفير في بعض انوعها المتقدمة. بالاضافة الى كاميرات عسكرية بقدرة تقريب تصل الى 3 متر من سطح الارض . بالاضافة ان بعضها لديه جهاز توجيه وارشاد يدل الطائرات الهجومية على الاهداف بدقة.
وتستخدم الطائرات بدون طيار لحالتين لا ثالث لهما ، اولهما اثناء القيام بعملية عسكرية – تكون ملازمة لسرب طائرات عسكرية هجومية-  للتصوير اللحظي قتقوم الطائرات الهجومية بقصف الاهداف في لحظتها . وثانيها لتصوير منشآت لاستهدافها بواسطة الصواريخ الموجهة . وفي كلتا الحالتين لا يوجد لدى حماس طائرات هجومية لقصف الاهداف او صواريخ موجهة !!!!.....
اذا حماس ليس لديها ما تقدمه في هذه الحرب اللهم الا الاستعراض والعنجهية والعنطزة الفارغة التي لا تسمن او تغني من جوع ويدفع شعب غزة وحده الثمن.
هنا نصل الى النهاية وعنوان هذه المقالة ،هو كيف نوضح ونشرح ما قلناه للمغفلين الذين يهتفون وراء حماس ويصدقون كل هذه الترهات ؟؟ فاذا حاولنا ايضاح ما يفعلونه انهالت علينا السباب والشتم من كل مكان واذا خرجنا من معركة وقعنا في حرب من الجدال والنقاش الذي لا ينتهي. كيف نرغم الاخرين انوفهم ونجعلهم يشاهدون الحقيقة المؤلمة؟؟
اننا كمثل من يخرج احدى قدميه من تربة طينية زلقة فيضع قدمه الاخرى محاولا الاستناد عليها ليجدها قد غطست اعمق من الاخرى . ونحن اذا جاهدنا اكثر فاكثر فلسوف يصيبنا الارهاق حقا لان الفئة المضللة ما تلبث الا ان تضل غيرها وتزداد اعداد المغفلين في متوالية هندسية لايمكن حلها.
كلمة اخيرة لمن لديه بعض العقل ، اعطينا يدك وساعدنا من الخروج من الوحل!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية