والكأس يتبعه الغاوين


من اكثر ما لفت نظري واستوقفني ، عدد المطالعات التي تمت لبعض مواضيع مدونتي هذه . فكل من لديه مدونة يدرك عدد المشاهدات لكل موضوع والمشاركات التي تمت عليها وما الى ذلك . ولكن بنظرة فاحصة اكتشفت ان اكبر عدد مشاهدات كانت للمواضيع ذات العنوان المتعلق بالجنس !! بالرغم من ان مضمون الموضوع لم يكن ابدا يناقش قضية جنسية وانما فقط استخدمته كاسقاط لموضوع آخر .
وبعد فحص اكثر لكلمات البحث التي استخدمها من يدخلون على هذه المواضيع اكتشفت ايضا كما من الفضائح لا بأس به !! فمن البحث عن النهود والارداف الى البحث عن ( اللي بالي بالك )..!!
والمواضيع الدينية تاتي بعد المواضيع الجنسية من حيث اهمية البحث . فكيف يحدث هذا التناقض ؟؟
كيف يتم البحث عن الدين والجنس في نفس الوقت ؟ هل المجتمع منقسم الى متدين وغير متدين بالتساوي ؟ ام ان الذين يبحثون عن الدين هم ذات انفسهم من يبحثون عن الجنس ؟ كيف لمجتمع ظاهره متدين وباطنه فاسق الى هذه الدرجة ؟ كيف يتعايش مثل هذا الانسان مع نفسه ؟
هل نحن مجتمع يعاني من الفصام ؟ وما علاج هذه الحالة ؟؟
في تقرير نشر في مجلة امريكية عن اكثر كلمات البحث التي تمت على جوجل ، اكتشفوا ان الجنس يحتل المرتبة الاولى ، ومعظم من بحثوا عن الجنس كانوا في منطقة الشرق الاوسط !! المتدين بطبعه !!!
ما الاجدر والاولى ؟ ان يتم السماح بافتتاح بيوت الدعارة كما كان يحدث في الماضي ، ام ان نمضي في هذه الحالة من النفاق مع النفس؟ هل يتفاعل المجتمع مع هذه الظاهرة ويحاول علاجها عن طريق تخفيض نفقات الزواج والسماح بتعدد الزوجات ام يظل منغلق ويمارس كل واحد شذوذه في مشاهدة مقاطع الجنس وهو يمارس العادة السرية؟؟
لماذا لا نصارح انفسنا؟
لماذا نخجل مما لا يجب ان يتم الخجل منه ؟ هل نبدأ في تعاليم المجتمع الثقافة الجنسية ام نترك الجميع يبحث عن ما يفتقده في الانترنت ؟ هل نعلم اولادنا الثقافة الجنسية ام نتركهم لاصدقاء السوء ليعلمونهم؟
كيف نصبح مجتمع صادق مع نفسه ومع الاخرين ونبوح بما يؤلمنا بدون مواربة او خجل؟
هل الدين معوق لتحركنا ؟؟
هل الدين هو السبب في شذوذنا ام نحن شاذين بالفطرة؟
متى نتعلم ان نعترف برغباتنا بدون ان نسمع كلمات التوبيخ والاهانة ؟
متى نشرب من كؤوس الخمر في العلن بدون الخوف من ان ينهانا من يشربها في السر؟؟!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية