المشاركات

ساقط توجيهية

صورة
 ذهب عباس افندي الحنكروتي لالحاق ابنه مراد في مدرسة القرية التي كانت تهتم بتدريس المواد الشرعية في زمن اللولبية. واقبل مراد على التهام المواد سنة بعد اخرى حتى يصبح مثله مثل درويش القرية الذي كان مثار اعجاب الجميع في علمه وفقه. وشب مراد وقد اصبح عالم ببواطن الامور الخفية وتعاليم السيدة فتحية. حتى ان اهل القرية كانوا يرسلون له ابنائهم لكي يعلمهم اصول الطبخ الشرقي والفولية. ولم يكتف عباس افندي بما وصل اليه ابنه من تعليم ورفعة فسارع الى الحاقه في مدارس التعليم الحكومي حتى يحصل على شهادة التوجيهية ويكون من الافندية. ولما لا وهي الشهادة التي كان الحصول عليها مثل الحصول على خاتم سليمان زمن اليهودية. وبعد ان دخل مراد المدرسة ، واصل فيها تعليمه حتى وصل الى امتحان التوجيهي العام. واصبح الوحيد في القرية الذي اتم مثل هذا التعليم. وطفقت بنات القرية جميعا في مغازلته عله يصرف النظر الى احداهن فيتزوجها ويكون من الصالحين. وجاء يوم الامتحان النهائي ومراد لا يخالجه ادنى شك في انه سوف يحصل على اعلى الدرجات. وبعد ان انتهى الامتحان ومرت قرابة الشهر من الايام جاء موعد النتيجة النهائية والتي ستحدد مص

القبلة الاولى

صورة
 من يزعم ان قبلتك الاولى كانت في اتجاه عقلي فهو واهم لان المصير لم يحدد مطلقا هذا الاتجاه مسبقا. وان كنت في ريب مما نقول فهاتي برهانك ان كنت من الصادقين. فكل ما هنالك ان الامر لم يأتيني فيه رأي فعملت فيه ما اهواه وأرضى. حتى انني لم ادرك فعلتي الا بعد ان تركتك وسافرت فلم اجد بدا الا ان انظر اليك واتخيلك عل القلب يشفى مما اغواك. وبقيت على هذه الحال حتى رايتك في حلم تناديني وترفعين يدك وانا اقف على جبل عال. فلم اتمالك نفسي من الفرح وهممت ان انزل اليك وما ان بدأت في النزول حتى جاءني صقر يحمل بين جناحيه حبل ممدودا والقاه امامي. فاسرعت واخذته والقيت اليك بطرفه. فامسكت فيه وانا اشدك الي حتى انهكني التعب وارتميت على الارض اخذ نفسي قليلا. ولم ازل على هذه الحال حتى وجدتك امامي باسمة الوجه مشرقة. ففرحت بك الى الدرجة التي جعلتني ابكي من شدة الفرح. فاذا بك تقبليني القبلة الثانية وانا لا اكاد اصدق ما يحدث ، عندها قمت من الحلم فوجدت ان كل شئ قد تحول ولم اعد اراكي ثانية في منامي ياحبيبة قلبي.

ما أجمل كعبثها

صورة
 ساورتني الشكوك عندما اقتربت منها ظنا مني انها سترفض   طلبي الابدي وتقذفني ببعض كلماتها التي ستجعلني اتلوى بين الام الندم والخجل ، وقبل ان اعبث بمشاعرها اطلقت اليها سهام الوجد والنشوى ونظرت في عينيها لأنقل إليها رسالاتي الماورائية تدفعني هرموناتي التستوستيرونوجية وتلاحقني الامي العصبية. فبرقت لاول وهلة نظرة منها اشعلت ماتبقى من بارود الشهوة داخلي وقبل ان يكتمل انفجاري بلحظات انزاح غطاء شعرها القرمزي كاشفا خصلة من شعرها البرونزي ومؤججا في ذات الوقت زلزال ما قبل بركاني. وارتفعت حرارة الجو في فصل الشتاء فجأة ولم اعد اشعر بزخات العرق تندفع من جبهتي محدثة شلال ماء تتساقط قطراته المشبعة بفرمونات الذكورة لتلاقي الارض البور فتحيها. وبدل ان تسقيني من خمر شفتيها اخرجت من حقيبتها منديلا لتسمح عرقي ومررت المنديل فوق راسي بيديها البضة ورائحة المنديل الياسامينية اشمها فتتخدر اطرافي. وقبل ان القى صريعا بين قدميها سألتني ما بك. وقبل ان ارد عليها فطنت انها تعلم مابي ولكنها تريد ان تسمع باذنيها كلمات الحب والهوى لتأخذها بعيدة في غياهب العشق. فقررت ان استجمع رباطة جأشي وان اعرض عليها ان تداويني

رسالة الى العام 2070

صورة
 الذي اعلمه جيدا انني لن اعيش الى هذا التاريخ الا اذا اصبحت من المعمرين على الارض ولكني اثرت ان اترك رسالة الى حفيدي القادم والذي لا اعلم ايضا هل سياتي ام لا. والذي دفعني الى كتابة هذه الرسالة هو انني كنت اتمنى ان اجد رسالة من جدي يحكي لي فيها بالتفصيل مايراه خلال ايام شبابه. ولا يعتمد فقط على ذاكرته في سرد الاحداث التي مر بها والتي يشوبها الكثير من النسيان. فكلنا تقريبا نردد بان الماضي افضل من الحاضر وبان الناس لم تعد كما كانت من الطيبة والاخلاق. وبالرغم من ان وسائل التكنولوجيا الحديثة قد ضمنت ان تسجل كل الاحداث الان ولكن ينقصها الشئ الاهم وهو نقل الشعور العام المصاحب لهذه الاحداث. فالشعور والاحساس مثله كمثل الثوب الذي يغلف الجسد او هو العطر الذي يزيد الوردة جمالا وروعة. فما اكثر كتب التاريخ والاحداث المسجلة ولكنني ادركت ان ابتعاد الحس الانساني عنها يفقدها الكثير من معناها. وعليه فقد ارتايت ان ابعث رسالة الى حفيدي اهدي اليه هذه الكلمات حتى يرى بقلبه ما نمر به الان من احداث وحتى لا يقول مثلما نقول بان الماضي افضل من الحاضر. وبان لكل زمان همومه ومشاكله التي تنحني امامها الاعناق

سلفيّو الأديان

صورة
 يخطئ الكثير من ابناء الوطن عندما ينظر الى المتشددين دينيا باعتبارهم نموذج فريد لايوجد مثله خارج حدود علمهم. مع ان النظرة الواسعة على الدنيا تخبرنا بان المتشددين دينيا موجودين في كل زمان ومكان. ولم يختلف دين عن دين اخر من حيث التعامل معه او التعاطي مع معتنقي الاديان الاخرى. وسنطلق كلمة سلفي على كل متشددي الدين مجازيا حتى نستطيع توضيح فكرة التشدد في بعض الاديان وانها تكاد تقارب بعضها جميعا في نفس الافكار ونفس المنهج في التعامل مع الحياة. ولنبدأ بطائفة الحريديم الموجودين في اسرائيل وامريكا وبعض دول اوروبا، فالحريديم هم اكثر طائفة اليهود تشددا بالنسبة الى الديانة اليهودية. ويطلق عليهم ايضا اليهود الارثوذكس.وهم الذين يؤمنون بان التوراة التي لديهم هي الديانة السليمة التي جاء بها نبي الله موسى.وهم ليسوا مجتمعات متماسكة ولكنهم فئات ومجموعات تختلف فيما بينهم كل حسب فكره وجنسيته. فالمجتمع الاسرائيلي متنوع العرق والثقافة. وتوجد منهم مجموعات موجودة في امريكا الشمالية وغرب اوروبا. وتوجد بينهم ثقافة الانجاب بكثرة حيث يتزايد عددهم بمعدل الضعف كل خمسة عشر سنة تقريبا. ولكن يصعب حصر عددهم عل

مشروع النهضة مزايا وعيوب

صورة
 في البداية نحب ان نوجه الشكر مقدما لكاتب مشروع النهضة متمنين ان يحقق الله الخير لمصر ان تحقق ماهو مكتوب فيه. ولكننا لنا بعض التحفظات على بعض النقاط بالاضافة لبعض النقاط المهمة التي لم يدلو فيها المشروع بدلوه او لم ينتبه لها. فالمشروع بصورة مبسطة عبارة عن اجزاء كل جزء يناقش قضية معينة، بداية المشروع يركز فيه على اعادة هيكلة النظام الاداري في الدولة الى هيكلة بعض المؤسسات مثل الشرطة مثلا. ولن نخوض كثيرا في موضوع الهيكلة هذا لانه محاولة تنظيم شكل الدولة من جديد واعادة ترتيب الاوراق المتناثرة هنا وهناك. فهذا جيد جدا في هذه المرحلة لان مصر بالفعل فيها من الاختلال ما فيها وكلنا نعلم ذلك. ولكننا نريد ان نركز على اساس مشروع النهضة وهو الذي سيحرك عجلة الاقتصاد ويدفعها الى الامام لكي يحافظ على معدل نمو متقدم يخرجنا مما نحن فيه. فمشكلة مصر الكبرى هي مشكلة اقتصادية بالدرجة الاولى وبالتالي فيجب ان تكون الحلول ناجعة حتى يتسنى لنا ان نحلم بمستقبل افضل لابنائنا. فاذا ركزنا نظرنا على الجانب الاقتصادي في المشروع نجده ينقسم الا جزئين، اولهما استغلال موارد الدولة من معادن طبيعية وخلافه واقامة

حنكة الرئيس (قصة)

صورة
 في احدى مكاتب القصر جلس الرئيس على الاريكة المواجهة لمكتبه مطرقا براسه ناحية مساعده الامين وكاتم اسراره. وبدا المساعد في حالة من الضيق يكاد وجهه يتشقق بسببها الى ان استوقفه الرئيس مهدئا اياه ومبتدرا بان كل مشكلة ولها حل. فانصت المساعد اليه جيدا واستمر الرئيس في شرح فكرته ثم قال ، هناك الكثير من افراد هذا الشعب والذي يعدون بالملايين ولم نجد لهم قوة ولا عزما ولا نستطيع في الوقت ذاته ان نوفر لهم طعاما لنقص موارد دولتنا، فلماذا لا ناخذ منهم ما ينقصنا؟ فاتسعت عين المساعد حتى كادت مقلتاه ان تقفزان من محاجرهما ورد سريعا معقبا، ولكن كيف ذلك ؟   فتنحنح الرئيس وقال لماذا لا ناخذ اعضائهم الحيوية ، فانا ارى ان هذا الحل هو المثالي لكل مشاكلنا، فنحن لدينا عجز في المتبرعين بالاعضاء وهناك الالاف من الناس التي تموت وهي بحاجة لكبد او كلية او عين، فدعنا ننظر الى الامور بنظرة اخرى، تخيل باننا اصبحنا دولة لا يوجد فيها مريض بالفشل الكلوي او الكبدي، فانت ترى كم الناس التي تستهلك مصادر الدولة بدون ان يقدموا لها شئ. فدعنا نقلل من اعدادهم ونربح في الوقت ذاته الكثير، وممكن حتى ان نصدر منها، ولك في دولة