مشروع النهضة مزايا وعيوب



في البداية نحب ان نوجه الشكر مقدما لكاتب مشروع النهضة متمنين ان يحقق الله الخير لمصر ان تحقق ماهو مكتوب فيه. ولكننا لنا بعض التحفظات على بعض النقاط بالاضافة لبعض النقاط المهمة التي لم يدلو فيها المشروع بدلوه او لم ينتبه لها. فالمشروع بصورة مبسطة عبارة عن اجزاء كل جزء يناقش قضية معينة، بداية المشروع يركز فيه على اعادة هيكلة النظام الاداري في الدولة الى هيكلة بعض المؤسسات مثل الشرطة مثلا. ولن نخوض كثيرا في موضوع الهيكلة هذا لانه محاولة تنظيم شكل الدولة من جديد واعادة ترتيب الاوراق المتناثرة هنا وهناك. فهذا جيد جدا في هذه المرحلة لان مصر بالفعل فيها من الاختلال ما فيها وكلنا نعلم ذلك. ولكننا نريد ان نركز على اساس مشروع النهضة وهو الذي سيحرك عجلة الاقتصاد ويدفعها الى الامام لكي يحافظ على معدل نمو متقدم يخرجنا مما نحن فيه. فمشكلة مصر الكبرى هي مشكلة اقتصادية بالدرجة الاولى وبالتالي فيجب ان تكون الحلول ناجعة حتى يتسنى لنا ان نحلم بمستقبل افضل لابنائنا.
فاذا ركزنا نظرنا على الجانب الاقتصادي في المشروع نجده ينقسم الا جزئين، اولهما استغلال موارد الدولة من معادن طبيعية وخلافه واقامة مشاريع عليها مثل مشروع الاسمدة والاسمنت وصناعة الزجاج وخلافه. هذه المشاريع في غاية الجودة وستدر العملة الصعبة الى مصر بالتاكيد ولكن لايجب ان نلقي بكل ثقلنا عليها، فالموارد الطبيعة مصيرها الى زوال ولنا في دولة اليابان خير مثال ،فهي دولة تكاد تستورد كل الخامات الطبيعية من العالم اجمع ومع ذلك فهي تعتبر من مصاف الدول المتقدمة. ولقد قلنا هذا الكلام لان الجانب الاكبر من مشروع النهضة تحتل المشاريع المعتمدة على الموارد الطبيعة فيه نسبة 80 % تقريبا. ولم يذكر المشروع الخطة المستقبلية، بمعنى ما هو العمر الافتراضي لهذه المشاريع. ولكي نضرب مثلا لكي نقرب الموضوع من الاذهان، فمورد مثل البترول الخام او الغاز الطبيعي في مصر لن تكفي ثلاثين عاما على اكثر تقدير. فاستغلال موارد الدولة ان لم يوجه في الاتجاه الصحيح فسوف ينضب ولن نجد حينها اي مصدر اخر من مصادر الدخل.
الجزء الاخر من المشروع والذي يحتل تقريبا نسبة 20% هي المشاريع الاستراتيجية، بمعنى انها المشاريع التي تقف على العلم المتقدم. ومثال على ذلك مشروع وادي التكنولوجيا والمزمع اقامته على الضفة الشرقية لقناة السويس والموازية للاسماعيلية. فهذا المشروع في منتهى القوة ولكنه يجب ان يبنى على الضفة الغربية . فنحن لازلنا لا نامن غدر اسرائيل وحلمها في احتلال سيناء. فاذا اقيم هذا المشروع وانفق فيه مليارات الدولارات فسوف تضيع في اول هجوم علينا، وهو يعتبر هدف استراتيجي مثله مثل كوبري الفردان المقام على قناة السويس. لذلك يجب ان ناخذ في اعتبارنا الجانب الامني في هذه المشاريع ولايجب ان نتسرع في اقامتها بدون النظر لكل الاحتمالات.
وانني اود ان ضيف ثلاث نقاط اخرى يجب ان تدرس جيدا، اولها انه يجب ان تكون نفقات هذه المشاريع جميعا من الموارد المصرية، بمعنى ان تكون البنوك المصرية فقط هي من يتولى تمويل هذه المشاريع ولا يجب الاعتماد ابدا على مصادر اجنبية مهما ان كانت. وذلك لان فعلنا لذلك سوف يؤدي بالتبعية الى ان يكون الاقتصاد المصري في قبضة قوى اجنبية لانستطيع التحكم فيها ويعتبر حينها احتلال اقتصادي.
ثانيا، يجب تنمية المنظومة التعليمية وارسال بعثات في الخارج لدراسة ما نحن نحتاج اليه من تكنولوجيا ليكون لدينا القاعدة لبنية علمية صحيحة.
ثالثا الانتباه لمشكلة المياه في مصر والتي لم تذكر في المشروع وكيفية التغلب عليها ولاسيما ان هناك بند في المشروع يطرح فكرة زيادة الرقعة الزراعية في مصر والذي يتطلب زيادة معدلات الاستهلاك لنهر النيل. فهذا المشكلة بالذات ستؤثر فعلا على كافة المشاريع ان لم ننتبه لها وستكون عقبة في تنفيذ اي من بنوده.
فما ناقشناه سابقا يعد جزء من كل ولا نعرف ماذا سيؤول له الشان المصري بعد تنفيذ هذه المشاريع ولكننا نتمنى الخير لنا جميعا وندعو الله ان يوفقنا فيما نأمل في الوصول اليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية