المشاركات

من قبل الرابعة عصرا

صورة
طرقت الباب ونظرات الشهوة والرغبة والقلق تملأ عينيها الساحرتين، اصوات موسيقى سيمفونية ضوء القمر لبيتهوفن تاتي من داخل البيت. لحظات قليلة مرت ثم فتح الباب وامتدت يد من الداخل لتسحبها بقوة ثم خطفتها نفس اليد وضمتها بقوة داخل حضن دافئ. اصوات قبلات ملتهبة وتأوهات بدأت تعلو داخل الشقة ، واصوات انفاس حارة ترتد من الجدران فتهتز مجموعة من الزهور موضوعة داخل فازة على المنضدة. حرمان شهر من اللقاء دفعهما الى ان يستلقيا على السرير لتفجير بركان الشهوة والشبق. بدأ السرير في الاهتزاز وكانه اصابه مس جان. بدأت كل اركان الحجرة في الاهتزاز من هول اللقاء وعنفه. وبرغم ان النور كان يلف ارجاء المكان الا انهما اغمضا اعينهما لتختلط لحظات الخيال بالحقيقة فيصير كل شئ كأنه حلم يتحقق. مرت الساعات وهما منقطعان عن العالم بما فيه وكلما حاولا ان يستفيقا تاخذهما لحظات وهن فيغوصا داخل احضان بعضهما. ما اجمل لحظات الحب عندما تختلط بالرهبة والالم والشهوة. وبعد ان انهيا وافرغا كل ما بداخلهما اخذتهما غفوة فناما قليلا، ثم استيقظت فجأة وانتبهت ان الوقت قد حان للذهاب، فعليها ان تذهب الى بيتها قبل ان يصل الاولاد من المدرس

زكريا أهبل بطبعه

بداخل كل منا زكريا صغير. يخرج في مواقف مختلفة في الحياة ليظهر لك بعضا من هبله. فان كنت ممن ياخذون الامور بجدية مفرطة وتذهب الى العمل مكفهر الوجه ، سيخرج لك زكريا عندها ليقول لك ان العمل هو اصل كل شئ ويجب على الناس ان يتفانوا في العمل. وان امكن ، يجب ان يموت الانسان على عتبة معبد الذل والشقاء من كثرة العمل. وسيسوق لك الامثلة من هنا ومن هناك على امم ارتفع شأنها بعد ان مجدت العمل ورفعت من مقامه. وبعد ان تستمع الى نصيحة زكريا، تدخل الى العمل مهددا ومتوعدا كل من يقصر في اداء عمله. وتوقع الجزاءات على كل غافل او غائب. ثم تقرر في النهاية زيادة ساعات العمل على الموظفين لكي ينجزوا كل ما تاخر. وبدل ان يكون يوم العمل ثمان ساعات تطيله انت الى اثنى عشر او ستة عشر ساعة. متناسيا ان الانسان هو الانسان ، مهما حاولت الضغط عليه فلن يعطي لك كل ما تصبو اليه. لان له قدرات يجب عليك معرفتها اولا ثم تضعه في مكانه المناسب. ويجب عليك ان تعطيه حقه عن كل ساعة يقدمها لك. لان تناسيك لجزء من حقه لا يعطيك الشرعية لكي تبخسه حقه لسبب بسيط جدا ، وهو انه لن يعطيك الا بقدر ما تقدم اليه. فاذا لم تقدم له حقه ، سيظهر لك ان

الفكر الانتيخي في المسمار التاريخي

في اثناء معركة كلامية بين افراد طاقم الغواصة النووية ( تفيدة ) ، انهال كبير المهندسين على الطباخ بالسباب لانه لم يراعي متطلبات وظيفته وأخل بالشروط الواجب توافرها فيمن يمتهن هذه المهنة. وكان السبب في انفعال كبير المهندسين ، ان الطباخ ترك الجبنة الرومي عرضه للهواء مما نتج عنه تعفنها وبالتالي رميها في صندوق القمامة. واذا علمنا اهمية الجبنة الرومي في حياتنا لعذرنا كبير المهندسين على فعلته تلك واهملنا في الوقت ذاته انفعاله الزائد عن الحد الى الدرجة التي دفعته الى التطاول على الطباخ بالسباب. الا اننا لا يجب ان نندهش من هذا الموقف لان كثرة الحوادث اصبحت تنوء بحملها الايام. وبالرغم من ان هناك قائد للغواصة النووية وهو يعتبر اعلى رتبة من كبير المهندسين الا انه ترك مهمة التنغيص على الطباخ بيد كبير المهندسين. وحسنا فعل ، لان قائد الغواصة لديه من المهام الجسام ما لا يحصى. فمن ضمن مهامه الكبرى ، ارتداء الشورت ونظارة الشمس والاستلقاء على ظهره امام الشمس ساعة من النهار حتى يأخذ اللون المطلوب. اما اقل مهامه فهي اللعب في مناخيره اثناء تصفحه للانترنت. وعليه ، فهو مشغول وليس لديه الوقت لمناقشة توافه ا

الحملة القومية للبحث عن الكومبليزون

صورة
هل تتذكر وانت مراهق عندما كنت تقف في البلكونة تبحث بنظراتك البلهاء عن شباك مفتوح او شيش بلكونة نصف مغلق؟ هل تتذكر ما كانت تفعله بك بنت الجيران عندما كنت تشاهدها وهي تقف في حجرتها بالكومبليزون؟ هل تتذكر معداتك الجهنمية وادواتك الشيطانية التي كنت تستخدمها خلف نافذة حجرتك لكي تقرب لك البعيد وتلتقط بها الغريب؟ بالتاكيد انت تذكر كل هذه المشاهد ، ولكن اين ذهب الكومبليزون؟ اين اختفت بنت الجيران التي طالما اشتقنا الى رؤيتها؟ اين اختفت النظرة التي كانت تطلقها تجاهك عندما تكتشفك وانت تراقبها؟ اين اختفت الارض التي طالما ابتلعتنا بعد ان تم اكتشافنا صدفة ونحن نمارس الفعلة الشنعاء. صور جميلة لم تعد موجودة بسبب ضيق المكان الذي كان متسعا. الا تسلم معي بان اقتراب البيوت ببعضها دفع الجميع الى الاختباء؟ الا تسلم معي بان العشوائية دفعت الجميع الى البعد عن الحياة؟ فالحي الذي كنت تقطن فيه لم يعد كذلك بسبب ازدحام البيوت والشوارع. الشرفة التي كنت تبحث عنها اختفت وحلت محلها شرفات تتقارب حتى انك لا تلمح منها الا اجساد منهكة ليس لها اي رغبة في التجمل او التزيين. وبعد ان كان هناك منزل واحد مقابل لمنزلك اص

طبق شوربة مخاصي

صورة
بعد ان ضرب الفقر العاصمة وانتشر اللصوص في كل مكان ولم يعد الامن موجود كما كان ، باتت المحلات التي تقدم الطعام خالية من الزبائن حتى ان اصحابها جلسوا امامها يحاولون جذب كل عابر سبيل اليها وينادون باعلى صوتهم ( اتفضل يا باشا ، اتفضل يا بيه ). وبرغم انخفاض اسعار الاكل في هذه المحلات ، لم يجد معظمها السبيل الى رفع نسبة المبيعات فاصبحت قاب قوسين او ادنى من الاغلاق. ولم يعد الا القليل من هذه المحلات التي لا زالت تجذب عدد لا بأس به من الناس لسبب انها كانت ذات سمعة طيبة بالاضافة الى انها كانت تقدم خدمات اخرى من ضمنها مكان لركن السيارات وتنظيفها. ومع مرور الايام اصبحت هذه المحلات ايضا تعاني مما يعاني منه الاخرين. فتفتق ذهن صاحب احدى المحلات ان يقدم اطباق لم تكن موجودة من قبل عله يجذب الزبائن التي تحب ان تجرب كل غريب. فاعلن لدى الصحف والمجلات انه يقدم مخاصي بشرية مشوية احيانا ومقلية احيانا وان اراد الزبون فيمكن سلقها وتقديمها في طبق الشوربة. ولكن سعر هذه الاطباق كان مرتفع جدا الى الدرجة التي جعلت سعر طبق شوربة المخاصي لشاب لم يبلغ العشرين  مليون جنيه. وتتراوح اسعار الشوربة حسب سن المتبرع ،

الوطنية المزعومة والجراند شيروكي

صورة
هناك كم لا بأس به من الناس التي لا تنفك تردد ان مصر في القلب والكبد والفشة والكرشة. حتى ان اي حانوتي قد يعجز عن حمل الاموات من ثقل الوطنية التي تتساقط من كفن الاموات. وبما اننا شعب متدين بطبعه والتدين يفرض علينا ان نكون فياضي المشاعر كثيري البكاء على الفاضية والمليانة ، لذلك تجدنا نتفاخر بوطنيتنا في كل وقت وحين حتى اخالني اننا نغني الاغاني الوطنية ونحن في الحمام . ولا يوجد سبب واضح لهذه الوطنية الزائدة اللهم الا اذا كنا في موضع اتهام من عدو او صديق. واذا جلنا النظر حولنا لنتاكد من عدم وجود من يتهمنا في وطنيتنا فسوف نصطدم في النهاية بكون اعترافنا دائما انما نابع من عقد نقص قد تراكمت على مر السنين. فترداد كلمة مصر في القلب مثل العلكة انسانا ان الزن على الودان امر من السحر . بمعنى ان تكرار كلمة معينة في الذهن يجعلنا اما ان نصدقها تماما وتصبح من المسلمات بدون البحث عن العلل والاسباب او تجعلنا نكرهها جملة وتفصيلة على اعتبار مبدأ ( كتر السلام يقل المعرفة ) او كما قال الشاعر العربلمي ، اديك تقول ما اخدتش  ، وان خدت ما تدنيش دي مصر ام الحبايب وفساعة ما تتنسيش انا قايم بقى يا معلم 

ذات الرداء الاسود

صورة
في ظهيرة احد الايام ، واثناء وقوف حاتم منتظرا وجبة السمك المشوي التي سيأكلها على الغداء. مرت من جانبه احدى ذوات الرداء الاسود . فانتبه قليلا لعينيها اللتان كانتا تلمعان تحت الحجاب. وتذكر مشهدا كان رآه قديما على احدى الكافتيريات. كانت هناك فتاة ترتدي نفس الرداء الاسود وفي يديها طفل لم يبلغ العام تقريبا ووضعته جانبا عندما جاء اليها الساقي يحمل لها نرجيلة من التفاح. فبدأت ترفع النقاب قليلا لكي تأخذ نفسا عميقا من الخرطوم الممدود امامها حتى ان هذه الانفاس كانت تصل الى خياشيم حاتم الذي كان مذهولا من هذا المنظر السينمائي. ولكنه بعد فترة تعود على هذا المنظر وادرك ان الرداء ما هو الا غطاء يداري به الانسان عيوبه كما يلبس وجها يحول به بين مشاعره وبين الناس. عاد حاتم الى واقعه واستدار ساندا ظهره الى البيت المقابل لمحل السمك المشوي منتظرا وجبته. كان هناك وقتا كافيا لكي يرقب الناس والوجوه. مرت امامه امرأة ترتكز على عكاز يحميها من السقوط . ومر من امامه رجل عجوز يمسك طفلا يبدو عليه انه حفيده. البائع يجادل الزبائن ووجهه تعلوه الابتسام حينا والضجر حينا. الزبائن يلحون عليه ان يخفض سعر السمك قليلا و