المشاركات

سحر التابو

صورة
لم يندهش الطبيب النفسي وهو يستمع لاعترافات المريض الذي يجلس امامه . فقد رأى خلال حياته العلمية والعملية ما جعله لا يتعجب من اي حدث غريب يقع في هذا العالم . ولكن الحالة هذه كانت فريدة من نوعها لانها لاتتعلق بشخص المريض ولكن لان ارتباطها الوثيق بانسان اخر جعلها عصية على الحل . فالحل وان كان واضحا الا انه كان صعب التحقيق . ولكن الطبيب بما له من خبرة وحنكة في التعامل مع البشر بحكم مهنته  جعلته يفكر في كيفية الطريقة التي سوف يتخذها لعلاج مريضه وكيفية الوصول الى افضل النتائج في وقت قصير . تبدأ قصة هذا المريض عندما تعلق بأمراة متزوجة تدعى سحر . هذه المراة جعلته يفكر بها ليل نهار . وقد تبدو هذه القصة مكررة حتى انه يمكن توقع نهايتها في اغلب الاحوال . الا ان تداعيات المرض الذي الم بهذا المريض جعلها مستعصية وفريدة من نوعها . بدأت قصة المرض واعتلال صحة المريض بانه كان يعاني من خلل واضطراب في الجهاز الهضمي ، وبدأت اعراضه في نوبات قئ واسهال . وللوهلة الاولى ظن المريض انها اصابة بسيطة في المعدة قد تكون ناجمة عن اصابة بميكروب . ولكن الحالة بدأت في التدهور ووصلت الى الحد الذي جعله لم يكن يستط

شارلي ايبدو رايح جاي ( قضية شابيل هيل )

صورة
قضيت هذا اليوم بالكامل تقريبا في محاولة تقصي قضية مقتل الثلاثة شبان في ولاية نورث كارولينا ( ضياء بركات وزجته يسر ابو صالحة ، واختها رزان ) والتي تمت على يد شخص امريكي يدعى كريج ستيفين هيكس . هذه القضية اثارت ضجة على مستوى العالم تقريبا لبشاعتها ولانها ايضا تخص جانب من العلاقة الشائكة بين المسلمين حاليا وبين بعض الافكار المناهضة لفكرة الاسلام . فالتوجس حاليا من المسلمين بدأ في التصاعد الى اعلى المنحنى نتيجة للحروب الدائرة في منطقة الشرق الاوسط والتي يتزعم اطرافها الطرح الديني في القتال . ولان المجتمعات الغربية حاليا لا ترى من الاسلام ( الا من رحم ربي ) الا الوجوه العكرة التي تتبنى التفجيرات على مستوى الكرة الارضية حاليا ، فاصبحت الفكرة المترسخة في عقول الغرب هي ان كل مسلم ارهابي الى ان يثبت العكس . حتى اكاد اشك ان نفس هذه الفكرة بدأت تنفذ في عقول بعض المسلمين ذات انفسهم ( انا منهم شخصيا حتى لا اكون كاذبا ) . هذه الفكرة بدأت تراودني على الاقل من ناحية اي انسان مطلق اللحية !! فالذي نراه يوميا من داعش وماعش وماعز والاخوان والقنابل وما يفعلوه ، لم تجعلنا نقترب من الاسلام ولكنها اخافت

الحق بين الاستسلام والمقاومة

صورة
هناك مقولة مشهورة تقول انه يجب ان تكون هناك قوة لكي تحمي الحق . بمعنى ان الباطل ان لم يجد من يردعه فلن يستطيع احد احقاق الحق . او ان الحق الضعيف لا يستطيع الصمود في وجه الباطل القوي . وتتأرجح الكفة بين الحق والباطل في ظل صعود مستوى القوة وهبوطها على اطراف الصراع . هنا يهمنا ان نناقش نقطة قد لا ينتبه اليها البعض ، الى اي مدى يمكن ان يصارع الحق من اجل احقاقه ؟ لكي نبسط المسألة سنضرب مثلا ، اذا افترضنا ان هناك نهر وانت تقف على احدى ضفتيه ، ولك حق على الجانب الاخر ولكن العقبة الوحيدة امامك هو ان النهر ليس ملكك ، وانه يجب عليك ان تستأذن صاحب النهر ، فهل ستقوم بالمخاطرة وتعبر النهر بدون استئذان اذا عرفت ان صاحب النهر لن يدعك تمر ؟؟؟ واذا سلمت ورضيت بمنعك من المرور هل هذا يعتبر استسلام ؟ وهل تجعلك المقاومة من اجل استرداد الحق ، ظالم في بعض المواقف ؟ نصل الى العبرة من المقال ، احقاق الحق ليس معناه طغيانك على الجميع لكي تسترد حقك . فاذا بدا لك ان هناك ظلم قد يقع عند محاولتك لاخذ حقك ، عندها يجب عليك التراجع وعدم الاندفاع حتى لا تطغى على حقوق الاخرين . وان تعاميت عن حقوق الاخرين فتصبح

الاخوان المتلونون

صورة
بالرغم من كوني لا أتابع مطلقا اي حدث يتعلق بالاخوان او بمن يوالونهم ، الا ان الاحداث دائما تاتي ومعها خبر عنهم من هنا او من هناك، اما تدمير او تفجير او قتل او حرق. ومع كل هذه الاحداث ينكر الاخوان دائما وابدا ان ليس لهم يد في كل هذا الخراب وكأن الفاعلين عبارة عن مجموعة من الشياطين لا نراهم وكأن من يقبض عليهم متلبسين ليسوا منهم وكأن فكرهم المتخلف لم ينتشر في عقول السوقة والدهماء والرعاع . ولنا ان نصفهم بهذه الصفات لانني على المستوى الشخصي تعاملت مع الكثير منهم واعلم جيدا مدى تخلف عقولهم وقلة ادراك الكثيرين المقتنعين بفكرهم مهما حملوا من شهادات عليا ومهما تعلموا في الخارج او الداخل . وكل متابع لهم يدرك ان الكثير منهم هارب ويلقي علينا سمومه يوميا . ومنهم من قال صراحة بتدمير مصر واخرابها . يصدرون الينا كل هذا الغثاء ثم تجدهم يقولون ليسوا هم . وجعلوا الكثيرون من الناس تكفر بهم وبما جاؤوا به . وبرغم المحاولات الكثيرة التي يحاول الاخوان استغلالها لاستقطاب واستعطاف من يخالفهم ، الا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل  وهذا يبدو جليا للعيان لكل ذي بصيرة. فمن اول استخدام الدين الى الشعارات الجو

آدمية قابيل وملائكية هابيل

صورة
لن نناقش قصة ابني آدم فهي معروفة للجميع ، انما ما يهمنا هو دراسة حالة موجودة بيننا الان تمثل في ظاهرها ملائكية هابيل وفي باطنها آدمية قابيل . فهابيل وقابيل هما صورتين لما يمكن ان يقال صراع الخير والشر داخل نفس الانسان. هما الثابت الحقيقي الذي لم يتغير منذ بدء الخليقة. صراع الحق والعدل ، والوجود والعدم . يمكن لنا ان نقول ان قابيل هو المقابل الموضوعي لطبيعة الانسان البشرية التي جبلت على اقتراف الشرور والاثام والمعاصي. فمهما بلغ صلاح شأن الانسان فلا يمكن باي حال ان يرتقي الى مصاف الصديقين والشهداء .ولا يمكن ان يقارع الانسان الانبياء من ناحية زهدهم وايمانهم . حتى ان هناك صورا ذكرها القران لانبياء ارتكبوا الكثير من الذنوب . حتى ان احدهم (الاعراف 175-  يقال ان اسمه بلعام بن بعرور ) قد ضل بعد ان اتاه الله اياته . وعليه فادعاء الصلاح والتقوى ونشر اليافطات والصور لايات القران في كل مكان ودروس المساجد والجوامع والخطب الرنانة ، لن تؤدي الا الى مظهر من مظاهر تدين الانسان ولكنها لن تؤتي اؤكلها بخلق انسان ملاك . فجوهر طبيعة الانسان هو كسر التقيد الذي يفرضه الدين . ولا اعني مما اقول ان الانسا

ذو القرنين المصري

صورة
منذ عدة ايام قليلة طالعتنا الصحف الغربية بخبر مقتل رضا صيام المصري الاصل الالماني الجنسية في غارة امريكية على مواقع داعش في العراق . لا اعلم لماذا لفت هذا الخبر نظري برغم كثرة مثل هذه الاخبار مؤخرا واشتراك الكثير من الجنسيات في الانضمام الى تنظيم داعش. الا انني اردت ان اصل الى رؤية معينة لمثل هذه الشخصيات ، هذه الرؤية تكمن في الدوافع التي جعلت هذه النوعية الى الذهاب الى مواقع القتال والتضحية بنفسها في بعض الاحيان برغم المكانة والوضع الاجتماعي الذي لديها . فقررت ان اتحرى عن شخصية رضا صيام هذا واعرف ما هو الطريق الذي سلكه للوصول الى مرادي واعرف ايضا دوافعه الشخصية والعامة وحياته منذ بداياتها قدر المستطاع. وعند بداية بحثي عنه ، اكتشفت مقدار الصعوبة التي تحوم حول مثل هذه الشخصيات وندرة الاخبار عنها حتى انني لم اجد مصدر مصري واحد يشير اليه من قريب او بعيد كأنه ليس لديه اقارب او معارف في مصر. ولم تذكره اي صحيفة الا نقلا عن مصادر اجنبية . وبرغم وجود تسجيلات له فعلية على اليوتيوب الا ان كلها باللغة الالمانية . ونبدأ من هنا الحكاية .. رضا صيام هذه الشخصية التي تحولت بين ليلة وضحاها ال

موت العلمانية

صورة
 " ايهما ينمو ويترعرع فيه الفكر الديني المتشدد ، الدولة الدينية ام الدولة العلمانية ؟ " السؤال السابق كنت قد طرحته على الفيس بوك حتى اعرف اجابات القوم فيه . الا ان الحقيقة لم اجد ردا وافيا او شافيا او حتى مقنعا لما طرحته . ولأن السؤال قد يبدو غير مفهوم ، فلم ازد عليهم ولم اشاركهم الرأي لابعد من ذلك . وقبل ان اورد ما افكر فيه او اعتقده ، يجب علي اولا ان ابين ما اقصده من السؤال بالضبط حتى لا يلتبس المعنى على من يقرأه كما التبس على الذين من قبله .. السؤال هو ، هل ينمو الفكر الديني او اي افكار متشددة في الدولة العلمانية اسرع من نموه في الدولة الدينية ؟ قد يظن البعض ان السؤال في غير موضعه او ان به علة او غير منطقي ولكن الحقيقة غير ذلك وسأوضح ما انا ارمي اليه لاحقا. لاحظت منذ فترة ليست بالقليلة ان الدول العلمانية الغربية تأوي الكثير من المتشددين بالسليقة على ارضها . حتى ان منهم من هو مطلوب امنيا في بلاده الاصلية . وكنت اتعجب احيانا ، كيف لهذه الدول تأوي مثل هؤلاء البشر على ارضها  وكيف لها ان تأمنهم وتأمن مكرهم . وهناك ملحوظة اخرى سنوردها كجزء من حديثنا فقط ولكن لن نحلله