المشاركات

Pay less syndrome

صورة
كثير منا سافر خارج البلاد اما لنزهة او لعمل او كليهما . وبالتاكيد انتابتنا هذه النشوة التي تاتي عندما نمر امام الفتارين المضيئة لمنتجات رائعة الجودة والجمال ، تجعلنا نتحسس جيوبنا ونرصد ما لدينا لكي نشتري كل ما تقع ايدينا عليه . رغبة الشراء هذه تتفاوت من مكان لاخر وتتوقف على عوامل كثيرة الا ان اكثر عامل شد انتباهي هي ظاهرة يكاد لا يلحظها احد او يتوقف عندها احد ، وهي متلازمة الشراء التقليلي ... في احصائية محدودة تم طرحها على احدى وسائل التواصل الاجتماعي ولمدة يومين فقط ، بالاضافة لبعض الاصدقاء والاقارب المحيطين ، اكاد اجزم انهم جميعا يمارسون هذه المتلازمة اللاشعورية عند الشراء والتي ان تم تقييم نتائجها على مستوى اعمق قد تؤدي الى فهم جيد لكيفية ادارة الاسواق الاستهلاكية ، وكيف يتم عرض الاسعار على السلع وباي طريقة وذلك لكي تتم دورة راس المال داخل السوق بصورة سريعة والتي تؤدي في النهاية الى انتعاش الاقتصاد الداخلي والارتقاء بمستويات السوق الى رتب اعلى مما هي عليه . وقد تجيب في النهاية او تحدد ، ما الافضل للاسراع من دورة راس المال ، خفض قيمة العملة ام رفعها ؟ .. معطيات الاحصائية :

التطور الطبيعي للبوابين

صورة
اذا دققنا النظر في مسيرة تطور البوابين في مصر نجدها اختلفت كلية منذ عصر الملكية وصولا الى الان . بدء من الشكل والهيئة الى النوعية والاختلاف في اللهجة . فمنذ ايام الملكية في مصر ، كانت طائفة البشوات والامراء وعلية القوم يستعينون بالنوبيين في هذه الوظيفة . حتى ان الافلام المصرية رسخت صورة عثمان البواب النوبي في اذهاننا جميعا . وقد قام الممثل القدير علي الكسار بهذا الدور من قبل في احد افلامه . فالنوبيين وقتها لما يتمتعوا به من نظام ونظافه بالاضافة للظروف الاقتصادية لهم في وقتها جعلتهم يحتلون هذه الوظيفة من ضمن وظائف اخرى كانت حصرية لهم. ولكن بعد الملكية وقيام ثورة يوليو واختفاء طبقة البشوات وتغير التركيبة الاجتماعية ، ظهر على السطح طبقة جديدة من البوابين والتي اتت من محافظات الصعيد. فكان اغلب من قام بهذا الدور ياتون فرادى وجماعات مهاجرين من محافظاتهم الى محافظات الوجه البحري مثل القاهرة والاسكندرية ساعين للبحث عن لقمة عيش في هذه المهنة. وحتى ان  فترة الخمسينات والستينات شهدت موجات هجرة ونزوح من الصعيد الى الوجه البحري باعداد كبيرة. واكثر ما كان يميز بوابي هذه الفترة هو اقتصار المه

تركيا تبحث عن هوية

صورة
رأينا امس محاولة الانقلاب التركي على الرئيس الاردوجاني الاخواني النزعة والهوية . ولن نخوض في تحليل ما حدث من الناحية السياسية واذا كان ما حدث هو فيلم من اخراج حزب العدالة والتنمية لاحكام قبضته على الجيش وتوجيه ضربة قاضية لحاملي لواء العلمانية او ماتبقى منها في الحكم التركي ام لا . الا ان ما نود طرحه هو مناقشة ما وصلت اليه تركيا في خلال قرن من الزمان تقريبا من خوض التجربة العلمانية وما آلت اليه في ظل الحكم الاردوجاني . في بدايات القرن الواحد والعشرين قام حزب العدالة والتنمية على انقاض حزب الرفاه الاسلامي بقيادة نجم الدين اربكان المعروف بولاءه لفكر الاخوان المسلمين وتبعه في قيادة الحزب رجب طيب اردوجان الرئيس الحالي . وتجربة صعود احزاب اسلامية في تركيا في ظل الدستور العلماني لم يكن وليد يوما وليلة ولكنه قديم قدم صعود العلمانية ذات نفسها على يد اتاتورك . الا ان المدرك لطبيعة الاحزاب الدينية يعي جيدا انها احزاب تتحين الفرصة للانقضاض على الحكم مستغلة مبادئ العلمانية ومن ثم نقضها بعد التمكين . وهذا ما حدث ويحدث فعلا في تركيا . فتركيا التي تتشدق بالديموقراطية لا تؤمن بها في حقيقة الا

عرّبتْ خرّبتْ

صورة
تعود القصة الى اوائل الثمانينيات عندما قامت الحكومة العربية بالتعاقد مع احدى الشركات النرويجية لادارة مجموعة من السفن كانت قد اشترتها الحكومة العربية مؤخرا. وبالفعل قامت الشركة النرويجية بادارة الاسطول بالكامل سواء من حيث التشغيل او ادارة الافراد . وقد وضعت الشركة النرويجية نظام الادارة بالكامل كنسخة مطابقة لما هو معمول به في النرويج. وسارت السفن تبعا لهذا النظام الدقيق كعقارب الساعة المضبوطة تماما على مقياس جرينيتش . حتى ان بعض الافراد العاملين على السفن كانوا يقومون بتعديل روزنامتهم وفقا لجدول هذه الادارة.  وسارت الامور بهذه الشركة على ما يرام حتى ان  اسهمها قد ارتفعت في السوق وصارت مضرب الامثال بين الشركات . وبعد عقد من الزمان ، افتى احد جهابذة الحكومة العربية بسحب الادارة رويدا رويدا من تحت يد الشركة النرويجية بحجة انها تحصل على نسبة كبيرة من الارباح وبالعملة الصعبة . وانهم قادرون على تشغيل هذه الشركة افضل منهم واصبح لديهم من الخبرات ما يؤهلهم لادراتها بيسر وسهولة . هذا بالاضافة لما سيحققونه من الحصول على كل الارباح من وجهة نظره الالمعية . وبالفعل بدأت الحكومة العربية بسح

الاندلس

صورة
طفنا بأرجاء المكان بحثا .. عن الفوضى والليل متسع طرقنا أبواب الحانات لهفا .. للعاهرات والدلع. نظرنا وإنتظرنا لعل الليل .. يلقي الينا البدع. وبعد أن أضنانا البحث .. لم نجد الا البيع.. أهذه الاندلس التي قالوا .. فيها الكؤوس والجرع. اين الفوضى التي نبغي .. منها الحلال والشرع . اين فاتنات الحسن .. اين النهود والضرع.. اين فاتنات الطرف .. اين الغنج والميع. هل اصابهم الورع .. ام داخلهم الفزع.. عدنا بعد ياس .. من الوجد والفجع .. ولم نجد الا الخيبة .. كجواد لم يجد المرع. فعدنا منكوصي الراس .. واصابنا الجزع.. واكتشفنا ان الافرنج .. ليس فيهم الهلع.. وان النظام اضحى .. مثل الغصن والفرع. لا تجد فيهما ..الا دقة فنان برع.. وان الفوضى فينا .. مثل النهر والنبع.. هل لو دامت لنا .. لتشابهت الضيع ؟! ام تحولت لخراب يحتلها الصيع ؟؟!!

أكل عيش

صورة
إشتد الجدال والقتال حتى كاد يتحول الى جريمة قتل في وسط النهار بين طرفي النزاع ، عم سعد الفران والاستاذ فاروق المحامي . وبعد تدخل اهل الخير وعابري السبيل ، انفض النزاع مخلفا مظلة مكسورة وخوان مدمر كان يوضع عليه العيش الساخن الخارج لتوه من الفرن . استيقظت من نومي كالعادة على صوت شجار اسفل المنزل ، فقمت ونظرت من خلف النافذة بعين نصف مغلقة اتقاء لبقايا نور شمس وجد طريقه بين البيوت الشاهقة الى نافذتي . لم افهم على ماذا ساعتئذ يتعاركون بسبب تداخل اصواتهم وعدم وضوح لهجاتهم بالاضافة لكأس خمر كنت قد جرعته قبل نومي ولم يذهب مفعوله بعد. فحاولت استجماع شتات عقلي الذاهب والانصات قدر الواجب . فادركت بعد هنيهة ان سبب العركة ( العركة كلمة عربية صحيحة ) هو ان الاستاذ فاروق المحامي قد اشتكى الفران في القسم بانه يسبب الازعاج وانه قام بتركيب مظلة بدون تصريح . فما كان من الشرطة الا ان اتت ودمرت المظلة واطاحت بالخوان الفارغ وانهت الشكوى بسلام وذهبت . فاستشاط غضب الفران من فعل الاستاذ الفاروق واقسم جهد ايمانه  ان وجده ليفعلن فيه فعل قوم لوط . واثناء مرور الاستاذ فاروق امام الفرن ، انقض عليه الفران وق

الشيطان يسجد اخيرا

صورة
من زاوية في ركن عنبر مساجين ، جلس وحيد فوق سريره يتأمل اصطفاف المساجين وهم يهمون باداء صلاة العشاء جماعة. لم يكن ينوي ان يصلي معهم برغم ندائهم المتكرر بان الصلاة جامعة . فلم يكن يشغل باله بالصلاة بقدر اهتمامه بفحص من يصلون وفهم ماذا يفعلون. وظل يتردد بداخله دوما سؤالا لم يجد من يجيب عليه ، هل يشاهد امامه مجموعة من التائبين ام مجموعة من الافاقين ؟ ولكي يهدأ من ثورة الاسئلة داخل رأسه ، ظل فترة غير قليلة يبحث عن التهم التي اتت بهؤلاء المجرمين الى هذا المكان الموحش. وبدأ اول ما بدأ بدراسة حالة الامام الذي كان يعلو صوته بالايات محاولا ايصال الايمان الى قلوب من لا يصلون معهم . فهذا الامام جاء متهما بهتك عرض طفلتين لم يبلغا العاشرة . ومع ذلك تراه يدعو الناس داخل العنبر الى الصلاة والايمان بالاسلام الذي جاء هداية للبشر اجمعين . يوما تجده يحض احدهم بالتشبث بالنوافل وتارة تجده يحث اخر على التمسك بحديث الرسول الذي يدعو لمكارم الاخلاق . هل هذه حالة فصام ؟ ام انها بارانويا السجون ؟ في اول صفوف المصلين تجد من هو متهم بالتحرش بمسنة جاوزت السبعين ربيعا وبجانبه يقف اخر متهم بهتك عرض طفل لم يب