المشاركات

مع تحيات شلبية

صورة
في احدى غزوات المماليك البحرية على مملكة عسير الرابضة في منتصف الصحراء . ارسلت الملكة شلبية صاحبة الصولجان تحياتها لمماليك دولتها لكي ترفع من روحهم المعنوية وتشد ازرهم اثناء القتال. فاستقبلت الجنود المشعثة المغبرة برمال الصحراء هذه التحيات بالسخرية والتهكم لان تحياتها لن تنجيهم من الموت ان اصابتهم الرماح ولن ترفع من روحهم المعنوية المحطمة وهم يرون زملاءهم ينزفون دما من كثرة جراحهم. فصاح احدهم في الجمع وقال ، يا قوم نحن اهل حرب ومرتزقة ولم نخوض هذه الحرب الا من اجل المال ولن تنفعنا التحيات والابتهالات ولكن نحن نريد مالا . فان لم ترسل الينا شلبية الاموال وتترك لنا جزء من الغنائم فسنترك هذه الحرب ولتأتي شلبية لتخوضها بنفسها وترينا نفسها ماذا ستفعل. فصاح الجنود وعم الهرج والمرج المكان وارتفعت كلمات السباب والشتائم تضامنا مع هذا القول السديد. ومع انتهاء الغزوة ، ارسل الجنود رسول الى الملكة شلبية لكي يملي عليها طلبات الجنود المماليك. فوقف الرسول بين يديها والقى كلماته عليها. فقالت شلبية بعد ان اتم كلامه ، نعم نعم . سأرسل اليكم ما تريدونه وجزء من الغنائم تلقفونه . فبكم اصبنا المال وبكم تغ

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

صورة
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) النمل الكل يعلم ان مملكة سبأ كانت موجودة في اليمن ولا زال هناك حي بهذا الاسم الى الان. ويتضح من سياق الايات ان سليمان عليه السلام لم يكن يعلم بوجودها او يعلم بان اهلها لم يكونوا مؤمنين. والذي اخبره بقصتهم هو الهدهد الذي جاء بخبرهم. وبعد ان تأكد سليمان من حقيقتهم ارسل اليهم خطابا يدعوهم للايمان بالله ثم طلب من حاشيته ان يأتيه احدهم بعرشها. وبعد ان جاء بعرشها غيروا شكله قليلا حتى ان بلقيس لم تعرف العرش حينما رأته وظنته هو. وبعد ان عرفته آمنت بالله وسليمان. هذا تفسير بسيط للايات ، ولكن ما يهمنا من هذه القصة هو الهدهد رسول سليمان الى بلقيس. من عادة الملوك ان يتفقدوا حاشيتهم يوميا ، لذلك لم يجد سليمان الهدهد عندما تفقد حاشيته واعوانه صباحا. واذا افترضنا ان سليمان تفقد الهدهد ما ب

موسى وقصة اسراءه

صورة
بما اننا فتحنا مناقشة بعض ما كنا قد حبسناه في نفوسنا ، اذا وجب علينا تتمة الحوار الى نهايته. وسنكرر ان ما سنورده ما هو الا قراءة لبعض الايات تختلف عما هو معهود . ونحن نعطي لانفسنا الحق في ذلك لاننا نملك عقولا لا تقف عند ما تعرفه فقط ، وندفعها الى استكشاف المزيد حتى يتبين لنا الحق المجيد. ولا نقول ايضا اننا امتلكنا مفاتح الغيب لنعلم ماذا يقول كل حرف ولكن تمسكنا بقول الله سبحانه " انما يخشى الله من عباده العلماء" وندعو الله ان نكون منهم... موسى نبي الله ورسوله ، جاء بالتوارة هدى ورحمة لقوم يؤمنون. اعطاها له الله حتى يبين الحق لقوم بني اسرائيل فأبى اكثرهم الحق وهم يعلمون. ولن نسرد قصة موسى عليه السلام كاملة فهي معروفة لكل قاص وداني ولكن ما يهمنا هي الظروف التي احاطت بموسى قبل ان يكلمه الله الى اللحظة التي كلمه الله فيها واعلمه بانه اختاره ليكون رسول بني اسرائيل. فاذا رجعنا القهقري لنرى الظروف التي احاطت بها وورد نصها في القران نجدها كالتالي..... فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَ

قراءة لقصة الاسراء والمعراج

نزولا على رغبة احد الاصدقاء ، سأفتح موضوعا لم اكن اود فتحه لكبر حجمه وصعوبة استيعابه من البعض. بالاضافة ان مناقشة نقطة واحدة مع ترك غيرها قد يؤثر على سلامة بنيان الموضوع سيما وان الخوض في هذه النقطة سيولد الاسئلة التي لن تحتمل بعض الوريقات استيعابها وستحتاج الى كتب ومجلدات لغلقها والرد عليها. وعلى ذلك فلن نقدم كامل الاجابات وسنتركها لرغبة القارئ الذي يريد الاستزادة ان اراد من الكتب التي يمكن لنا ان نحيله اليها. ونود ان نشير الى اننا لن نستطيع ان نعطي الموضوع كامل حقه في الشرح والتعليل ، ليس لعدم معرفتنا بكافة تفاصيله بقدر رغبتنا في عدم بث الشعور بالملل او التململ من الاطالة في الشرح.  لذلك سيكون الاختصار في التوضيح هو السمة السائدة في هذه المقالة مع حرصنا على عدم المساس بصلب الموضوع..... الاسراء والمعراج ، هو الموضوع الذي سنفتحه لنوضح ان هذه القصة التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب قد تكون مختلفة كلية عما نعرفه وهي جزء من كل سنوضحه لاحقا ان كان في العمر بقية. هذه القصة أتت الينا من كتب السيرة النبوية والحديث بكامل تفاصيلها ولكن لم يشار اليها في القران الا في اية واحدة في سورة الاسرا

بلاد العرب أوطاني

صورة
اغرب كلمة قرأتها لاحد المصريين تعليقا على مبادرة الشيخ خليفة رئيس دولة الامارات والتي اصدر فيها قراره بالافراج عن المصريين الموجودين في سجون الامارات ، هي كلمة ( والله راجل ). هذه الكلمة نزلت فوق رأسي كالمطرقة وجعلتني اترنح طيلة يوما بليلة لا ادري كيف اتحكم في نفسي. واحدثت شرخا في عقلي وتفكيري مما حدا بي ان اعرض نفسي على دكتور صحة نفسية لكي يعالجني من توهمات الحاضر وضلال المستقبل. وظلت الكلمة تراودني في صحوي ومنامي بالرغم من كمية المهدئات التي بلعتها ودفعتني الى تمزيق اكثر من مائة ورقة حاولت فيها تحليل هذه الكلمة ومعرفة ماهية الشخصية التي اطلقتها. ومع كوني كنت اعرف هذه الشخصية مسبقا واعرف من اين خرجت اقدامها واين استقرت ، هالني موقفها المتغير بين الامس واليوم وادهشني انخراطها في جوقة المزمار البلدي الذي يطربنا كلما تعطف علينا احدهم . بيد اننا لا نعتب عليه في تقديم واجب الشكر كما يريد ، ولكننا نلومه على عدم تفريقه بين الشكر والاطراء  سيما وان الفرق بينهما كبير. وليس شرطا ولا يجب ان يكون ، ان يجتمع الشكر والاطراء ويصبحان وحدة واحدة في لغتنا. لان اجتماعهما سوف يؤديان الى نسق غري

حي على الدولار

صورة
استوقفني مشهد اصحاب اللحى وهم يصرخون في الحرافيش كي يبتعدوا عن مجال صرخاتهم ونعيقهم ويفسحوا لهم مجال تطبيق الشريعة وانزال حكم الله على الارض ، وكأن الارض التي يقفوا عليها تعج بالكفار والمشركين. المهم انني حاولت ان استبين نفسية هؤلاء القوم بعيدا عما يقولوه من اعتبارات دينية او افكار تشريعية واخذت على عاتقي تحليل كلامهم من منظور نفسي بحت حتى اصل الى معاني قولهم وطريقة تفكيرهم.  بادئ ذي بدء ، هم يحاولون فرض رأيهم بالقوة على اعتبار ان الحق بجانبهم وان الباطل يجانبهم ، فاندفعوا مستغلين حماقة بعضهم وجهل البعض الاخر في استخلاص تصريح يعطي لهم الحق في القتل والارهاب. والذي اعانهم على ذلك ، صفاقة بعض الشيوخ الذين لا يعرفون من الدين الا الايات التي تحض على القتال مع ان النظرة الفاحصة تشير الى ان هذه الايات نزلت في الكفار والمشركين وفي ظروف خاصة ايضا وليست عامة. ونحن لسنا بصدد ذكر هذه الايات او الاستشهاد ببعضها فانها موجودة ومعروفة لكل ذو عقل. انما نريد توضيح ان هؤلاء القوم لا يقووا على ان يقتلوا كما يدعون والدليل على ذلك ان معظم الغزوات التي خاضوها انما انهزموا فيها شر هزيمة. ولن نشمت فيهم

فلسفة الطز

صورة
معظمنا قد شاهد الحاج مهدي عاكف عندما قال طز في مصر. ولن نخوض او نحلل نوايا الحاج مهدي ولن نحاول ان نتتبع سياق كلامه لمعرفة ماهية المقصود بالضبط  لانه قد نال كفايته من التقريع والتقريظ من وسائل الاعلام والكتاب والصحفيين ومن كل عابر سبيل. ولكن الذي يهمنا من اعادة طرح هذا الامر ، هو محاولة استكناه مفهوم فلسفة الطز التي بدأت في الظهور علانية بعد ان كانت مخفية. هذه الفلسفة بدأت في الظهور والانتشار بين جميع طبقات الشعب ولا يخالجني ادني شك في ان الجميع يستخدمها في مفردات لغته اليومية. وبما ان الشئ بالشئ يذكر ، فلا يجب ابدا ان ننسى  اشهر طز في تاريخ السينما المصرية والتي قالها الممثل القدير حمدي احمد في دور محفوظ عبد الدايم في فيلم القاهرة 30.  هذا الفيلم بالذات هو المدشن الاول لفلسفة الطز علانية حتى اننا نكاد نشاهد هذا الفيلم بالذات لرؤية تعبيرات وجه محفوظ عندما يطلقها. عند هذه النقطة علينا ان نعرج قليلا لكي نتعرف على الفرق بين طز محفوظ وطز مهدي عاكف . فالفرق بينهما عظيم لو كانوا يعلمون. فاذا بدأنا بدراسة طز محفوظ وجب علينا دراسة سيكلوجية الشخصية التي كان يقوم بها. فمحفوظ هذا الانسان