المشاركات

الجهل نعمة

صورة
هل القراءة تجعلك تزيد معرفة ام العكس ؟؟ هل تجعلك تشدو وتصدح وتصدع بما تعرفه ام انها تخرسك للابد ؟؟ يبدو من السؤال ان به مغالطة منطقية ولكنه في الحقيقة له دلالة قد تكون بعيدة عن الانظار . فمن خلال عمر انقضى في العلم والدرس لم اكن اعلم ان المعرفة قد تكون نقمة وليست نعمة كما يظن البعض . ولا ادعي انني ملكت مفاتح العلم ولكن كلما زادتك معرفتك كلما ابتعدت عن المحيط العام الذي نشأت وترعرت فيه. هذا المحيط ان لم يكن على قدر المستوى لمعرفتك ، فقد تنجرف الى مهاوي الصمت ولا تستطيع التعليق على اي حدث لانه بالتاكيد خارج سياق القيل والقال. المعرفة لا تنمي العقل فقط ولكنها  تنمي القدرة على استنباط المجهول الذي لا يراه معظم الناس. المعرفة عبارة عن وحي لكشف الحجب والغيب وكشف المخبوء بين الكلمات. واذا اردنا ان نجيب على السؤال السابق فلنا ان نقول ان القراءة سوف تبعدك عن الاخرين لانها لن تجعلك تردد ما يقوله الاخرون. وسوف يكون لك رأي منفصل في الاحداث لانك ترى من الجوانب مالا يراه الاخرين. المعرفة ستحولك الى انسان وحيد لا يستطيع التكيف مع البيئة المحيطة وتترسخ داخلك هموم لا تجد القدرة على ازاحتها .

الحلم ودائرة القدر

صورة
كم مرة شاهدت حلما في منامك وبعد فترة وجدته يتحقق بصورة تكاد متطابقة تماما مع الحلم ؟؟ الى اي مدى تؤمن بتحقق الاحلام وتهتم بها وتسأل عنها اقاربك واصدقاءك واحيانا الشيوخ في الفضائيات ؟؟ كم مرة افزعك حلم في نومك ودعوت الله ان لا يتحقق ؟؟ هل لفت انتباهك من قبل ان احلام اليقظة تتحقق احيانا ؟؟ هل خالجك شعور بالخوف من المستقبل ، وهل تحقق ما خفت منه ؟؟ هل يسبق الحلم القدر ام ان القدر يسبق الحلم ؟؟ ............. جميعنا تقريبا نكاد نتفق على ان الحلم الذي نراه في منامنا يتحقق احيانا مع اضافة بعض التغيرات البسيطة هنا وهناك . ولكن السؤال الذي اكاد اجزم انه لم يأت على ذهن احدهم ، هل ما نحلم به يسبق القدر ام ان القدر يسبق حلمنا ؟؟ بمعنى اكثر توضيحا ، هل ما نحلم به يحققه القدر نتيجة تدخل مباشر منا عن طريق حلمنا في دائرة القدر ؟؟ بمعنى ، هل نحن الذين نحرك دائرة القدر لتحقق لنا ما حلمنا به ؟؟ وليس كما يظن البعض بان ما حدث لنا مقدرا ومكتوبا سواء حلمنا ام لم نحلم .. دعني اوضح لك الامر يا صديق ، نحن نتدخل بصورة مباشرة فيما يتحقق . نحن من ادرنا دائرة القدر لتحقق لنا ما حلمنا به . انت الذي حلمت ان

الآم الجريح

صورة
ارادت مني ان اكتب ، وها انا اكتب . على رأي الحاج مرسي . تريد ان تعرف ، تريد ان تقرأ ، تريد ان تتغير حياتها كما اتمنى لي ولها ، ولكن هل لنا ان نحقق كل ما نريد؟؟ وهل يظل الامل يقض مضاجعنا ويجعلنا دائما وابدا نبحث عن مخرج لتحقيقه ؟ اين نقف من ايامنا واين نجد مبتغانا وهل يحقق لنا الله ما نريد بمجرد الدعاء ؟؟ انه قال لنا ان ندعوه ، ونحن لا ننفك ندعوه ولكن قد نستيأس من عدم تحقيق المطلب الذي رفعنا له ايدينا . نعم ، قد نفقد الامل ونيأس ولكن يظل بداخلنا بذرة تريد ان تكبر ولا يهم مقدار ما نعانيه من الآم . هذه البذرة هي بذرة الانسان القابع في مكنونات النفس التي خلقها الله ، البذرة التي كانت ولا زالت تريد ان يتحقق لها كل ما خلقنا من اجله ، انها السعادة.. القصة التي انا بصدد كتابتها ، هي قصة حقيقية  رواها لي صديق عزيز. هي قصة الآم انسان وما اكثرها هذه الايام. انها فتاة ، تبلغ من العمر الثامنة والثلاثون عاما وتعمل مدرسة لغة انجليزية . متوسطة الجمال وعلى قدر ميسور من الحال . تقدم لها الكثير من الخطاب ولكنها كانت ترفضهم لنواقص فيهم . لعمري ، ما من انسان كامل !! وفي يوم من الايام شعرت بوج

العجوز الشمطاء

صورة
تجلس امام التليفزيون تراقب مشاهد القتل والدماء على قناة الخنزيرة . لا تحول نظرها عن هذه القناة من لحظة قيامها الى لحظة سباتها . لا تستطيع ان تتحرك كثيرا بحكم مرض الروماتيزم الذي لازمها طيلة عشرون عاما واخذ جزءا كبيرا من عمرها. لا تتبنى غير وجهة النظر التي تطرحها قناتها . لا تشاهد غيرها من قنوات . ومع قلة حركتها هذه الا انها لم تتردد في النزول لانتخاب الرئيس اخواني التربية الذي تم ازاحته. لا تصدق غير ما تقوله وتبثه هذه القناة الملعونة. لا تترك كرسيها الا يوم الجمعة لكي تصلي صلاة الجمعة ومن ثم تعود كما كانت تمثال يتنظر من يحركه. هذه هي دنيتها وهذه هي حياتها. تتفاعل مع الاحداث التي تشاهدها على القناة الى الدرجة التي تجعلها تكلم المذيع في احيان كثيرة وكأن المذيع يسمعها ويرد عليها. تصدق مشاهد المظاهرات والمسيرات التي وتقول كما يقولون ولا تغير فكرتها حتى ولو طرقوا رأسها بمطرقة. هي النموذج الامثل لعملية غسيل المخ التي طالما عجز العلماء عن اجرائها على الانسان. لا تحاول ان تتاكد بنفسها عن صدق ما تشاهده ولكنها تقول دائما انها ترى الحقيقة . اليقين عندها نهائي وجازم ولا رجعة فيه. تتمادى في ت

غرق عبارة ( قصة واقعية )

صورة
في احدى ليالي الشتاء قارصة البرودة ، خرجت العبارة كاليتشو من ميناء الصبا البحري حاملة على متنها الف واربع مائة راكب عائدين الى بلدهم بعد طول غياب . كان الجو شديد البرودة والبحر هائج ومائج ولكن ربان السفينة كان لديه باع طويل في الابحار في مثل هذه الاجواء . كانت الساعة تقترب من العاشرة مساء والركاب جميعهم قد تم تسكينهم في كبائنهم الا من قلة من الركاب الذين لم يستطيعوا ان يناموا قبل ان يتناولوا وجبة العشاء الموجودة على تذاكرهم. وبعد ان مرت قرابة الساعتين على الابحار ، هدأت اصوات الركاب جميعا ولم يعد هناك الا طاقم السفينة الموكل له العمل الليلي . في هذه الاثناء ، كان فرد الامن الموجود بجراج السفينة يمر بين السيارات ليتأكد بان جميع السيارات قد تم احكام رباطها حتى لا تتحرك اثناء ميلان السفينة في البحر العالي. وهو قد قام بهذا العمل بعد ان وبخه الضابط الاول لعدم الاسراع بهذه المهمة. فهم قد يواجهون امواج عاتية في منتصف الطريق. وبعد اتم فرد الامن مهمته ، استراح على الكرسي الخاص به الموجود في الجراج واسند ظهره الى الحائط ونام. الا ان نومته الهادئة تلك لم تزد عن نصف ساعة لان جرس انذار الحريق

فرنسا ( قصة حب )

صورة
انها قصة شاب وفتاة ، شاب من الشرق وفتاة من الغرب. تعارفا عن طريق الانترنت . لم يكن اي منهما يتوقع ان يتواصل بينهما الود حتى يتقابلا . لم يكن يتوقع ان تاتي اليه من بلدها وهي لم تتوقع ان يفتح لها قلبه وبيته . دعاها لزيارة والديه . قبلت الزيارة بدون ابداء اي اسئلة من نوعيه ، هل سيقبلونني بينهم ؟ هل سيتكلمون معي بالحسنى ام سيتجهمون في وجهي. لم تكن تعرف بالتاكيد طباعهم ولكنها عندما حادثتهم في المرة الاخيرة شعرت بانهم اهل عطف وحنان. رقت لها طريقتهم في الكلام والحوار . لم تكن تعلم كيفية العيش بينهم ولكنها وثقت فيما استشعرته ودفعت نفسها دفعا الى الذهاب اليهم . فلن تخسر بقدر ما خسرت سابقا . ان لم يحبوها فلن يموت قلبها بزيادة من يكرهوها. بدون الخوض في التجربة فلن نعرف النتيجة ابدا . وعليه فقد اختمرت في رأسها فكرة السفر اليه حتى تعلم عن قرب مقدار ما يكنه لها من حب. وقف كيوبيد متسائلا ، هل يخدعونني ؟ هل يحبان بعضهما فعلا ام ان كل طرف وجد نقصا في ذاته يكمله من الاخر ؟ كيف له يحبها وهي تكبره بعشرة اعوام ؟؟ وكيف لها تحبه وهي تريد ان تخرج من حياتها السابقة لتبدأ قصة جديدة في بلد جديدة ؟ انها ت

فهمي هويدي والسبعين اخواني

المعلم فهمي هويدي كتب مقال في جريدة الشروق اسمه قضاؤنا الشامخ . وطبعا وحتى من قبل قراءة المقال يظهر لنا المعنى الخفي لما يقصده او كما يقال بالمثل البلدي ، الجواب بيبان من عنوانه . لن اناقش المقال او ارد عليه لانه لا يحتاج الى رد او جواب ولا حتى تعليق ، انما اريد ان استغل الفرصة لكي احلل شخصية فهمي هويدي الذي لم تكن مقالاته على جدول قراءة المصريين ايام المخلوع ولكنه اصبح من ذوي الرفعة في ايام المخبول. الحاج فهمي من اسلوب كتاباته تعرف مباشرة انه اخواني الهوى شيعي النزعة تركي الطبع ريالي الدوحة  وبالتالي فهو عظيم قومه واحيانا يمسك العصا ويقف مكان المايسترو . فتجد الجماهير الاخوانية منهمكة في التصفيق لكل ما يقول كأنه يعزف اشهر مقطوعات شوبان .  وكان هو صاحب السبق في اختراع اسلوب اثنان في واحد قبل اكتشافه عن طريق شركات المساحيق والشامبو . واسلوب اثنان في واحد هذا يعني انه يكتب مقال يحمل معنيين وليس واحد. فاذا كنت من المؤيدين له فستجد ما يثلج صدرك ويريح البال ويطرد البرد . اما اذا كنت من المعارضين له فستجد حتما ما ينغص عليك عيشتك ويجعلك تسب حسني مبارك لانه لم يخلصنا منه . وطبعا هو لا يكتب