البعوضة


إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) البقرة
تملك البعوضة التي تحدى الله بها البشر من الامكانيات الهائلة التي انعم الله بها عليها والتي تستخدمها في معيشتها وحياتها ، فسبحان الله الذي خلق الخلق فاحسن صنعه وتصويره.
اول هذه الامكانيات هو الابرة التي تدخلها البعوضة في جسم الانسان لكي تمتص الدم لغذائها. فهذه الابرة يقدر قطر مقطعها حوالي 25 ميكرون او 0.025 مليمتر. وهي بهذا القطر الصغير لا تستطيع ان تسحب الدم من الجسم بسبب ان لزوجة الدم ستكون عائقا لسحبه. فاذا اردنا تخيل المقصود من معنى اللزوجة. فاننا نقربها بمحاولة شفط عسل النحل بشفاط ذو قطر صغير ،حينها نجد صعوبة من سحبه اما اذا استخدمنا نفس الشفاط لسحب الماء فاننا لانجد مقاومة تذكر. فهذا هو الفرق بين الماء والعسل في مقدار اللزوجة. ولكي تحل البعوضة هذه المشكلة فقد علمها الله ان  تفرز قليلا من لعابها داخل الجسم ، هذا اللعاب يقوم بتسييل الدم لتقليل لزوجته فتستطيع البعوضة عندها ان تسحبه. وبسبب هذا اللعاب نشعر بحرقان ولسعة البعوضة عند قرصها لنا وليس دخول الابرة هو مايسبب اللسعة. فالاعتقاد الشائع عن ان ابرة البعوضة هي ما يسبب الشعور بالوخز هو اعتقاد خاطئ. فلعاب البعوضة هو مايسبب تهيج الانسجة الجلدية ويجعلنا نشعر بالالم اما ابرة البعوضة فصغيرة جدا ولانشعر بها اثناء الوخز. وهذا ما جعل احد الباحثين الهنود لصنع ابرة مشابه لابرة البعوضة لكي يستخدمها في حقن بعض الادوية التي تستعمل بكثرة لدى بعض المرضى ومنهم مرضى السكر.فمرضى السكر الذين يستخدمون حقن الانسولين لايمكن لهم ايقاف استعمالهم الابر وبالتالي يصبح جسدهم منهك من كثرة استخدام الابر التقليدية. فمحاولة كتلك سوف تجعلهم لايشعرون او حتى يلاحظون مكان وخز الابر على اجسادهم.
ثاني الامكانيات لدى البعوضة هو الغطاء الخارجي لابرة البعوضة ، هذا الغطاء يحمي الابرة من الكسر ،لانها اثناء محاولة ادخال الابرة قد تنثني الابرة وتنكسر وبالتالي يجب ان يكون هناك غطاء خاص يشبه الماسورة تسير الابرة بداخله وتجعل الابرة في وضع مستقيم اثناء عملية الوخز. وتصميم هذا الغطاء يدل على علم كامل بقوانين وتطبيقات (نظرية الالات) . فحركة هذا الغطاء مع حركة الابرة مصممة بدقة متناهية.
ثالث هذه الامكانيات هو مضخة السحب لدى البعوضة التي تستطيع ان تسحب الدم من جسم الضحية الى داخل بطن الناموسة. وتقوم فكرة هذه المضخة على التمدد والانكماش فتخلق ضغط سالب داخل الناموسة الذي يسمح للدم بالصعود في الابرة الى بطن البعوضة. والاسم العلمي لهذه المضخة هو Pharyngeal Pump 
رابع هذه الامكانيات هي المستشعرات الموجودة داخل بطن البعوضة والمتصلة بالجهاز العصبي لها. هذه المستشعرات تعطي اشارات لابلاغ البعوضة بان عليها التوقف عن سحب الدم اذا وصلت بطنها الى الامتلاء.
واخيرا لانجد الا ان نسجد لله شاكرين على علمه الذي اودعه في خلقه وندعوه ان يلهمنا قدرا من هذا العلم فهو نعم المولى ونعم المجيب.
معلومة :
1-البعوضة الانثى هي ما تلدغ الانسان فقط وتفعل ذلك في فترة تكوين بيضها، وذلك بسبب انها تحتاج الى عناصر غذائية مثل البروتين والحديد، فتستخلصهم من دم الانسان، اما ذكور البعوض فانها تتغذى على رحيق الازهار فقط ، لذلك نلاحظ ان الناموس يتواجد بكثرة في اماكن الاشجار والازهار.
2- توجد اجهزة قطع تعمل بالليزر ببعض الدول المتقدمة يمكنها ان تفلق شعيرات باقطار قد تصل الى خمسة ميكرون!!!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية