الشاطر والسيف ابو لمبة


في صدر صحيفة الوطن وبناء على كلام خيرت الشاطر والذي ذكر نصا بان الشعب لن يقبل شفيق رئيسا وسيعود الى ميدان التحرير واذا اختار الشعب التظاهر (فسننضم) اليهم. هذا ماورد على لسان خيرت ولانعرف مدى صحته ولكننا نميل الى تصديقه بحكم اطلاعنا على سير العملية الكلامية التي يمارسها الاخوان هذه الايام. والذي لفت نظري واضحكني هو كلمة (سننضم) التي ذكرتني بمرسي الزناتي في مسرحية مدرسة المشاغبين وهو يجتهد لنطق كلمة ( سنضنضنضن). فالاخوان ما برحوا يثيرون عاطفة الشعب المصري لكي يخرجوا على الشرعية في حالة فوز شفيق ولا تكون المبادرة قادمة من عندهم ابدا. دائما وابدا يريدون ان يخرج الشعب المصري ويقتل منه من يقتل ثم يخرجوا هم لينالوا الغنائم بدون تعب او مجهود بعد انتهاء المعركة. فاذا كنتم تدعون بانكم الاحق بحكم مصر فأرونا همتكم واخرجوا اولا ونحن على اثركم لمهتدين. وقدموا للثورة شهداء كما قدمنا حتى تنالوا الحسنى التي تتغنون بها. ولا تكونوا  (كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). فالله لا يؤتي قدره الا لكل ذو همة وعزم والملك لايذهب الا لمن يختاره الله سبحانه وتعالى. فعزيمة الشعب المصري هي من اطاحت برموز النظام السابق وليس انتم ولولا الثورة لما خرجتم من السجون ابدا. فقبلوا ايديكم ظهر وبطن على ما اعطاكم الله من نعمة الحرية التي تستكثرونها على الشعب المصري الان ولا تريدون له الحرية فتجرمون كل من لم ينتخب محمد مرسي مرشحكم وليس مرشح الشعب المصري. فالشعب المصري لم يقدم الا دماء شريفة ولم يزل لديه من الدماء ليقدمها في سبيل نهضة هذه البلد. اما انتم فلا تنظرون الا بمنظار مصالحكم ولاتقدمون من الجهد الا بمقدار ماسيعود به من النفع عليكم.
وكل كلام الاخوان هذه الايام هو عبارة عن تهديدات بالعنف اذا فاز شفيق بالرئاسة. وعند النظرة الفاحصة لافعال الاخوان نجدها لاتخرج عن مجرد كلام لايرتقي لمستوى الفعل. وهذا الموقف ذكرني ايضا بموقف بعض الشبيحة عندما يمسك احدهم بالسيف ملوحا في وجه خصومه ومزمجرا ومتوعدا باقسى الردود ان اقترب احدهم منه. فتجد احد الخصوم يرد عليه بانه فرخة ولايستطيع ان يفعل بهذا السيف شيئا ثم يكمل مستهزئا بانه يحمل السيف ابو لمبة تعبيرا عن السخرية منه. ومن هنا يحضرني مشهد في راسي اتخيل فيه خيرت الشاطر رافعا السيف ابو لمبة ومزمجرا في ميدان التحرير وهو يردد ويقول ( محمد مرسي اتهزم.... يااارجااالالالالا).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هدهد سليمان ( قراءة جديدة )

القاضي والمجرم ( قصة قصيرة )

أسماء قداح الجاهلية