معنى الوجود
ما هو معنى الوجود الانساني؟ كيف لنا ان نفسر نمط الحياة الانسانية من ولادة الانسان الى موته؟ ما معنى ان يولد الانسان ثم يصير شابا ثم يتزوج ثم يستنسخ صفاته عن طريق ابناءه ثم يعمل بكد وتعب في الدنيا الى ان تاتي عليه لحظة الاحتضار فتجد ابنائه يقفون بجانبه يودعونه على ماقدم لهم من خدمات جليلة؟؟!
ما معنى ان يبقى الانسان على الارض بضع عشرات من السنين ثم يموت؟ ما المغزى الفعلي للحياة؟ لماذا خلقنا الله ؟ ما معنى عمل الانسان في الدنيا وما معنى زواجه وما معنى تعاسته وشقاؤه ؟ ما الهدف الاسمى من الوجود الانساني؟؟؟
ما هذه النمطية في حياة البشر ؟ ما الفرق بيني وبينك ؟ بيني وبين الهندي او الصيني او الامريكاني ؟الكل لهم طبيعة بشرية واحدة ولهم نفس التفكير ولهم نفس التوجه العام فما معنى الحياة؟
ما معنى ان يخلقنا الله ثم يقول لنا انه موجود واننا يجب ان نعبده ؟ هل هذا هو الهدف الاسمى؟ هل خلقنا الله لكي نعبده فقط ؟ هل الهدف الاسمى هو الصلاة والتعبد والتقرب الى الله لكي نفوز بالجنة ؟ هل الهدف الاسمى هو السعادة الابدية؟ هل الحياة الدنيوية هي فقط الحياة التي نحياها ونعيشها؟
واذا لم ارغب في التعبد الى الله فكيف لله ان يدخلني النار وهو لم يعطي لي حق الاختيار؟ هل خلقنا فقط لكي نصلي ونتعبد ونفعل الخير؟ اذا فما معنى العمل في الدنيا ؟ما معنى الوجود؟
هل فرضت علينا هذه الحياة النمطية فهل يمكن ان نغيرها ونحيد عنها؟ هل الدين الذي نتلحف به في الدنيا هو وسيلة وضعها لنا الله ام انه غاية في حد ذاته؟ كيف لنا ان نفسر هذا الكم الهائل من اللحى ومدعي التصوف ومدعي الوعظ؟ وكيف لنا ان نفسر هذه الدرجة من الانحطاط بالرغم من وجود من يتشدقون بالدين ليل نهار؟
اذا كان الدين غاية ، فلا معنى عندها لوجودنا في الدنيا وانهارت كل المعاني بدءا من العمل وصولا الى الحياة ذاتها . فالدين لايمكن ابدا ان يكون غاية ولكنه وسيلة نتخذها للوصول الى جنة العلا. فالاصنام التي صنعناها في مخيلتنا والتي هي عبارة عن كتب الحديث والسيرة والفقه وكل كتب الدين لم نعد نتذكر منها ونتدبر ولكننا اتخذناها اصناما من دون الله وتركنا حالنا في الدنيا والتي خلقنا الله فيها لكي نعمل ونكد لرفع شانها لحال سبيلها . فانهار الدين وانهارت الدنيا من تحت اقدامنا.
اما على الجانب الاخر ، اي اذا كان الدين وسيلة ، فلا يجب ابدا ان تنفطر قلوبنا وتنهمر دموعنا ونحن نسمع دعاوي الشيخ المرجوشي ، او وعظ الحاج مهووشي . عندها يجب ان ننظر الى الدين كدين عبارة عن وسيلة من خلالها سنصل الى جنة الخلد . فلايجب ابدا تمجيد الدين فالتمجيد لله وحده دون غيره فالاسلام كمثله من الاديان هو رسالة ابلغها المرسلون لبني ادم في الارض لكي يعلموا بان الله موجود ومطلوب منهم اطاعة اوامره ونواهيه.
ان خلق الانسان في الدنيا ما هو الا وسيلة غايتها ان يتحقق مجد الانسان عليها. وما الانسان الا صورة الله وظله على الارض . فيحقق بالتالي مجد الله على الارض. وما الدين الا وسيلة للوصول الى الغاية الاسمى وهي الجنة. فالانسان عندما يولد لايكون الهدف منه هو ان يكبر ويصير رجلا وتكون له زوجة وابناء ولكن الهدف الاساسي هو ان يترك الانسان بصمة تتحقق بها حكمة الله على الارض ليباهي بها جميع المخلوقات . هذا هو الرب وهذا هو الانسان وهذه هي الدنيا . فالانسان ماهو الا وسيلة لكي يتم الله نوره على الارض . الانسان ما هو الا حكمة وكلمة القاها الله لكي يقدم بها دلائل قدرته . ولا تتم وتظهر هذه الدلائل الا اذا قدم الانسان قربانا يدل عليه وما القربان الا البصمة والحكمة والانجاز الذي يستطيع ان يتركه بعد موته. فالموت المحتم يطال الجميع دون استثناء ولكن الانسان يبقى حي بمجده الذي تركه في الدنيا الى ان ياتي يوم لاريب فيه.
فلا يمكن ابدا ان يكون الانسان هو هذا القطار السائر على القضبان والذي لايستطيع تغيير مجرى حياته ولكننا نستطيع ان نغير مجرى حياتنا بان نترك عملا يدل علينا عندما نموت وعندها فقط يتحقق مجد الانسان.فالحياة النمطية التي نسير عليها ليس هي التي قدرت لنا وليست هي من اراد الله لنا بها ان نعيش ولكن الله ترك لنا حرية الاختيار بان نكون اما نمطيين او لانكون عندها فقط نستطيع ان ندمر هياكل الوهم وان نصوغ حياة تجعل قربنا من الله اشد مايكون القرب. فلله العزة وحده ولا يمكن ان تتحقق عزة الله على الارض الا بان نصوغ علما او ان نبتكر عملا او ان نخترع شيئا. هذا هو الهدف الاسمى لخلق الله على الارض . ولكننا وا اسفاه قد حولنا نظرنا الى الدين فقط لكي ننال سعة الاخرة ولكننا بفعلنا هذا قد مجدنا الدين ونحن لانشعر واقمنا اصناما في مخيلتنا نتعبد لها ليل نهار واستمعنا الى مدعي يحفر صورا واشكالا في تلابيب عقولنا. وفرحنا بكل صور الدين والتي في ظاهرها دين وباطنها تمثيل.
اعطوني مليون جنيه وانا اشرح لكم كل كتب السيرة والحديث والفقه افضل من الذين يخرجون علينا ليل نهار. اعطوني خمسة الاف جنيه في الحلقة وانا اطيل عليكم لحيتي حتى تصل الى اطارف اقدامي. اعطوني كما من المال وانا اقول لكم قال الله وقال الرسول . ان التدين ليس بمعجزة والتكلم به ايضا ليس بمعجزة اما المعجزة الحقة هو العقل الذي خلقه الله ولانعيره اهتماما ولانعطيه حق قدره.
فهل لي ان اسال الاخوة الاعزاء ، اذا قدر الله ان يخرج الينا سيدنا علي بن ابي طالب مثلا فهل سيعطيه شيوخ ازهرنا الشريف الدكتوراه الفخرية ام انهم سيطلبون منه ان يدخل الجامعة لكي ينال علوم الفقه والشريعة وعندها سيعترفون به شيخا واماما؟؟؟!!
تعليقات
إرسال تعليق